بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
نشأ الاعلان منذ القديم وكان هدفه الاعلان والتعريف بسلعة او خدمة او اي شي اخر، وتطور هذا التعريف وهذا المفهوم، وتعددت وسائله وطرقه على مر الازمنة والعصور، فكان الشعر أحد وسائل الترويج، فانشد شاعر قصيدة للترويج للخُمر السود ودعوة النساء للإقبال على شرائها، في الوقت الذي كانت فية منتشرة ومعروفة عند النساء الخُمر الحُمر، وقد كسدت بضاعة احد التجار الذي احضر خمرا سوداء على غير المتعارف عليه في ذلك الزمن، فقال الشاعر ربيعة بن عامر التميمي، قل للمليحة بالخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد لتعريف النساء بالخمر السود الجديدة، وبعد أن اشتهرت القصيدة أصبحت النساء اكثر إقبالا على الخمر السود، وبذلك يكون الفضل للشاعر ربيعة ، وقصيدته في هذا الترويج العبقري، وقد تطور الاعلان مع تطور وسائله، إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، وأصبح المستهلك في الاغلب اسيراً لوسائل الاتصال، ولايعلم شيئا عن جديد، إلا من خلال الاعلان، فأصبح التجار يستغلون ذلك ويدسون السُم في الدسم، ويعلنون مواصفات لسلعهم غير موجودة بها، وبما ان الاعلانات لدينا لا تحكمها تشريعات ولا قوانين تردع المعلن والتجار ليقول بالاعلان مواصفات السلع بدقه ، نجد ان التاجر يستغل ذلك ويشطح ويقول ما يريد ليزيد الإقبال على سلعته، ويزيد بيعه وبالتالي ارباحه، فعلى سبيل المثال، هناك اكثر من شركة يعلنون عن بيع خزانات مياه، وكلهم يعلنوم عن نفس المواصفات ونفس الاسعار، وبعضهم يقلل من سعره، فانت كمواطن تصيبك الحيرة، ممن تشتري، فلو ان هناك جهة حكومية تدقق على الاعلانات ومطبقتها للمنتج، وتعاقب التجار المعلن إن لم يصدق، فلن تجد اعلانات مزيفة وغير صادقه، وفي امريكيا واوروبا لديهم ما يسمى بالإعلان المقارن، وعمله مقارنة اي شركه، لاعلانات الشركات المنافسة وتنشرها للعامة، اذا كان هذا الاعلان مخالفاً لشروط السلعه المعلن عنها ومواصفاتها، وبذلك لا يستطيع المعلن، اي معلن ان ينشر اعلاناً لا يطابق مواصفات السلعه لديه