بقلم : الدكتور محمد عبد الستار جرادات
تحدثنا كثيرا في مقالات سابقة عن سيادة القانون وحرص جلالة الملك على تحقيق العدالة والمساواة بمنتهى الحزم ودون تهاون كما تناولت الورقة النقاشية السادسة. تلقينا يوم الخميس نبأ إستشهاد العقيد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح نائب مدير شرطة محافظة معان الذي توفي إثر تعرضه للإصابة بعيار ناري في منطقة الحسينية في محافظة معان. وتقدم جلالة الملك برفقة الأمير الحسن ورئيس هيئة الأركان المشتركة ورئيس الديوان الملكي، الجنازة التي شارك فيها وجهاء عشائر هذا الوطن الواحد والأجهزة الأمنية وجموع غفيرة من المواطنين. شدد خلالها جلالة الملك على أنه سيتم التعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويتعدى على الممتلكات العامة وحقوق المواطنين، مؤكدا أن الاعتداءات وأعمال التخريب مساس خطير بأمن الوطن ولن نسمح بذلك. وعبر جلالته خلال زيارته لبيت العزاء في ديوان الدلابيح بمنطقة الكفير في جرش، عن تعازيه الحارة لذوي الشهيد، قائلا "هذا ابني وابن كل الأردنيين، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء"، وأشار جلالة الملك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، وحقهم في التعبير عن الرأي بالوسائل السلمية ضمن القانون، مؤكدا أن مؤسسات الدولة ستتخذ كل الإجراءات لمحاسبة الخارجين عن القانون.
عقد وزيرا الداخلية مازن الفراية والاتصال الحكومي فيصل الشبول ومدير الأمن العام اللواء عبيدالله المعايطة اليوم الجمعة، مؤتمرا صحفيا في وزارة الداخلية، تم خلاله الحديث عن الأحداث التي وقعت مساء أمس في لواء الحسينية بمحافظة معان. قال وزير الداخلية معالي مازن الفراية؛ إن جلالة الملك وجه الأجهزة الأمنية المختصة لضبط الجاني بأسرع وقت وتقديمه للعدالة، وأضاف أن الحكومة حريصة على حق التظاهر السلمي للمواطنين والتعبير بكل حرية عن آرائهم في كافة المناطق وبما يكفله الدستور، موضحا أن الأجهزة الأمنية ومنذ بدء الاحتجاجات تعاملت بانضباطية وحكمة ومسؤولية، مستدركا "إلا أننا شهدنا أعمال عنف وتخريب وانحراف للبوصلة كإضرام النار بمؤسسات حكومية وخاصة وتدمير أكثر من 48 عمود كهرباء أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من المناطق ما أضر بالمواطنين والمرضى". وأضاف، أن الحكومة عقدت عدة لقاءات مع أصحاب الشاحنات للتشاور والوقوف على مطالبهم وتم الاتفاق معهم كما تم الاتفاق أيضا مع بعض سائقي الشاحنات اللذين لم يتفقوا مع زملائهم على بعض المطالب وتم الاتفاق على تلبيتها، وقال: " تفاجأنا فيما بعد بدعوات التحريض وتهديد السواقين الملتزمين بالاتفاق الذي تم إبرامه". وأكد الفراية أن إضراب أصحاب الشاحنات تسبب في خسائر لحقت بعدد من الشركات والمؤسسات منها شركة مناجم الفوسفات الأردنية التي يبلغ حجم الأضرار المادية التي لحقت بها نحو 50 مليون دينار، إضافة إلى وقف تزويد المحافظات بالسلع الأساسية من ميناء العقبة، مؤكدا ارتفاع أسعار السلع في حال استمر الإضراب عن العمل.
وحول إيقاف إحدى المنصات على وسائل التواصل الاجتماعي (Tik tok)، أكد معالي فيصل الشبول أن وحدة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام وصلتها العديد من الفيديوهات المليئة بالتحريض على القتل والفوضى على إحدى المنصات الرقمية، واتخذت إجراء بوقف هذه المنصة مؤقتا. وأشار إلى أن وحدة الجرائم الإلكترونية والأجهزة الرقابية المختصة تتابع ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن بعض الحسابات والمنصات الرقمية أنشئت خلال هذه الأزمة، ويجري التواصل مع منصات التواصل الاجتماعي للتعامل مع هذه الحسابات.
إن الحكومة تعمل على مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة من خلال توسيع شريحة الدعم الموجه للفئات الأكثر تضررا، ودعم الأسر الفقيرة من خلال صندوق المعونة الوطنية، وصندوق الطالب الفقير. كما أن جهاز الأمن العام يعمل وفق القانون وعلى رأس واجباته المحافظة على أرواح المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم، إلى جانب دوره في المحافظة على النظام العام والسلم المجتمعي ليبقى هذا الوطن واحة أمن واستقرار لأبنائه والمقيمين على أرضه الطيبة.
ندين وبشدة هذا التصرف الجبان، فأرواح هذا الصرح الشامخ ثمينة، ولا نرضى بتخريب ممتلكات الدولة وإلحاق الضرر بالعامة، فلا يجوز تعطيل طريق عام ورئيسي تحت أي ظرف كان. كما قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية معالي محمد الخلايلة، "إن إراقة الدماء واستهداف رجال الأمن الذين يواصلون الليل بالنهار لحفظ أمن الوطن والمواطن غير مبرر، وإن دماء الناس وأعراضهم والممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرق وإشعال النيران حرام ولا يقبل الله تعالى به، ولا علاقة لذلك بالتعبير السلمي للناس تجاه قضية ما"، وأوضح أن النزاع إذا ما حل في الأسرة أو المجتمع يكون الخراب والدمار والهلاك.


حفظ الله الأردن تحت ظل الرعاية الهاشمية الحكيمة من كل مكروه.