21-12-2022 11:21 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
لم يقتصر الامن العام في أدواره ومهامه الكبيرة والمتنوعة على الدور الامني المتمثل بالدفاع عن حدود الوطن وصد العدوان عنه، من الداخل وما حققه من دور قومي بالوقوف إلى جانب الأشقاء في أزماتهم، بل تعدى ذلك إلى الدور التنموي الشامل الذي شمل كثير من النواحي بما فيها التنمية المتمثل بدفع حركة التنمية والمُشاركة في حماية المشاريع الاقتصادية والبنية التحتية، ولم يغفل دوره الإنساني على المستوى العالميفكان نصيبه الوافر في هذا المجال فشهد له الداني قبل القاصي .
ومع أنفاسُ كل صباح ، وهمهمةُ كل فجر ، ومع ابتهالات كل المُصلين ، ودموع الامهات الثكالى سُفِحتْ على خدِّود الشَّفَقِ ، يُسلم الشهيد الراية بعد الشهيد فهمْ صبُحنَا بعدَ عسعسةِ الزمانِ وفحفحَةِ أفاعي الجُحُور ورسلُ الموت إلى أعداءِ الحياة وسحائبُ السَّحَرِ ومحاريثِ الأرض التي كانت وما زالت تنبت دحنونا وتفوح من نبت الدماء شيحاً وقيصوماً ، وما تزال قطراتُ الندى والطَّلِ رحم السنابل المُثقلة بحب الارض وما فيها .
هم ولا غيرهم شهداءُ ألامةٍ وكبارُ الوطنٍ وسادتها، وكراسيها وما دونهم رد ، هم الذين ولدوا على أطراف البادية واطراف المدن ، فلم يُثنهم الفقر أو الجوع عن أن يذودوا عن وطنهم الذي ضحوا من أجله بكل ما اوتوا من قوة فأسوارِ القلعة ما تزال شاهدة تناغي الدم وجبال البلقاء ينبلج منها كل يوم صبح جديد ،ما برحوا عنها مُرابطينَ واضعينَ أرواحَهم قناديلَ مُعلقةً بعرشِ الرحمنِ وأسماءهم تلبيَةً ،وقُربى في اللوح الإلهي المكنونِ والنصرِ المُقدَّسِ .
اليوم وكل يوم يترجل الشهداء عن النجوم إلى النجوم والليل مُقمرٌ، ليقولوا للحياة كوني ورداً في شوكِ هذا المدى صُوَّانا حَجَريَّا على سور كل حد اردني جموحِ التي لا تلين مهما كانت العاديات ومهما اشتد الوجع واظلم الليل .فصُبح الوطن صهيل الخيل ، وفي شرفاتها سكبوا دمهم النبويَّ كي تخضرَّ الطريق التي اقسموا على ان لا يتوقفوا عندها ، فمن صحراء الاردن إلى بواديها سهولها وجبالها ، وبعد انحباس تاقت واشتقات له الارض العطشى ، فرفرت الرايات باهازيج النصر والاباء من ارقبان إلىى القلعة وحتى البلقاء ووادي الناقة مروراً بقريفيلا إلى الكفير في جرش .حيث الهجيع والاهازيج وحمحمة الاصايل، والرجال صوان ما انثنت رقابهم ولا هاماتهم الا في محراب الله راضين مرضيين.
وكما على جدرانِ القلعة حبسوا أنفاسَهم الناعمةَ ونفوسهم الجامحة صوماً وصلاةً وأزيْزًا ، فقد حبس الشهداء انفاسهم امام جحور المارقين على الحياة في البلقاء ذات يوم حينها ارتقى مُعاذ الدماني الى عليين فسلمها محمد الخضير إلى عبدالرزق الدلابيح وصحائف الحق تطول والقنا يقرعُ القنا والرصاصُ يطردُ الخَبَثَ رُخاءً حيثُ أصابَ كما الغيث يصيب الارض الجرز ، وكانهم يعلمونَ أنّ موجَ المنايا حولهم مُتلاطمٌ في صحراء هي مقابر لكل باغ وعاد، لكن دماءَهم تطايرت أرجوانا على سماء الأردنِّ وربيعهِ وسُمَّا أبديَّا ناقعاً للبُغاةِ الذين لم يصمدوا امام ازيز رصاص بنادقهم والهتاف حولهم الله اكبر على كل مُعتد اثيم .
اليوم ما زال الدم اردني قاني ، والراية تُسلم من شهيد إلى شهيد من الكفير شمالاً إلى القلعة جنوباً مرورأً بقريفيلا والبلقاء والهاشمية ، وحتى المفرق مرواً بأيدون ، لتناغي القلعة وما حوالها ، وكل الاردن بواديه وحضره ومدنه، حيث الشهادة تتكلم عن كل جندي اردني سطر بدمه الزاكي ملحمة كبيرة لن تنٌسى. وستبقى في سجل الخالدين .
اليوم وكل يوم تثبت رجالات الامن العام بانها الصخرة التي تتحطم عليها كل المعاضل انا كان شكلها ونوعها وتبرهن على ان لها قدرة فائقة على مٌجابهة كل ما يتعرض له الاردن من تحديات مهما كانت فان الامن العام مهما سالت عنه فانهم رجال عاهدوا الله .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-12-2022 11:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |