02-01-2023 08:52 AM
بقلم : د. هبة أبو عيادة
في ظل انتشار الإنترنت وبرمجياته وتطبيقاته وتطور الأجهزة الذكية وإتاحتها للجميع وتغلغلها في صميم منازلنا لما تمتاز به من سهولة الاستخدام والاقتناء لكافة المراحل العمرية فقد لا يتجاوز عمر الطفل العام الواحد ولكنه يتمكن من اللعب واستخدام الجهاز الرقمي بالإضافة إلى سهولة الوصول للأفراد والمعلومات والطرق والدراسة والتسلية والطعام، إذ لم يعد هناك أي جانب من جوانب الحياة إلا وتم استثمار التكنولوجيا فيه، وكالعادة لا بد من أصحاب النفوس المريضة من استغلال هذا التطور لأهداف شخصية فظهر نوع جديد من الجريمة يدعى الجريمة?الالكترونية وازدادت حوادث التهديد والقرصنة وانتهاك الخصوصية لمستخدمي الشبكة العنكبوتية، تخيل أنه يتم قرصنة كاميرات المراقبة في المنازل والتحدث مع الأبناء من خلالها والتحكم بتصرفاته وإرهابهم على نمط الأفلام الأجنبية، أو التعرف على صديق منافس في لعبة ثم يقوم لاختراق جهازك الذكي وابتزازك أو طفلك والتهديد بنشر البيانات الخاصة به، تخيل أن تتعرف إلى صديق وتحاوره وتكتشف أنه منتحل شخصية، أو تقوم بتتبع رابط ليتم سرقة حسابك البنكي كل هذه الاختراقات الرقمية والجرائم الإلكترونية وانتهاكات الأمان والخصوصية أدت إلى ظهور?مفهوم جديد لحماية المعلومات والبيانات الشخصية على الانترنت، يدعى بالوعي الرقمي.
وتبدأ التوعية الرقمية من حجر الأساس في المجتمع والبنية الأساسية في تماسكه في ترابطه للحفاظ على استقرار الأسرة وطمأنينة الأبناء فقديمًا قالوا: المجروح من عائلته لا يشفى أبدا، وقبلها قال خير البشرية القائد القدوة: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته و كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول؛ لذا لنُعد للأسرة مجدها، وحضنها الدافئ، وجناحها العريض الكبير، الذي كان الأنجح في حماية الصغار، لأنه الدور الذي خلق له لذا لا بد من دعم الأسرة وتوعيتها بالاستخدام الآمن التكنولوجيا لتربية الأبناء تربية سليمة صحيحة قيمية حتى لا يكونوا ?حية جريمة الكترونية.
فإذا كنت رَبُّ أسرة فلابد أن تكون على دراية بكيفية استخدام الأجهزة الذكية وتوجيه وتربية فلذات الاكباد على استخدامها الصحيح لأن التكنولوجيا رفقيتنا الدائمة تقريبًا في ظل التطور الهائل السريع الذي نعيشه، فمن المهم أن يكبر ابنك ويتمتع بعلاقة صحية مع التكنولوجيا بحيث يفهم كيف يستخدمها بطريقة آمنة ومفيدة مع عدم الإفراط أو إدمانها وكيف توجهه للمواقع والتطبيقات المفيدة التي تكسبه مهارات أو معارف جديدة أو مشاهدة فيديوهات ذات قيمة مضافة.
نصيحتي لكل ولي أمر ورب أسرة أن ينمي الوعي الرقمي لنفسه أولاً ولأبنائه من خلال ما يلي: أولاً: استقلالية في القرارات الرقمية من خلال التوجيه بأنك في العالم الرقمي ستكون على اتصال بروابط ورسائل وإعلانات وعروض ترويجية وما إلى ذلك فلا يجب عليك النقر على كل ما يظهر أمامك. ثانيًا: توازن بين التوصيل والانفصال ضرورة ضبط أوقات استخدام الإنترنت حرصًا على عدم الإدمان وضرورة التوازن بين العالم الحقيقي والافتراضي وتخصيص وقت مقدس للعائلة بدون أجهزة رقمية. ثالثاً: التركيز والتفكير النقدي إذ يجب تحديد فترات التركيز الكبير ?عدم التحديث بالشاشات لساعات طويلة وتحديد وقت محدد مما يساعد على إنهاء المهام بجودة عالية. ختامًا درهم وقاية خير من قنطار علاج فتحقيق استخدام متوازن يحمي الأسرة ويدعم طمأنينتها واستقرارها وحمايتها من المخترقين، فقد يبذل الوالدون جهدًا مكثفًا في التربية في المراحل الأولى ليضمنوا تنشئة سليمة للأبناء فمن شبّ على شيء شاب عليه..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-01-2023 08:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |