18-12-2022 09:15 AM
بقلم : علي الدلايكة
من الطبيعي جدا في مسيرة اي دولة أن تكون هناك ظروف استثنائية وان تمر في محطات ومنعطفات وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية وخصوصا عندما تكون الظروف العالمية والاقليمية والمحيط بيئة مناسبة وخصبة لذلك ومن الطبيعي أن تتعدد الآراء والمواقف وان تتباين الأفكار حول ما هو مطلوب وما هو مرغوب وما هو الأفضل وما هو الاقل ضررا للوطن حيث الأصل أن تكون الانطلاقة مبنية على تحقيق الصالح العام في ذلك والحرص عليه ولا بد ان تتعاظم التشاركية وتتجلى في أبهى صورها ومن الجميع وان يصبح الجميع في خندق واحد اليمين واليسار والوسط حيث الألم واحد والهدف واحد ...ولكن من غير الطبيعي أن نجد في هكذا أزمات التشتت والتخندق واستغلال واقع الحال لتسويق مواقف وافكار شخصية والتفنن في الخطاب العاطفي وفي دغدغة العواطف لتحقيق أهداف وغايات شخصية ضيقة ...ليس هناك من هو معصوم عن الخطأ وليس هناك من أحاط بكل شيء علما فالحكومة تخطيء كما تصيب وهكذا الجميع ولا مجال هنا للتعنت والتشبث بالرأي ولا مجال لأي طرف أن تأخذه العزة بالاثم بالطرح والنقاش ولا بد من قواسم مشتركة تفضي إلى توافقات يلتقي عندها الجميع يكون عنوانها الصالح العام ....
سمعنا الكثير وشاهدنا الكثير في الأيام الماضية من الازمة وما يثير الاستهجان والاستغراب ما يطلقه البعض من سيناريوهات حول بعض الأحداث يشتم منها رائحة الفتنة النتنة ويقصد منها تأجيج المواقف وتوسيع دائرة الأحداث وهنا السؤال من المستفيد من ذلك ؟؟؟ ومن المستفيد من أضعاف جبهتنا الداخلية وصمودها وكيف يستوي ذلك مع تمسكنا بالثوابت التاريخية التي يدافع وينافح عنها جلالة الملك وهل كل ما يجري يصب في صالح القضية المركزية القضية الفلسطينية والتي وصلت إلى مراحل متقدمة في حل الدولتين بجهود جلالته ودفاعه المستميت عنها والذي ازعج الكثيرين منهم والذين لا يروق لهم ذلك ...
من غير المقبول أن تستغل هكذا أحداث ويصبح الوطن ساحة لتصفية الحسابات الشخصية والمناكفات والتي يهدف البعض من خلفها تحقيق مكاسب آنية شخصية على حساب الوطن والمواطن هناك من يريد الفتنة للوطن وقد دلت الكثير من التصرفات والسلوكيات على ذلك ونحن نؤمن بالحوار الديمقراطي والتعبير بشتى صوره البعيد عن العنف واراقة الدماء والتعرض للمواطنين وترويعهم ونحن نؤمن كذلك أن المعاناة طالة الجميع وان توفير سبل العيش الكريم اصبحت بالكاد وبجهد جهيد ...هناك دروس كثيرة وعبر يجب أن تؤخذ من هذة الازمات وان تكون نبراس وخارطة طريق يهتدى بها في قادم الأيام بدءا من الأسباب والمسببات والتشخيص المتزن الواعي والمدرك والمنصف للوطن البعيد عن الأهواء والغايات وصنع المبررات إلى العلاج المحكم الشافي الواقي من تكرار الآلام والصدمات...
لا نختلف في أن الأجهزة الامنية على اختلافها لم تكن يوما الا ذات رسالة خالدة مقدسة لم تمتهن العنف والبطش ولم يكن يوما ديدنها التنكيل وانها تربت في مدارس الهاشمين المبنية على المحبة والألفة والتراحم والانتماء الصادق للوطن والتضحية في سبيل أن يبقى عزيزا منيعا بعيدا عن التجاذبات والمراهنات ...وهنا يجب التأكيد على الوقوف خلف ومع الأجهزة الامنية والجيش العربي في صون أمن الوطن والمواطن وخلف قيادة جلالة الملك وولي عهده الأمين في احقاق الحق ونبذ الباطل مهما كان ومن أي كان وفي تنفيذ رؤى جلالة الملك الاصلاحية المنشودة وفي مختلف الصعد لان الوطن للجميع وفوق كل اعتبار... وعلينا ان نقر ان من اسباب ما وصلنا اليه هو الترهل الاداري والذي افضى الى الفساد المالي والهدر في المال العام وانعدام البرامجية والحزبية في العمل البرلماني والحكومي والذي بدونهما تنعدم الرقابة ايضا على الحكومات وتنفيذها للاعمال المناطة بها ...
اخيرا الانتماء للوطن ولترابه العزيز لا يكون بالاقوال ومن خلال الخطابات الرنانه في المناسبات والاحتفالات لتسجيل المواقف وإنما هو سلوك مكتسب يتجلى في المحن والصعاب كما هو في الرخاء والبحبوحة من الامر وهو يجب أن لا يختلف عند من يدعي المعارضة عنه عند من يدعي الولاء فمكتسبات الوطن ومقدراته للجميع وبنيت بجهد كبير من أبناء الوطن وهذا الوطن بتفرده بوحدة ابنائة ولحمتهم وتماسكهم وبقيادته الهاشمية الحكيمة استطاع أن يتخطى التحديات والخطوب وان يخرج منها سالما أشد قوة ومنعة وعزيمة من ذي قبل...
رحم الله شهيد الوطن الدلابيح ورحم الله شهداء الواجب على امتداد عمر الدولة الاردنية وعلى امتداد الوطن الذي رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن فزادوه طهرا على طهر
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-12-2022 09:15 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |