22-12-2022 05:14 PM
بقلم : الشيخ الدكتور نوح الفضول
يكفيها شرفاً إنها لغة القرأن الكريم ولغة أهل الجنة ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾
هذه اللغة التي حفظت كتاب الله تعالى وحفظها الله تعالى ووسعت كلام الله تعالى ولكنها اليوم لم تتسع لبعض العاقين من أبناء جلدتها الذين يحاولون مضغ اللغات الأجنبية على حساب لغتهم العربية المجيدة ، ولكنهم عند قصور التعبير وعي البيان سيعودون للعربية ليجدوا أنفسهم في بحبوحتها ، ليفروا من باب العجمة إلى فهم حسن الصنعة وجمال اللغة
ان الذي ملأ اللغات محاسنا
جعل الجمال وسره في الضاد
هذه اللغة التي وسعت كتاب الله لفظا وغاية ،وملأت الدنيا بشواردها هي لغتنا العربية ، هي أماننا وحصن أبنائنا وأجيالنا، العربية هي التي تحفظنا وإن كنا لا نحفظها لأنها أمنا ومن الذي يبغض أمه ولا يعشقها ويختلط دمه ولحمه بحبها وفيض عبيرها ونسيم اصائلها، حينما نقرأ العربية نجد الفيوض الإيمانية والمعاني الوجدانية أما إننا لولا العربية لمتنا وقتلتنا معاناتنا ، والعربية لغة حرة كما هو العربي حر لا يطيق الصمت والكمد فهي التي تتسع للتعبير والفيض والجود بما في القريحة حسبنا العربية وحسب.
وفي العربية لا تتعجل في تعلمها وفهمها فهي تتنزل كما يتنزل القرآن (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) تلذذ بالقراءة بها والاستماع لها وبالحديث فيها إنك لن تقضي نهمك منها كما لا يمل صاحب القرآن من القرآن، لا تكن كمن أراد ان يصبح بليغا فصيحا في يومين فطبخ القاموس ثم التهمه فمات بعسر الهضم، بل نقول في العربية كما يقال لقارئ القرآن اقرأ وارقى وارتق، ارتق بفكرك بلسانك استقامة ولغة وأدبا، ورحبا بك في لغة كتاب الله وكلام الله ولسان القرآن العظيم العربي الكريم وللغة العربية وفي يومها المشهور الثامن عشر من كانون أول "يوم اللغة العربية"، والحقيقة أن كل الأيام هي أيام لغتنا الجميلة، لغة السحر والبيان، لغة الضاد، ولغة القرآن الكريم، ولغة أهل الجنة.
يكفيها شرفا وفخرا أنها حوت كتاب الله تعالى ولا تضيق عن حفظ اللغات وجمعها وترجمتها إلى معان أجمل وأكمل .
ومن بعض جماليات لغتنا العربية أن فيها الإعراب الذي ليس في كثير من لغات العالم، فيها الفصاحة والتي ليست لغيرها من اللغات، هي بحق أم اللغات، من عني بها وتدبرها وحافظ على سلامة النطق واللفظ بها كانت له أما، ومن اهانها واستبدل بها غيرها فأمه هاوية وأنفه في حمأة راغمة.
في لغتنا الأدب الجم، والحقيقة والمجاز، وفيها البلاغة بفنونها وأفنانها من البديع والبيان والمعاني، ألفاظها أحلى من العسل، ومعانيها أشهى من الشهد، هي سيدة لغات العالمين ولو سميت المخترعات بغير لغتها، من أحب تقويم لسانه وتحسين بيانه وافاضة معانيه فعليه بالعربية، الشعر فيها يفرغ الشعور.
من المشاعر ما يعيا البيان به
من ذا يترجم عن قلب بما نبضا.
أفخم الكلام وأفحمه هي العربية فيها الألفاظ الجزلة، والمعاني المعبرة، العربية تؤخذ معانيها ممن يعانيها، وتعرف ألفاظها من حفاظها، اهلها هم البلغاء الفصحاء، لا يستقيم لسان الا بالعربية، وما أجمل في الدنيا من تال للقرآن بالعربية يعيشها بمشاعره واحاسيسه، تعلموها واتقنوها فهي بحر لا يدرك قعره، وعلموها ابنائكم ففيها نجاتكم ونجاتهم، وليس احد احسن ملكا ممن ملك البيان بالعربية، اليراع اذا سال بالعربية لا يتوقف، ولا يجف مداده، ولا تنتهي كلماته، هنيئا لنا بأننا من امة اللغة العربية التي لم يبق لنا شيء نفخر به سوى هذه اللغة في ظل هذه الظروف العالمية والعربية التي تنكرت للغتها مما يفلق كبد الحليم، وهي الصادقة الواضحة المبينة وصدق الله تعالى ( بلسان عربي مبين) ( قرآنا عربيا غير ذي عوج )
والعرببة كنز مفقود كنز حقيقي بين أيدينا
وانني بهذه المناسبة اقدم طرحا لمشروع وطني كبير في اللغة العربية إذا قدرت له العناية والرعاية فإنه يسد عجز موازنة الدولة من اللغة الولود التي عقم أهلها ولن تبلغ سن اليأس أبدا على قدم ميلادها ووجودها.
فهل تأتي هذه الفكرة المدروسة إذا عرضت للحكومة ثمارها المرجوة.
فلكم توجهت لجهات تعنى بالعربية بنفسي لها اقدم طرحا لمشروع عالمي في اللغة العربية لو كتب له التوفيق ورأى النور فلن يسد بعض عوز وفقر الدولة بل هو كفيل باذن الله تعالى ليسد ميزانية الدولة بأكملها فهو مشروع للبلد و للدولة وتشريف وليس فيه كلفة باهظة إنما غنية تامة ، وأراه مشروعاً وطنيا لذلك نأيت أن أقدمه لأصحاب الأموال والتجار ليعم نفعه الوطن والبلد ولننعم في بركاته
فمتى ندرك حقيقة كنز العربية الذي بين أيدينا وفي ألسنتنا
فيا ليت قومي يعلمون .
سماحة الشيخ الدكتور نوح الفضول
محاضر في معهد القضاء الشرعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-12-2022 05:14 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |