26-12-2022 10:13 AM
سرايا - على مدار ثلاثة أيام، يعيش معظم سكان الولايات المتحدة تحت رحمة عاصفة شتوية ضخمة، تم تسميتها «الإعصار القنبلة»، باعتبارها مدمرة بشدة، وتسبب في انقطاع الكهرباء عن تلك المناطق يوم الجمعة الماضي.. لكن يبقى السؤال عن سر تسمية الأعاصير بأسمائها؟
خبراء الأرصاد عادة ما يستخدمون أسماء متنوعة للأعاصير لتجنب الاستخدام المتكرر للأسماء تمت مراجعة النظام، حيث كان يتم تسمية العواصف بأسماء إناث، وكانت أول عاصفة تحصل على اسم أنثى هي العاصفة الاستوائية «أليس».
أسماء الذكور والإناث
ومنذ نهاية عام 1978، تشمل أسماء الأعاصير كلا من أسماء الذكور والإناث بالتناوب، فكانت العاصفة الأولى التي تحمل اسم ذكر هي إعصار «بوب» الذي ضرب ساحل خليج الولايات المتحدة عام 1979.
ثم قرر خبراء الأرصاد الجوية والعلماء تسمية الأعاصير بأسماء أشخاص، إذ كانت تعطي أسماء مختلفة، تفاديا للخلط والالتباس الذي قد يقع فيه الناس، خصوصا في بعض المناطق التي تكثر فيها الأعاصير المدارية، لكن لماذا يتم اختيار هذه الأسماء للأعاصير؟ ولماذا أصبحت تسمى بأسماء أشخاص (خاصة أسماء إناث)؟
بدأت ممارسة تسمية العواصف والأعاصير المدارية قبل سنوات عديدة للمساعدة في التعرف السريع على العواصف في رسائل التحذير، على افتراض أن تذكُّر الأسماء أسهل بكثير مقارنةً بالأرقام والمصطلحات الفنية.
ويرى الكثيرون أن تسمية العواصف يسهل الإبلاغ عن الأعاصير المدارية في وسائل الإعلام، ويرفع مستوى الاهتمام بالتحذيرات، ويعزز تأهب المجتمعات المحلية.
وأثبتت التجربة أن استخدام الأسماء القصيرة والمميزة في الرسائل الشفهية والمكتوبة أسرع ويقلل من احتمالات الخطأ مقارنة بأساليب التعريف المعقدة، وتتجلى هذه المزايا بخاصةٍ في إطار تبادل المعلومات المفصلة عن العواصف بين مئات المحطات والقواعد الساحلية والسفن في البحار المنتشرة في بقاع متناثرة من العالم.
كانت الأعاصير سابقا تسمى بأسماء بعض القديسين مثل إعصار «سانت بول» و«سانت لويس» و«سانتا ماريا» أو بأسماء السنوات التي حدثت فيها مثل إعصار 1898م الذي ضرب الولايات المتحدة، وتحديدًا ولاية جورجيا.
أو بحسب المكان الذي تشكل فيه أو المنطقة الرئيسية التي اجتاحها، مثل إعصار ميامي الكبير في عام 1926، وإعصار جالفستون، الذي دمر بالكامل تقريبا المدينة التي تحمل الاسم نفسه أو إعصار نيو إنجلاند، الذي كانت قوته ساحقة في هذه المنطقة.
أسماء إناث
وأثناء الحرب العالمية الثانية، بدأ خبراء الأرصاد الجوية، يطلقون على الأعاصير أسماء زوجاتهم وبناتهم، وإن اشتدت العواصف تسمى بأسماء أشخاص مكروهين، ومن هنا جاء هذا التقليد، كانت الأسماء رنانة جدا ولا تنسى، لكن في هذه المرحلة كانت التسمية عشوائية.
وفي عام 1950 قرروا التخلي عن هذه الفكرة، بعد أن وضعوا نظام تسمية كامل بحيث تسمى العواصف وفقا للأبجدية، واستمر هذا النظام لـ3 سنوات، وفي عام 1953 تم الاعتراف بأنه معقد، حيث كان السكان قد اعتادوا بالفعل على أسماء الإناث ورفضوا قبول الابتكارات.
ولتجنب الاستخدام المتكرر للأسماء تمت مراجعة النظام بحيث يتم إعطاء العواصف أسماء إناث، وكانت أول عاصفة تحصل على اسم أنثى هي العاصفة الاستوائية «أليس».