حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1301

حديث في "هم النشر والمكتبات"

حديث في "هم النشر والمكتبات"

حديث في "هم النشر والمكتبات"

08-12-2022 12:22 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي

يبدو أنّ أخبار إغلاق المكتبات العامة، والخاصة منها، ستكون حاضرةً بمساحةٍ جيدةٍ في صحافتنا، فمؤخراً سلطت تقارير صحفية عدة الضوء على "سوق الوراقة" وشح رواده في كثيرٍ من مدننا، وحواضرنا العربية.
ومن بين ما نقرأ هذه الأيام، هو إغلاق مكتبات عريقة وشهيرة، مثل: مكتبة اليقظة في دمشق بعد رحلةٍ دامت 83 عاماً، ومكتبة "نوبل" الدمشقية، بعد رحلةٍ انطلقت منذ سبعينات القرن الماضي، وغيرها من المكتبات في بغداد والقاهرة، وحتى لدينا في عمّان.
كما أعلنت مؤخراً دار الساقي الشهيرة، عن إغلاق مكتبتها في لندن، وإنهاء مشوارٍ دام 44 عاماً، إثر انخفاض المبيعات، وتكاليف التشغيل المرتفعة جداً، وقلة الزوار.
ويدرك العاملون والمشتغلون في القطاع الثقافي، بأنّ مئاتٍ من كتبنا المطبوعة، تبقى ضمن مستودعات، ولا تجد لها قراءً، حيث إنّ الإقبال على الكتاب الورقي بات "شحيحاً" بفعل جملة أسبابٍ، يمكن تلخيصها بتغيّر سلوك القارئ، بالإضافة إلى ارتفاع كلف الورق والطباعة، وما رافقها من مشاكل سلاسل التوريد والتضخم، إلى قائمةٍ تطول، وتحتاج إلى مئات الندوات والمقالات.
ولكن، قلة بين المشتغلين بهذا الهم، يتحدثون عن ضرورة المواكبة، أو تغيير مفهوم المكتبة، بحث تكون مراكزاً للمعلومات، وتساير الرقمنة، وتوفر محتواها عبر أوعية رقمية جاذبة للقارئ، وبخاصة للجيل الشاب، الذي دوماً ما نتحدث عنه بأنه لا يألف الورق، رغم أنّ هذا الأمر لا يقتصر على جيل الشباب بل يتجاوزه إلى أعمارٍ أكبر، باتت تألف القراءة عبر "الموبايل" والشاشات الرقمية، بعيداً عن الورق، وحديث الألفة معه.
فالأولى اليوم، هو ليس إغلاق المكتبات على حساب الثقافة، بل جعل هذه المكتبات قادرة على الوصول إلى جمهورها، ووصول الأخير إليها، عوضاً عن شكوى قلة الزائرين والقراء، وأحياناً المشترين.
فما هو بحاجةٍ اليوم إلى تطوير، هو الخدمة المكتبية، فلا يوجد جيل أو مثقف أو مختص أو أكاديمي وصحفي، وغيرهم، يستغنون عن المعلومة، والبحث والمعرفة.
كما أنّ القراءة اليوم، بحاجةٍ إلى أنّ تتطور بحسب تطور فهم ومزاج القراء، فقد باتوا اليوم أنواعاً، فهناك من يقرأ ليتطور مهنياً، وهناك لرغبةٍ بمزيدٍ من التعلم، وهناك أيضا، القراءة الترفيهية.
إنّ شكوى الناشرين اليوم، محقة، ولكنها يجب أنّ تقابل بتطوير الأدوات، وأنّ تستجيب لها المكتبات الخاصة والعامة، فالوصول إلى الجمهور، هو ليس مشكلة مقتصرةً على قطاع الثقافة والكتاب وحده، بل هي نتيجة طبيعية لزمان الشبكات الرقمية، وما نتج عنها من تواصل اجتماعي، وأدوات رقمية تستطيع التفاعل مع الفئة المستهدفة.
ومثالاً، على المكتبات الرقمية التي باتت تواكب اليوم، مكتبة الكونغرس التي تولي هذا الجانب أهمية، فمن بين جهودها، . تجميع دفاتر الهاتف وتحويلها إلى شكل إلكتروني، ولديها مجموعات من 14 ولاية، بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا ومدينة شيكاغو، بالإضافة إلى عرضها لمجموعة خرائط مرسومة باليد، تشرح كيف تتغير الأحياء من خلال الأحداث التاريخية والتحولات الديموغرافية.
إننا اليوم نعيش في عصرٍ يتغير بسرعة، والمطلوب أن تتغير الأدوات، لنتمكن من المواكبة..

 








طباعة
  • المشاهدات: 1301
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم