28-12-2022 10:56 AM
بقلم : نصر شفيق بطاينه
بعد تعرض العالم وتعرضنا في هذا الوطن العزيز الى جائحة كورونا والأغلاقات التي حصلت مما ادى الى ركود الاسواق وضعف السيولة وتأثر عجلة الأقتصاد وتباطأها وخسران الكثير من المواطنين لوظائفهم وخصوصا في القطاع الخاص واغلاق بعض المحلات التجارية ، ولتحريك عجلة الأقتصاد والأسواق بعد انخفاض حدة الجائحة وفتح الأسواق أُكتشف ان هناك ضعف في الحركة الشرائية لقلة السيولة في أيدي المواطنين بسبب فقدان البعض لوظائفهم واستهلاك المواطنين لبعض او كل مدخراتهم اثناء فترة الأغلاقات ان وجدت من اصله ، فوجدت الحكومة انه لا بد من تدخلها لتنشيط الحركة التجارية فقامت بمساعدة المواطنين الأكثر تضررا من الجائحة عن طريق تقديم مساعدات للمشتركين بالضمان الاجتماعي تحت عناوين مختلفة ، مساعدات ، منح ، قروض ، سحب مدخرات وغيرها ، باقي المواطنين غير المشتركين بالضمان الاجتماعي من متقاعدي الحكومة او الموظفين العاملين ولزيادة نسبة السيولة في السوق ارتأت أن تؤجل القروض التي اخذوها من البنوك لأسباب مختلفة عن طريق الطلب من البنك المركزي بالايعاز للبنوك بتاجيل القروض عدة اشهر وهو ما حصل ، بالرغم من المساعدات الخارجية التي جاءت للبلد لتعويض جميع المواطنين الا ان الحكومة ارتأت ان كل مواطن يقلع شوكه بيده ، هذا الاجراء يبدو أنه أصبح نهجا فكلما صاح المواطن يا طفري وخواء جيبتي أو طالب بزيادة راتب أو مرور مناسبة أجتماعية تتطلب صرفا اضافيا من المواطن للأموال فتتهرب الحكومة وتوعز للبنوك تأجيل الاقساط الشهرية على المواطنين والمكسب للمواطن والاغراء ان التأجيل هو بدون رسوم .....!!! يا لله من مكسب !!! ومن قال ان البنوك فاتحه تكية لتقديم خدمات مجانية ؟! وقد كتبنا عن ذلك في وقت سابق أن تأجيل الأقساط يعني اطالة مدة القروض التي يحاول المواطن التخلص منها بأقرب وقت ممكن ولكن الحكومة تدفع المواطن الى زيادة مديونيته وتاخيرها ، ان البنوك لديها اسبابها في زيادة الفوائد على القروض فيما بعد ، تعفيك اليوم وتأخذ منك غدا وخصوصا أن العقود ببن البنوك والمستقرضين هي عقود اذعانية ولا يملك المستقرض خيار الأعتراض ، حتى أن الغالب عندما يرى المستقرض الطفران المال ويلوح له بها االبنك يكاد يفقد الوعي من الفرحة ويوقع على العقد على الغميض بدون دراسة . بعد الحرب الروسية الاوكرانية وما انعكس ذلك على أسعار النفط والغاز عالميا ارتفاعا الامر الذي حدا بالبنك المركزي الامريكي أن يرفع الفوائد على القروض بنسب تتراوح بين ٥٠ الى ٧٥ نقطة ويبدو انه أعجبته هذه السيمفونيه فأخذ يعزف عليها كل حين الأمر الذي يسمح للبنوك المركزية عالميا بتقليده وهنا البنك المركزي لدينا حج مطاوع يفعل ذلك ايضا فتتبعه البنوك المحلية برفع الفوائد على المستقرضين بنفس النسبة ومع أعتراض بعض الأقتصاديين على ذلك الا انه لا حدا يسمع ؛ فأخذت قيمة الاقساط الشهرية تزداد فاحتج المستقرضون فوجدت البنوك بدل ذلك زيادة مدة القرض والأمران أحلاهما مر . في الاشهر الاخيرة ازدادت اسعار المحروقات بشكل كبير وخصوصا سعر مادتي الكاز والسولار فاحتج المواطنون على ذلك فبدل تخفيض السعر اقترح مجلس النواب تأخير الأقساط الشهرية على المواطنين المستحقه للبنوك ، ما هذا الكرم ؟! ما هذا الحل السحري لمشاكل المواطن المادية ؟! ذكاء ما بعده ذكاء وتهرب ما بعده تهرب .... ( لا نعرف ما علاقة ثمن السمسم بالسجفنه ، ) شكرا مجلس النواب الكريم ترفع لكم القبعات على ذلك الأقتراح .... ألا يعلم المجلس ان ذلك هي عقوبه غير مباشره على المواطن ؛ فهي ترفع قيمة القرض او تزيد المدة ، والمواطن عندما تتاح له تلك النقود يأخذها سواء محتاجها أو لا فالنقود لا ترفض مهما كان مصدرها ويكسر بخاطرها ..... فهل يصبح ذلك نهجا لحل المشاكل الاقتصاديه ؛ فكلما شكا السوق من الركود والتجار من الطفر نؤجل الاقساط يا ساده يا كرام ونزيد المواطن دينا على دين ؟!
يروى ان رجل كان يدعو على زوجته بعد كل صلاه ليخلصه منها وفي أحدها وبعد ان رفع يديه للدعاء وعند البدء واذا بزوجته تقف فوق رأسه فارتبك وقال يارب عفوك ورضاك والموضوع هضاك ....يا رب عفوك ورضاك ... والموضوع هضاك .....
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-12-2022 10:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |