حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1436

في يوم الشهادة .. قبلة على جبينك .. ام الشهيد .. بشراك اليوم

في يوم الشهادة .. قبلة على جبينك .. ام الشهيد .. بشراك اليوم

في يوم الشهادة  .. قبلة على جبينك  ..  ام الشهيد  ..  بشراك اليوم

17-12-2022 10:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتورة ماجدة عودةالله ابو جاموس
اليك سيدتي .. اليك يا من الجنة تحت اقدامها ...اليك يا ريحة الجنة واحد ابوابها ...اليك وقد وقفتي اليوم وفقة الرجال الابطال تقبضين على جمر قلبك وحرارة دمعك وانتي تودعين الشهيد .. اليك يا ام الشهيد العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح .. فكم كانت صورك يوم امس حاضرة في بيت كل اردني ... وانتي تجلسين في حضرة الدم الطاهر الذي استباحته يد الغدر ولكن هذه المرة وللاسف كان الدم واحد ... والاسم واحد ... والنفس واحد .كانت الرصاصة اردنية صوبت تجاه اخ ورجل امن ... لا ذنب له سوى انه اراد الحفاظ على الامن والامان الذي طالما تغنينا به وغدا شعار للدولة الاردنية .. ...

جلست بجوار جسده وقد لف بالعلم ...لا تدري ماذا تقول من هول الموقف ... اعلم بان لغة الكلام قد ضاعت وتبعثرت وبان صمتك كان اقوى لغة ...اعي كما كل اردني بان الدم قد تجمد في عروقك وكانما الزمن قد توقف.... تتهافت الكلمات وتتزاحم دواخلك ... لكنها سكنت ووقفت عاجزة عن البوح و التعبير حتى عن الاتيان بافعال تصاحب جل الوقف وقهر الموت .

امي وام كل اردني حر ...اسمحي لي ان اناديكي بذلك فقد اثبتي اليوم بانك الاردنية الماجدة التي تقبض على الجرح , وهي تودع فلذة كبدها الذي لا ذنب له الا انه لبى نداء الواجب ... لتظل الارض الاردنية , ارض الخير الذي لا يعدم جوازيه ...صورتك ايتها الماجدة وسام عز وشرف لا يضاهيه شرف, فانت اليوم قدمت اغلى ما لديك لتعطي الاردنيين دروسا في البطولة والخوف على الوطن, وعلى تشرذمه , وكانت هديتك من اغلى الهدايا لتنادي كفى .

ام الشهيد وامي وام كل اردني حر الام الثكلى تتألمين بشدة , يعتصر الحزن قلبك, عجزت لغة الكلام تتمتنين باهات حزينة لا يعرف القاموس معنى لها فهي تنبع من القلب لتلاقى شغاف القلوب , بني ....اه اه , ماذا اقول واين اتوجه ليس لي سبيل الا الله الذي كتب عليك الشهادة, ولاكون منذ هذا اليوم ام الشهيد ولاختال في هذه الدنيا عالية الراس مرفوعة الاكف للباري عز اسمه ان يرحمك ويسكنك فسيح جنانه

انه يوم الشهادة لكنه يوم اردني حزين .. وقد اشهرنا نحن الاردنيين اسلحتنا بوجه بعضنا ..مهما كانت المعطيات ومهما كانت الاوضاع الصعيبة التي نعيشها اليوم ونحن ندافع عن حقوقنا وعن سبل حياتنا ...مهما كان وكان وكان ..هذا لا يعطي ايا منا الحق لنصوب الرصاص في صدور اخوة لنا . في قلب ابن كان الموقف بالنسبة لامه وكانما الدنيا قد توقفت عندها

عند دموع الاب التي هوت بنا جميعا لنقبل تراب المجد من تحت قدميه . نقف ... دموع حرقة فراق ابن ..الله وحده العليم كيف رباه سنة تتلو الاخرى ..ماذا قدم وماذا عانى ليراه شابا يفتخر بانه ابن المؤسسة العسكرية وجلنا يستشعر عظم شعور اب يختال فرحا وفخارا بان ابنه ضابط ...دموعك والدي المنهمرة كانت كما الجراح النازفة التي تسيل ولا وسيلة لوقفها ...لكن لك منا الدعاء بالصبر وعونك على مستقبل ستكون به ابا للايتام .

عند صدمة الابن نقف .ابن الشهيد الصبي الفتي الذي لم يشبع من حضن الاب وحنانه . هو الذهول الذي استشعرناه جميعا وهو يضع التراب فوق محيا والده .... شاب لم يعي بعد معنى الموت وهول وقوعه ...كان وكأنما هو في حلم لا يعرف اخره ويتمنى الاستيقاظ منه ويعتبره كانه لم يكن ....لم نرى بنات الشهيد واجزم ما يجول في قلوبهن وهن يودعن الظهر والسند , وعامود البيت ..هن اليوم يقفن وكان السقوف انهارت فوقهن... وكانما الدنيا قد سكنت وخلت من كل شئ يجملها ... وماذا عساني ان اتخيل موقف الزوجة وهي تودع زوجا شابا تركها برفقة ابناء وبنات.. لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها لا تدري كيف تشقها ومن اين تبدأ والى ماذا ستقود .

تظاهروا ... عبروا عن مواقفكم ....اصنعوا ما شأتم ايها الاردنييون اليوم ...لكن قفوا, فالاردن لنا كلنا ومهما بلغ السيل الزبى , فلا تستبيحوا دم بعضكم البعض ....فهذا الدم الاردني الطاهر بطهركم جميعا يسرى في كل واحد فينا ..هو اليوم يخجل الحجر ...وتشيح نجوم الوطن استهجانا ... وحتى التراب يصرخ من هول المفاجأة ...كيف لنا نحن الاردنيين اخوة الدم والروح ...فشمالنا يرتبط بجنوبنا وشرقنا يقبض على جراح غربنا . نحن وحدة واحدة لا تجعلوا الفتنة تدب في صفوفنا .

ايها الشهداء

في حضرة هذا الدم الطاهر تخجل الارض ويخجل الحجر وترتعش سماء الوطن خجلا وفرحا كلما صعدت ارواحكم امنة مطمئنة لتستقبلها ارواح شهداء رفرفت عاليا مسبشرة بما جعل لها من مكانة .

فالسلام على اروحكم الطاهرة بطهر تراب الاردن الذي يضمنا كلنا السلام عليكم يا من سكبتم دمكم الطاهر في عروق الوطن من دون حساب في عروق الوطن ليبقى الوطن فكنتم الزيت الذي يضئ دروبه . سلام على الدم الذي اثمر ابطالا كتبت أسماؤهم في دفتر المجد شهداء السلام على الذين لبسوا الكبرياء عباءة والعزة رداء ...فهم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه واعتصموا بالله وتشبثوا بايمانهم وقدموا ارواحهم فداءا لوطن

ستبقى يا وطني عزيزا حرا وستبقى راياتك خفاقة وايها الاردنييون لا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون وكونوا كما انتم كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه ازر بعضا.








طباعة
  • المشاهدات: 1436
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-12-2022 10:21 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم