11-12-2022 09:59 AM
بقلم : علاء القرالة
في الواقع استطاع الأردنيين وبفضل الكثير من الإجراءات الحكومية والقطاع الخاص تجنب الكثير من التحديات الاقتصادية التي خلفتها وتخلفها جائحة كورونا والحرب الاوكرانية ومنها وعلى وجه التحديد ارتفاع أسعار السلع ونسب التضخم، بينما هم الآن أمام خطر داخلي يتمثل بإصرار أصحاب الشاحنات ووسائل النقل على رفع أجورهم، فهل سترتفع الأسعار ؟ لنرى ونشاهد خلال الأيام القادمة ماذا سيحصل.
أن تنجو من التحديات الخارجية بأعجوبة دون أي تغيير يذكر على حياتك المعيشية، بينما تخرج وتطل عليك برأسها أزمة داخلية مصحوبة بقليلًا من الإحساس فيما نعانيه اقتصاديًا أمرًا يدعو إلى الاستغراب، فالمطالبات الفئوية والتي تطالب برفع أجور الشحن والنقل البري والذي يعتبر عصب الحياة الاقتصادية وأكثرها تأثيرا على أسعار السلع والكلف التشغيلية، والتي سيتحملها التجار والمستوردين والصناعين والذين بدورهم سيحملونا أيها سريعًا ويرفعون أسعار كل شيء وحتى على سائقي الشاحنات أنفسهم، ما يجعل من رفع أجور الشاحنات ووسائل النقل أول الطريق إلى الجوع والفقر الحقيقي والذي سنقف أمامه بلا حول ولا قوة وكما في بلدان أخرى أصبح فيها الحصول على السلع الأساسية أمرًا صعبًا لارتفاع أسعارها، ومن هنا نتسائل هل سينجو أصحاب الشاحنات ووسائل النقل من هذا الارتفاع؟
في الحقيقة إذا كانت نقلة واحدة في اليوم حاليًا تكفي سائق الشاحنة أو الباص أو التنك لتلبية أموره المعيشية اليومية، فهو سيضطر لاحقًا وبعدما يتسبب برفع الأسعار إلى إجراء ثلاث إلى أربع نقلات في اليوم ليستطيع أن يلبي تلك الاحتياجات فهو أول من سيربح وأول من سيخسر أيضًا، وخاصة إذا ما قدرنا أن عددًا كبير من أصحاب الشاحنات لا يعملون نتيجة ارتفاع أعداد الشاحنات في المملكة والتي تفيض عن الحاجة، ومن هنا لابد من نصيحة لهم وهي أن يتحملوا قليلًا"فصبر ساعة أهون كثيرًا من أن يعذبونا ويعذبوا أنفسهم سنوات طويلة» وحينها لن يصلح العطار وكل المحاولات ما أفسدته بعضًا من الأنانية في التعامل مع هذه الأزمة.
ما لا يعرفه الأردنيين جميعًا أن أسهل قرار على الحكومة يمكن أن تتخذه هو الموافقة على رفع أجور النقل فهي في الأول والآخر لن تدفع شيئًا، فمن يتحمل وسيتحمل رفع تلك الأجرة القطاع الخاص والذي بدوره لن يتوانا للحظة في رفع تلك الكلف علينا جميعًا فردًا فردًا، غير أن الحكومة ومختلف الجهات تعلم أن أزمة النفط ستنتهي عاجلًا أم آجلًا وأن قليلًا من الصبر قد ينجينا جميعًا من استعار الأسعار وتأكل الدخول، كما أنها تعلم أن رفع أجور الشحن سيصل في معدلات التضخم إلى حدود ستساهم في سحق الطبقة الوسطى وزيادة الفقر، والأهم من هذا أنها تستطيع الآن وبجرة قلم أن تخفض المحروقات وبقرار شعبوي سنصفق له جميعًا فتزيد حينها المديونية، فيرحلون هم وتبقى المديونية جاثمة على قلوبنا وصدورنا العمر كله ونورثها لأبنائنا جيلًا وراء جيل.
ختامًا، رسالة إلى أصحاب الشاحنات ومختلف وسائل النقل لا تجعلوا من حماسكم وتحميسكم من قبل بعض أصحاب الأجندات وسيلة لإفقار الشعب الذي أنتم جزء منه، فصبرًا قليل أفضل من عجلة وإصرار سيؤدي بنا وبكم إلى الندامة والفقر والعوز لكم ولأسرنا وعائلاتنا التي تقدر لكم مجهودكم في تأمين كافة احتياجاتنا طيلة الفترة الماضية، ومن هنا عليكم أن تختاروا أي طريق ستسلكونه بنا فإما طريق الفقر والعوز وإما طريق الصبر لأجلنا جميعًا للنجاة وتنجون من سعار الأسعار في كل شيء.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-12-2022 09:59 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |