24-12-2022 11:23 AM
بقلم : م. علي أبو صعيليك
تقدم لاعب الأرجنتين "غونزالو مونتييل" وسدد الركلة الرابعة في شباك فرنسا، وبه فازت الأرجنتين رسميا بكأس العالم الأكثر إثارة للجدل، بعدها بوقت قصير إرتدى أفضل لاعب في البطولة والعالم ليونيل ميسي العباءة العربية "البشت" من يد الشيخ تميم بن حمد، ورفع كأس العالم وسط أجواء من الفرح في مسك الختام لكأس العالم، ولكن يبدوا أن هنالك من لم ينتهِ عندهم الحدث، ومعاناتهم مستمرة، ليس بسبب كأس العالم طبعاً.
نعم انتهت كأس العالم لكرة القدم في ملعب لوسيل في قطر، ولكن هناك استمرارية قد تطول لكأس اخر فيه من الكراهية والبغضاء ما فيه، وذلك في صراع بين الثقافات أو بالأحرى كراهية العالم الغربي للعالم العربي تحديدا، ولذلك أسباب عديدة.
فكرة تكريم ميسي ب "البشت" فكرة رائعة وتستحق الثناء، هذا الرأي ليس تحيزاً لأني عربي، ولكنها فكرة أعجبت الأرجنتينيين أنفسهم، وكانت تستحق الاحترام من الجميع ليس النقد، خصوصاً إذا ما علمنا أن "البشت" لا يشكل أي عائق بين الغرب والعرب، لأنه لا يرمز لأي شيء عدائي في الماضي و الحاضر، فهو موروث له عمق تاريخي فيه رمزية للمشيخة وقيادة القوم وغيرها من الدلالات المحترمة والتي يفترض انها لا تشكل أي حاجز ثقافي بين الغرب والعرب، ولكن هيهات لمن يمتلىء قلبة وعقله بالكراهية.
انتهت كأس العالم بكرة القدم وتستمر كأس العالم في صراع الحق والباطل، بالمطلق هو ليس بين قطر ودول أوروبا، وهنا نجد الكثير ممن أنبرى ليدافع ليس عن قطر الدولة العربية الإسلامية الصغيرة في مساحتها الجغرافية، إنما ندافع عن قيمنا ومعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا، ونشترك فيها مع قطر تماماً، لذلك نكون هنا كلنا قطريين.
بحثت في أوراقي وكبتي عن تاريخ حربي أو استعماري في علاقة العرب أو عموم المسلمين مع دول الشمال تحديداً ألمانيا والدنمارك، هل يوجد بيننا وبينهم ثائر قديم أو تاريخ يريدون بناء عليه رد الدين لنا؟ في الحقيقة لم اجد ما يستحق منهم كل هذه القذارة التي صبغوا بها حاضرهم.
في الحقيقة فإن الإقتصاد عصب الحياة وكل شيء أصبح مرتبط بالإقتصاد حتى المباديء والقيم وفي كثير من الأحيان أكثر من ذلك، وهو أحد أبرز أسباب الحرب العالمية الأولى، وقد انهارت دول وسقطت الكثير من الحكومات نتيجة مشاكل اقتصادية وعجز في الموازنات، ولا يمكن فصل تاريخ ألمانيا والدنمارك تحديداً عن مشاكلهما الاقتصادية التي طفت على سطح الأحداث منذ أن قرر بوتين ذلك!
بمعنى "الضرب في أوكرانيا والصراخ في ألمانيا والدنمارك وغيرهما" ومن سيدفع الفاتورة قطر أو الدول النفطية! هكذا هي المعادلة أو هكذا يريدون المعادلة، وإلا فإن سيوفهم متسلطة على قطر، وأدواتهم سخيفة بدأت بحقوق الشواذ وشرب الخمر وجديدهم أن "البشت" الذي تشرفت به ميسي والأرجنتين يعتبر استغلال، هذا هو "عهر" ديموقراطيتهم الكاذبة!
الحقيقة التاريخية التي لم تستثنِ احد، أن المنحنى البياني لجميع القوى الكبرى يمر بثلاثِ مراحل، مرحلة النمو والإزدهار حتى الوصول إلى مرحلة الذروة التي يتخللها التبجح والتجبر والتعدي على الأخرين ولذلك يتبعها مرحلة السقوط (أو التراجع)، وفي كل مرحلة تفاصيل وحيثيات ويبدوا أن معظم دول القارة العجوز أصبحت في خريف العمر، وستدفع ثمن تجبرها على الأمم في القرن الماضي تحديداً، وهل نحتاج لدليل اكثر من تخبط الدول التي تسمى بالدول العظمى ودخول اعلامها في صراع مع دولة قطر التي قد تكون إحدى أصغر دول العالم مساحة وعدد سكان.
نعم يا سادة، ما نقرأه في كتب التاريخ عن سقوط الأمم واندثار الحضارات ليس مجرد حبر على ورق، فالتاريخ يكرر نفسه بفعل البشر أنفسهم، فهل يعقل مثلاً أن يستمر وجود الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين بكل قذارته، ألم نقرأ في القرأن الكريم عن علو اليهود في الأرض مرتين وفي المرة الثانية قال فيهم {وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا}
إستمرار الحرب في أوكرانيا يعني توسع الحرب لا محالة، والحاجة إلى الطاقة جزء كبير من أسباب توسع الحرب وهي السبب الحقيقي وليس "البشت" كما تهذي وسائل إعلام الألمان.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-12-2022 11:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |