07-12-2022 11:52 PM
سرايا - - اعتبر الكاتب والباحث السعودي في الدبلوماسية العامة والإعلام السياسي، عماد المديفر أن التوجه السعودي نحو الصين ليس مشروعاً سياسياً بحتاً؛ حيث ستظل العلاقات مع الغرب والشرق موجودة، مُعتبراً أن العلاقة المميزة مع الصين بشكل خاص ستعزز نفوذ السعودية وأهميتها الاستراتيجية إقليمياً ودولياً، وكذلك مع الغرب لما تمثله من دور محوري في التوازن العالمي.
وقال المديفر، المقيم بالسعودية حاليا في تصريح لوكالة سبوتنيك في تعليق على زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة العربية السعودية، إن "التوجه نحو الصين ليس مشروعاً سياسياً بحتاً؛ حيث ستظل العلاقات مع الغرب والشرق موجودة".
وأضاف أن "العلاقة المميزة مع الصين خاصة ستعزز نفوذ السعودية وأهميتها الاستراتيجية إقليمياً ودولياً، ومع الغرب تحديداً لما تمثله من دور محوري في التوازن العالمي".
وحول تفاصيل الزيارة، أكد المديفر أن الزيارة تتضمن عقد ثلاث قمم، "وتأتي محملةً ليس فقط بدلالات التوقيت؛ بل أيضا دلالات المكان، والحجم والأطراف المشاركة ونوع الملفات المزمع التباحث والاتفاق حولها".
وتابع موضحا أن الرياض تحتضن 3 قمم عربية صينية غير مسبوقة، لاسيما أنها تأتي في ظل التطورات الجارية في أوكرانيا، وهنا لا يغيب عن بالنا الغزل المتبادل بين مجموعة بريكس والمملكة" على حد وصف المديفر الذي يشير إلى السعي المتبادل بين أهم أعضاء المنظمة والسعودية لتصبح المملكة أحدث أعضائها.
وبالتالي، وفق المديفر، "فإن هذه الزيارة وهذه القمم الثلاث، تأتي محملة بدلالات جيوسياسية مهمة على المستويين الإقليمي والعالمي، في إطار حرص المملكة على تنمية العلاقات الثنائية، والخليجية والعربية المتعددة مع الجانب الصيني، في سياق توجهها الاستراتيجي لتعزيز علاقاتها وشراكاتها مع جميع الدول والقوى الدولية المؤثرة، وإقامة علاقات متوازنة معها تخدم أهداف المملكة، ودول المنطقة، وتسهم في تعزيز وحفظ وحماية مصالحها".
واستدل المديفر على ما سبق متطرقاً إلى "سعي المملكة لبناء شراكة استراتيجية تدعم التجارة والاستثمار مع الجانب الصيني، وتجعل المملكة ودول الاعتدال في المنطقة الشريك الاستراتيجي الأول الموثوق للصين، حيث استحوذت المملكة على أكثر من 20.3 بالمئة من استثمارات الصين في العالم العربي بين العامين 2005 و2020، والتي بلغت 196.9 مليار دولار، إذ جاءت كأكبر الدول العربية استقبالاً للاستثمارات الصينية خلال تلك الفترة بنحو 39.9 مليار دولار".
وأشار المديفر إلى أنه من المتوقع أن يتم توقيع أكثر من 20 اتفاقية أولية بقيمة تتجاوز 110 مليارات ريال على هامش القمة السعودية الصينية ، إضافة إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، وجائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين".
كما من المتوقع أن تشهد القمة الصينية العربية -حسب المديفر - مباحثات حول أزمة الطاقة، والغذاء، والحرب الروسية الأوكرانية، وإيجاد سبل لتعزيز التنمية المشتركة ضمن مبادرة "التنمية العالمية"، التي أطلقها الرئيس الصيني بعد مبادرة "الحزام والطريق"، وبناء المجتمع الصيني العربي ذي المصير المشترك.
وأضاف "من المتوقع اعتماد عديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في مختلف المجالات منها الطاقة والطاقة المتجددة والبنى التحتية والعسكرية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتجارة الرقمية والفضاء والأقمار الاصطناعية والصحة والسيارات الكهربائية وغيرها، والاتفاق على زيادة الاستثمارات الصينية في العالم العربي والاستثمارات العربية في الصين، والعمل على ربط مبادرة الحزام والطريق برؤية السعودية 2030، ورؤية مصر 2030 وغيرها من الخطط لتحقيق التنمية وتعزيز الاقتصاد الوطني والإقليمي".
كما سيكون ملف الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط حاضراً ضمن المباحثات بين الجانبين، حسب المديفر الذي يضيف "لاسيما وأن أمن واستقرار المنطقة والخليج العربي بشكلٍ أساس أضحى اليوم من وجهة نظري مصلحة صينية حيوية تسعى الصين بالتعاون مع دول المنطقة الى تعزيزها وحمايتها، هذا بالاضافة ربما للمحاولات الصينية لرعاية مباحثات إسرائيلية فلسطينية وتقديم وساطتها لحل الخلافات بين الجانبين".
وبدأ الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إليوم الأربعاء، زيارة إلى السعودية بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للمشاركة في اجتماعات قمة تضم عددا من قادة الدول الخليجية والعربية.
وتستمر الزيارة يومين، يعقد خلالها قمة سعودية - صينية، وقمة صينية خليجية، وقمة عربية صينية، بمشاركة عدد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.
وتشهد الزيارة، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، "توقيع أكثر من 20 اتفاقية أولية بقيمة تتجاوز 110 مليارات ريال [حوالي 29.25 مليار دولار]، إضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الإستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، كما سيُعلن عن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين.
وتعد السعودية أكبر مورد عالمي للنفط الخام إلى الصين، وأكبر شريك تجاري لها في غربي آسيا.