28-12-2022 11:34 AM
بقلم : هشام المساعدة
نعم حياة بيت الشعر زمان أفضل من حياة تعددت فيها مطالبنا اليوم، حيث كانت حياة جدي وأبوي بالرغم من بساطتها لكنها كانت تنعم بالاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، حيث كانت عيشتهم مبنية على البساطة وكانوا يسكنوا في بيوت الشَعر والغرف الحجرية المبنية من الحجر والطين وخشب العرعر التي إذا نزل ماء المطر عليها خرجت منها رائحة الأرض التي لا يشعر بها إلا ساكنها وميز رائحتها، كانوا يطفئون برودة مربعانية الشتاء من خلال نار الحطب الموقود بالمنقل وبريق الشاي الأدغم على جنبه والسواليف والتعاليل البعيدة عن العولمة ومخرجاتها غير الموجودة من الاساس والتي تقتصر بدورها على المذياع ( الراديو) غير المتوفر عند الجميع.
وبعدها يذهب الجميع ليخلدوا في نومهم تحت لحف وفرشات من الصوف على انغام صوت المطر ومزاريب ماء المطر ... طبعاً راح يناموا ليلهم الطويل من التعب تحت الدفء والنوم بأحلام سعيدة وثاني يوم فطورهم من عوس النشمية ام عصبة ومدرقة مطرزة بقطبة فلاحي ومن خير وصنع أيديهم ... حياة البركة راحت مع الناس البركة وحتى تقليدنا لها هذه الأيام خاليه من كل شيئ لا طعم ولا رائحة وحتى راحت بال ما بقي فيها والطايح رايح ... حياة الأمس وبالرغم من صعوبتها إلا إنها الأفضل والأجمل والأبرك واما حياة اليوم بالرغم من الكماليات وتوفرها وسهولة الحصول عليها إلا إنها الاصعب وحتى الناس زادت معاناتهم واصبحوا يدفعوا ثمن كل شيئ حتى الحريه والعيش بأمن وامان ، حيث كانوا يعيشون من تعبهم وجدهم وكدهم ومقايضتهم لبعض منتوجاتهم ببعض الضروريات المهمه لهم وكانوا يعيشون بصحتهم وبراحتهم وهداة بالهم وما كانوا يعرفوا بطاله ولا كانوا يبحثوا عن عمل إلا عسكري ومن حماة الوطن ... جيل الأمس من سكن بيوت الشعر والغرف الحجريه الاغلبية العظمى منهم لم يدخلوا عيادة طبيب وكانت صحتهم كالحديد وأعمارهم الأطول لأن يومهم كان كله عمل وحياتهم كلها أمل وإيمانهم بالله الواحد الأحد والأرض كانوا يعطوها وكانت تعطيهم وكانت مستلزماتهم البسيطه يحصلوا عليها بمقايضة السلع أو ببيع الفائض عن حاجتهم وكانت موجوداتهم من القمح والحبوب تكفيهم الى أكثر من عام بعيداً عن قمح أمريكا وكان كل بيت لا يخلو من الاغنام والدجاج وبساتين الأشجار وكانت الزراعة وتربية الاغنام عملهم الأساسي وكان الرشوف اكلتهم شبه اليوميه بالاضافه الى منتجاتهم من الاغنام وكان عند كل بيت طابون وصاج والمطبخ في زاوية الغرفة نملية او بعض صناديق من الخشب فوق بعضها البعض وموجوداتها مش اكثر من بابور كاز وطنجرة ومقلى توت وبريق شاي وكاساته وكان الجار للجار وكان من كل طبخه يحسبوا للجار حساب والجار كان بالمثل وكان الجار إذا نقص عنده شيئ ما يتردد بطلبه من جاره حتى لو كان على مستوى كاسة سكر او كاسة رُز وحتى الكبريته ... يا زين هذيك الأيام ويا زين من عاشوها ويا ريت بعد ما راحوا عنها وهجروها خلوا البركة وتركوها لكن للأسف كل شيئ تغير وأصبح بلا طعم وكأن البركة نُزعت من كل شيى في حياتنا وزادت بعدهم معانتنا وكثرت طلباتنا... دمتم بود وحياة سعيده بعيده عن المنغصات يا رب .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-12-2022 11:34 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |