بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
قد لا يمكن التصور بان مونديال قطر لم يكن مونديالا عادياً ابداً وبكل تفاصيلة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية .بل كان معركة فكرية قيمية أخلاقية سياسية حضارية بالدرجة الاولى ، وربما كان انتصاراً عربيا عظيما في هذه المعركة التي لم تكن من قبل بين العالم أجمع وبين العرب .


في مونديال قطر تم اسقاط كل حملات التشويه ضد الاسلام والمُسلمين عبر تمسكها واعتزازها باسلامها. وكان مونديالاً ن خلالة تم اعلاء شأن الاسلام وعروبة ،وعظمت شعائره واظهرت انسانيته وعالميته ورسالته الحضارية والاخلاقية ، فيما تم اسقاط كل الحملات التي سعت إلى تشويه صورة العرب .حيث دأبت هولييود وادواتها واخواتها على تصوير العرب شرهين جنسيا مُتخلفين وفوضويين، اتجاهاتهم الفكرية متطرفة وتتشغف الى الارهاب والتزعة الفكرية التي لا تقبل ثقافة الاخر .


لقد اثبتت الحضارة العربية وبكل مكوناتها ومكنوناتها العظيمة عبر تمسكها بالهوية العربية واعتزازها بالبداوة العربية من اللحظة الاولى وحتى الباس "ليون ميسي " العباءة العربية " البشت" ، حتى وان تعرضت تلك اللحظات التي ستبقى في ذاكرة العالم اجمع ما دامت السماوات والارض إلى تشويه من قبل بعض الاعلام الغربي الذي لم يكن موضوعيا في وصف تلك التظاهرة العالمية بكل ما فيها من عناصر جمعت ما بين الرياضة والثقافة والتعلم ومعرفة الثقافة العربية على اصولها وعلى ارضها .


لقد انتصرت القيم العربية الاسلامية الحقة والتمسك بالفطرة وأظهرت بشاعة المُناداة بالشذوذ، وما انكرته الشريعة الغراء ونبذته عقيدة التوحيد ، واسقطت كل جهودهم التي كانت تسعى إلى اظهار ما هم عليه من تخلف ، واعادتهم الى المرُبع الاول حيث يصنفون في قائمة المنُحرفين والفاسدين والمُفسدين ، وان الثقافات هذه الثقافات التي يعولون عليها ي ثقافات عجفاء عرجاء جوفاء. لا قيمة لها في حضرة الثقافة العربية الاسلامية التي تدعوة إلى احترام انسانية الانسان على ما خلقه الله وابدع حُسن تصويره وجعله في أحسن تقويم .


لقد احيا مونديال قطر بكل ما فيه رسالة الاسلام العالمية، واشعلت النقاش والحوار والجدال بالتي هي احسن حول كل شيء يكتنفه، ابتداء من الايمان بالله الواحد مروراً بالرسالة الانسانية والاخلاقية وصولا إلى الطهارة في المرافق الصحية ، ومبادئ الحفاظ على النظافة بكل تفاصيلها سواء داخل النفس البشرية او خارجها .


وهذا ما انبهر به احد البريطانيين انه منذ شهر يستخدم المياه، انه شيء مُرعب... في بريطانيا نستخدم ورق التواليت فقط، وهذا ما اشعل مواقع التواصل ااجتماعي نقاشا حول مسالة الطهارة الجسدية والفرق بينهم وبين المُسلم الذي يتصف بالطهارة وصون الجسد من البراثن . وما اثبت ان تعاليم الاسلام تطبق في يا زمان ومكان بان الخمور في الملاعب لاول مرة يتم منعها ، حتى ان وصف مونديال قطر الأكثر أماناُ للنساء في الملاعب لعدم وجود مساحة لتناول الخمور، فيما برز دور المراة ومكانتها في الاسلام واسقطت كل حملات التحريض النسوية على الاسلام ، واثبت انها تُحترم ولها مكانة لا يمكن ان يُجافيها اي جاحد او مُنكر لما هو حق لها في مجالات الحياو كافة .


ان مونديال قطر اثبت بان الخطاب الشمولي والتخويني، ذلك الخطاب الذي يُركز على سلبية واحدة ويترك مئات الايجابيات، لا علاقة له بما كان ، ابتداء من النجاحات التي ستبقى شاهدة وحتى بشت ميسي الذي أصبح حديث وحوار العالم اجمع ، الا إنه سيبقى علامة ابدية شاهدة على حضارة العرب وسلامة الاسلام .