21-12-2022 08:54 AM
بقلم : الدكتور مشعل الماضي
رحم الله شهداء الوطن وعظم الله أجر أمهاتنا وربط على قلوبهن ...
أيتها الغاليات الصابرات أخط كلماتي المتواضعة وكأني في قلب كل ثكلى منكم، أيتها المرضعات المجاهدات اللواتي لم تشعرن تجاه أبناء الوطن إلا أجنةً يتململون داخل أحشائكن؛ فكيف هو الأمر عندما تتلقى الأم خبر استشهاد ابنها!؟ في ذات اللحظة التي كانت ترجو عودته؛ لتحدق نظرها في جميل غرسها؛ شاب صنعت منه رجل وطن يسهر على راحة وأمن بلاده ويعظ عليه بالنواجذ حماية للأرواح والأعراض والأموال وليس طمعاً بما يقدم له الوطن من مكاسب.
نعم أيتها الصابرات لقد أعددتنَّ شعباً طيب الأعراقِ إذا أشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ها هو الحزن خيّم على كل بيت أردني باستشهاد كوكبة من أبناء الحرائر الأردنيات؛ في ذات الوقت الذي ينعم به أخرون خَلوا من حس المسؤولية المتمثل بعدم قيامهم بواجبهم الذي يجب أن يكون.
نعم الظرف الاقتصادي الحالي غاية في الصعوبة، ويجب علينا جميعا أن نتحمل فأولاً وأخيراً لا ملاذ لنا سوى أربعة جدران تأوي صغارنا من لهيب صيفها وقارص بردها؛ فلا قصور ولا وطناً أخر يأوينا.
ومهما قلنا عن الأسباب والمسببات فليس لنا من ذلك؛ إلا التعامل مع واقع مفروض وأمل يحدونا نسعى إليه متكاتفين متعاونين لتحقيقه؛ ليخرج عن كونه مجرد أمل.
نعم ذلك المستقبل الذي لا يمكن تحقيقه إلا بوجود صانعي قرار عاشوا مع عامة الشعب وتجرعوا مرارة الحياة وقسوتها وصنعوا أنفسهم ووطنهم من المستحيل؛ ليس أولئك الذين ولدوا على أرائك من إستبرق وسندس حيث الطفولة المنعمة؛ وأماكن الإقامة والمدارس والجامعات والتسوق والسياحة في أثرى دول العالم؛ ثم عادوا واعتلوا سنام صنع القرار في وطن محدود الموارد نمى وتقدم على أكتاف المجاهدين من الأباء والاجداد:
عمالاً في مصفاة البترول ...
جنوداً في الزرقاء الأبية....
حصادون في أربد، البلقاء، الكرك، الطفيلة وأغوارها....
تجاراً في معان والمفرق، صيادون في العقبة، رعاة أغنام وأبقار ... عشقوا صحرائها ولهيب شمسها، ثبتوا حدود الوطن من درته إلى طرته ومن كرامته الغربية إلى الشرقية عندما كانت قوات الجيش العربي محدودة العدد والعدة حيث دول جارة متاخمةً لنا كانت توالي زحفها الجغرافي غير المباشر كمحاولات للاستيلاء على عشرات ومئات الكيلومترات من ترابنا الطهور؛ تصدوا لها بجهود شعبية ورسمية قدمت الكثير من التضحيات وشهداء الوطن في سبيلها وسبيل قضية العرب الأولى ضد الصهيونية الغاشمة.
أمهاتنا الأعز على قلوبنا: في مثل هذه اللحظات العصيبة نقول لأولئك المنعمين المتوالين على حكوماتنا المتعاقبة والذين جعلوا منا فريسةً سهلة للبنك الدولي وغيره من المتربصين:
اتقوا الله في دموع الثكالى ........................................ اتقوا الله في شعبٍ قدم لكم الكثير.
حان الوقت الذي يجب أن تردوا لهذا الوطن شيئاً من الجميل وتقفوا مع أنفسكم في لحظة مراجعة للضمير؛ وأن تقدموا القليل من التضحيات بالاستغناء عن بعض امتيازاتكم وقصوركم ومكاسبكم المالية؛ بغية إعادة ثقة المواطن بكم وتجسيراً لهوة اتسعت كثيراً بين المواطن والمسؤول لنتعاون جميعنا في تجاوز الأزمة الاقتصادية التي لم تكن الأكبر ولا الأصعب مما سبقها؛ ولكن تم التغلب على جميعها من خلال التعاون المشترك بين مواطن منتمي لثرى الوطن ومسؤول يتخذ الشفافية والمصداقية والمكاشفة وأمانة المسؤولية شَرعةً له عندما يكلف بمسؤولية ما صغر حجمها أو كبر .
عظم الله أجر الوطن وأسكن شهدائنا الأبرار الفردوس الأعلى وحمى الله أردننا وطناً عزيزاً أبياً تحت ظل القيادة الهاشمية المظفرة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين.
الدكتور مشعل الماضي - البادية الشمالية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-12-2022 08:54 AM
سرايا |
2 - |
ماشاءالله تبارك الله دكتور
رحم الله شهدائنا الابطال |
21-12-2022 06:44 PM
ديما خالد طاهات التبليغ عن إساءة |
3 - |
هكذا عهدناك دكتور ابو ناصر . دائمًا مبدع .
|
19-03-2023 11:46 PM
عبدالعزيز السرحان التبليغ عن إساءة |