22-12-2022 08:48 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
نجح الأردن في استضافة وتنظيم النسخة الثانية من مؤتمر بغداد، بتمثيل دبلوماسيٍ جيدٍ لعدد من الدول المشاركة، وبصياغة إطارٍ جامعٍ لدول جوار العراق، تتمثل فيه دول مهمة وجارة لهذا البلد الهام، وبحضور دوليٍ ثقيل الوزن يعبر عنه حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمفوض الأوروبي جوزيب بوريل، إضافةً إلى عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
النسخة الثانية من هذا المؤتمر، عقدت في عمّان، بعد أنّ كانت الدورة الأولى قد عقدت في بغداد، وأنّ تكون عمّان هي الانطلاقة الأولى لهذه المؤتمر خارج حدود العراق، هو تعبير عن أهمية ومكانة البلدين، وما تربطهما من علاقاتٍ بحكم الجوار، والتاريخ والجغرافيا.
ويشكل هذا المؤتمر انطلاقةً جديدةً، بالنسبة للعراق، ما يميزها بأنها عابرة للحكومات في بغداد، وهذا أحوج ما يكون إليه العراق اليوم، فالعراق بلد كبير بتاريخه ودوره المهم بالنسبة لجيرانه جميعاً، وبالنسبة للإقليم، والمشهد الدولي.
وهذا الأمر، لفت إليه جلالة الملك، بإشارته إلى دور العراق المحوري والرئيسي في المنطقة وفي تقريب وجهات النظر لتعزيز التعاون الإقليمي.
وخلال استقباله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نوه جلالته إلى أهمية هذا المؤتمر، «بكسر العديد من الحواجز بهدف التمكن من المضي إلى الأمام».
فاليوم، أحوج ما تكون منطقتنا إلى مقارباتٍ بين دولها، تبنى على المصالح المشتركة، بعيداً عن خلافات الساسة، وبما يمكن الجميع من تفهم احتياجات الشعوب، إلى التقارب المبني على المشاريع الضامنة للرفاه الاقتصادي والاجتماعي.
ومؤتمر بغداد، بما أكّده، هو خطوة على هذا الطريق، وبخاصة في منطقتنا التي أهلكتها التحولات التي لا تهدأ، وتعاني من احتلالٍ تجاوز عمره الثمانين عاما.
وفي ضوء كل هذا، كان الأردن يحمل مقارباتٍ تجاه المنطقة، ويسعى إلى صياغة تفاهماتٍ جيدة، تعود بالنفع عليه، وعلى شعوب المنطقة، وبشكل يحافظ على إرثه، وقيمه المستقاة من شرعيته الدينية، ومشروعيته العربية، ودور ملوكه في الدفاع عن قضايا الأمة، والالتزام الثابت بالمبدأ والتاريخ.
وهذا البلد، بما يؤديه من أدوار موصولةٍ، تجاه كل القضايا التي تحيط به، ما يزال يمثل الأنموذج الذي يكرس دور الدولة العربية، وفلسفتها، وثباتها على المبدأ، وبأنها لا تتغير بتبدل الظروف الدولية والإقليمية، ونتيجة لهذا دفع الأردن أثماناً كبيرة.
فالحديث صحيح عن مؤتمر بغداد، ولكنه بهذا العنوان جزء من دور موصول لمن يتأمل التاريخ، ويدرك الحاضر.
وهذا الدور الأردني كثيراً ما تعرض للتآمر ومحاولة الحدّ منه أو إضعافه، نتيجة ما يشكله من تذكيرٍ للناس في منطقتنا بقضاياهم، ولقاء الإصرار على العدالة لفلسطين وقضيتها، والوقوف إلى جانب العرب، كشعوبٍ تتشارك ذات الإرث، وذات الجغرافيا، وذات التاريخ.
واليوم، يقود جلالة الملك عبدالله الثاني بحكمةٍ هذا البلد، بدبلوماسية حكيمةٍ دوماً يعبر عنها الرصيد الإقليمي والدولي للأردن، وما يحظى به من حضورٍ مقدرٍ على الساحة الدولية، وفي مختلف منابرها.
وقد حقق مؤتمر بغداد نجاحاً، رغم قصر الفترة الزمنية لتنظيمه، ورغم ما يحمله من أهدافٍ كبيرةٍ، وأسس لتجمع إقليمي، سيكون قادراً على صياغة التعاون المرجو من دول الإقليم.
حمى الله الأردن عزيزاً بقيادته وشعبه، فالأردن سيبقى على العهد لبغداد، ولكل حاضرةٍ وبلدٍ عربيٍ، ولأجل الإنسان العربي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-12-2022 08:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |