حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,9 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3225

مَازِلُنَا أَحْيَاءٌ وَلِلْحُلْمِ بَقِيَّةٌ

مَازِلُنَا أَحْيَاءٌ وَلِلْحُلْمِ بَقِيَّةٌ

مَازِلُنَا أَحْيَاءٌ وَلِلْحُلْمِ بَقِيَّةٌ

02-01-2023 12:59 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هِبَةُ أَحْمَدَ الْحَجَّاجِ
وَ هَا نَحْنُ الْآنَ فِي سَنَةٍ 2023.. وَ أَرَى مُعْظَمَ الْآخَرِينَ قَدْ أَرَّخُوا أَرْسَنَ خُيُولَهِمْ، وَ الْجَمِيعُ أَصْبَحَ يُرَدِّدُ " وَدَاعًا لِأَحْلَامِنَا وَأَهْلًا بِمَا هُوَ مَكْتُوبٌ لَنَا ".

لِمَاذَا ؟ مَا الَّذِي حَصَلَ لَهُمَّتُكَ؟ مَا هُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي سَلَكْتَهُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ وَ جَعَلَكَ تَصِلُ إِلَى مُنْتَصَفِهِ وَتَسْتَسْلِمُ؟! مَا الَّذِي حَصَلَ لَكِ وَ جَعَلَكَ مُحَطَّمَةً بِهَذَا الشَّكْلِ ؟ وَ أَصْبَحْتِي وَ كَأَنَّكَ عَجُوزٌ تَجَاوَزْتْ سِنَّ الثَّمَانِينَ عَامًا ، أَهِيَ صَدِيقَةٌ ، خَطِيبُ ، زَوْجٌ ... أَمْ مَاذَا ؟!

مَا هُوَ الْمَشْرُوعُ الَّذِي جَعَلَكَ تَصِلُ إِلَى هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ ؟ جَعَلَكَ تَشْعُرُ بِالْخَوْفِ مِنْ أَنْ تَدْخُلَ فِي مَشْرُوعٍ آخَرَ وَ كَأَنَّكَ مَحْكُومٌ عَلَيْكَ بِالْفَشَلِ طِيلَةَ حَيَاتِكَ ؟!

مَا هُوَ الِامْتِحَانُ الَّذِي جَعَلَكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَخَطَّاهُ ، لِدَرَجَةِ أَنَّكَ أَصْبَحْتَ تَخَافُ أَنْ تَدْخُلَ قَاعَةَ الِامْتِحَانِ، لَكِنَّكَ مُجْبَرًا عَلَى الدُّخُولِ ، وَأَيْضًاً تَرَدُّدُ بَيْنِكَ وَ بَيْنَ نَفْسِكَ ، أَعْلَمُ أَنَّنِي سَأَرْسَبُ !!

مِنَ الَّذِي قَالَ لَكِ أَنَّكَ لَنْ تَنْحَفِيَ، مَنْ الَّذِي قَتَلَ حِلْمَكَ ؟ لِمَاذَا تَوَقَّفْتِي عَنْ تَخَيُّلِ نَفْسِكِ وَ كَأَنَّكِ عَارِضَةٌ أَزْيَاءَ تَلْبَسِي هَذِهِ وَتَرْتَدِي تِلْكَ وَ يُعْجِبُكَ هَذَا وَتَرْتَدِيهِ ، مِنْ ؟!

مِنَ الَّذِي قَالَ لَكَ أَنَّكِ أُمٌّ فَاشِلَةٌ ؟ وَ لِمَاذَا ؟! لِأَنَّ أَطْفَالَكَ لَا يَسْمَعُونَ الْكَلَامَ ! لِأَنَّهُمْ يَقْلِبُونَ الْبَيْتَ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، أَمْ لِأَنَّهُمْ يُوسِخُونَ مَلَابِسَهُمْ عِنْدَ طَعَامٍ ؟!

وَ أَنْتَ تَشْعُرُ بِالْحُزْنِ وَالْحَسْرَةِ، لِأَنَّكَ تَعمَلَّ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ حَتَّى تُؤْمِنَ لُقْمَةُ الْعَيْشِ لَهُمْ وَ مَعَ ذَلِكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ كُلَّ شَيْءٍ.

أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لَكَ ، جَالِسٌ فِي الْبَيْتِ وَ كَأَنَّكَ تَنْتَظِرُ أَنْ تَرَى فَوَاتَ الْأَوَانِ وَهُوَ يَفُوتُ ، لِمَاذَا ؟! لِأَنَّ 55 شَرِكَةَ تَوْظِيفٍ رَفَضَتْ أَنْ تَعْمَلَ لَدَيْهَا ؟!


مَنْ أَعْطَى الْحَقَّ لِجَمِيعِ هَؤُلَاءِ أَنْ يَحْبِطُوا عَزِيمَتَكُمْ وَهُمَّتَكُمْ لِلْحَيَاةِ ؟! مِنْ الَّذِي قَادَكُمْ إِلَى هَذَا الْيَأْسِ وَالْإِحْبَاطِ ؟

مَنْ لَهُ هَذِهِ الصَّلَاحِيَةُ فِي تَحْدِيدِ مَصِيرِ حَيَاتِكُمْ ، لِدَرَجَةِ جَعْلِكُمْ تَتَخَلَّوْا عَنْ أَحْلَامِكُمْ وَ تَرْفَعُونَ شِعَارَ وَ تَهْتِفُونَ بِأَعْلَى صَوْتٍ وَ تُرَدِّدُونَ " مِنْ تَجْرِي الرِّيَاحُ كَمَا تَجْرِي سَفِينَتُنَا

نَحْنُ الرِّيَاحُ وَ نَحْنُ الْبَحْرُ وَ السُّفُنُ ُ


إِلَى :

مَا كُلُّ مَا يَتَمَنّى الْمَرْءُ يُدْرِكُهُ

تَجْرِي الرّيَاحُ بِمَا لَا تَشْتَهِي السّفُنُ " .


وَأَنَا تُعْجِبُنِي مَقُولَةً "

لَا مُرْسَى لَنَا .. نَحْنٌ السُّفُنُ الَّتِي لَا تَسْتَرِيحُ ".


أَيَّامُكُمْ عِبَارَةٌ عَنْ رُوتَينِ قَاتِلٍ مِنْ سَنَوَاتٍ. بِدُونِ انْتِظَارٍ لِشَيْءٍ ، بِدُونِ هَدَفٍ ، بِدُونِ تَرْفِيهٍ، بِدُونِ إِنْجَازَاتٍ ، بِدُونِ أَحْلَامٍ، بِدُونِ نِهَايَةٍ غَيْرِ الْمَوْتِ .

الْعَالَمُ حَوْلَكُمْ يَتَحَرَّكُ وَأَنْتُمْ ثَابِتِينَ مَكَانَكُمْ.

أَنْتُمْ بِالنِّسْبَةِ لِلْعَالَمِ عِبَارَةٌ عَنْ أَرْقَامٍ تَزِيدُ وَتَنْقُصُ، بِدُونِ هُوِيَّةٍ. لَا أَحَدَ يَعْرِفُكُمْ وَ لَا أَحَدَ يَهْتَمُّ لَكُمْ .

إِلَى مَتَى؟

لَا تَسْتَسْلِمُوا لِلْيَأْسِ

عِنْدَ أَوَّلِ مَحَطَّةِ إِحْبَاطٍ ،

قَاتِلُوا مِنْ أَجْلِ حُلْمِكُمْ ،

مِنْ أَجْلِ أَنْ تَصِلُوا إِلَى مَا تُرِيدُ،

أَعْمَلُوا بِصَمْتٍ

لَا تُخْبِرُوا أَحَدًاً عَنْ أَحْلَامِكُمْ .

لَا أَحَدَ سَيُسَاعِدُكُمْ لِتَحْقِيقِهَا

بَلِ الْفَاشِلُونَ سَيُخْبِرُوكُمْ

أَنَّهُ مُسْتَحِيلٌ

كَيْ لَا تَخْتَلِفُوا عَنْهُمْ .


نَحْنُ عَلَى أَبْوَابِ سُنَّةٍ جَدِيدَةٍ ، اُنْظُرْ إِلَيْهِمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ 2022 وَكَأَنَّهَا هِيَ مَنْ صَنَعَتْ أَقْدَارَهُمْ ، وَ يَطْلُبُونَ مَنْ 2023 وَكَأَنَّهَا هِيَ مَنْ تُعْطِيهِمْ .

حَدَّثُوا اللَّهَ بِمَا تُرِيدُونَ وَ لَاتَحَدَّثُوا السِّنِينَ وَ الْأَعْوَامَ ، فَهِيَ أَيَّامُ اللَّهِ وَ أَقْدَارُنَا بِيَدِ اللَّهِ وَحْدَهُ .

الْكُلُّ يَدْعُوا بِأَنْ تَكُونَ السُّنَّةُ أَفْضَلَ وَ أَحْسَنَ مِنْ سَابِقَتِهَا ،

لَا وَ اللَّهُ الْعَيْبُ لَيْسَ فِي السِّنِينَ وَ لَا الشُّهُورِ وَ لَا الْأَيَّامِ ؛ وَ لَكِنَّ الْعَيْبَ فِينَا نَحْنُ بَنِي الْبَشَرِ فَعَلَيْنَا أَنْ نَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ حَالُنَا وَ يُحْسِنَ أَخْلَاقَنَا وَ أَنْ يُزِيلَ الْبُغْضَ وَ الْكُرْهَ وَ الْحِقْدَ وَ الْغَلَّ مِنْ نُفُوسِنَا ، وَ أَنْ نُحِبَّ لِغَيْرِنَا مَا نُحِبُّهُ لِأَنْفُسِنَا .

هَا نَحْنُ الْيَوْمَ نَقِفُ عَلَى أَبْوَابِ عَامٍّ جَدِيدٍ بِخُطَطٍ كَثِيرَةٍ وَ أُمْنِيَاتٍ كَبِيرَةٍ نَطْمَحُ إِلَى تَحْقِيقِهَا لِنَجْعَلَ حَيَاتَنَا أَفْضَلَ .

وَ تَذَكَّرُ دَائِمًا مَهْمَا حَصَلَ فِي حَيَاتِكَ مِنْ أَحْزَانٍ وَ مَآسِي وَ هُمُومٍ وَ مَوَاقِفَ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَتَخَطَّاهَا أَوْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَتَخَطَّاهَا ، أَنَّ أَسْوءَ مِنْ هَذَا كُلِّهِ لَمْ يَأْتِي بَعْدُ ، أَنَّ هُنَاكَ يَوْمٌ هُوَ أَسْوءُ يَوْمٍ فِي حَيَاتِكَ وَ لَنْ تَكُونَ مَوْجُودٌ فِيهِ ، أَتَعْلَمُ مَا هُوَ ؟ يَوْمُ وَفَاتِكَ ، وَ لَكِنْ لَا سَمَحَ اللَّهُ ، إِذَا قَدَّرَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ ، أَوْشَكَتْ عَلَى فِرَاقِ الدُّنْيَا ، اطْمَحْ أَنْ تَكُونَ فِي الْجَنَّةِ ، نَعَمْ فَارَقَتْ الْأَهْلَ وَ الْأَحْبَابَ وَ لَكِنْ ذَهَبَتْ إِلَى الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، ذَهَبَتْ إِلَى جَنَّةٍ عَرَضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ،

تَخَيَّلُ إِلَى أَيِّ دَرَجَةٍ أُرِيدُ مِنْكَ أَنْ تَطْمَحَ ! وَ حَتَّى وَأَنْتَ عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ ؛

طُمُوحُكَ وَ أَحْلَامُكَ هُمْ وَقُودُكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ، كُلَّمَا عَمِلْتَ مِنْ أَجْلِهَا وَ جَعَلْتُهَا وَاقِعًا مَلْمُوسًا صُنِعْتَ بِهَذَا اسْمَكَ وَ قِيمَةً لِذَاتِكَ فَاجْتَهِدْ.

حَقَّقَ طُمُوحَكَ مَعَ شَمْسِ الصَّبَاحِ الْجَدِيدِ ،

لَا تَعِيشُ مَا بَيْنَ لَيْتِ أَحْلَامِكَ وَلُوّهَا

..

الْعَزْمُ خَلُّهُ قَوِيٌّ .. وَ الرَّاسُّ خَلُّهُ عَنِيدٌ

وَ الْحَاجِهُ اللِّي تَجِي فِي خَاطِرِكَ سَوّهًا

بَلَامِسُ نُودِعُ عَامٌ جَمِيلٌ عِشْنَا فِيهِ أَوْقَاتَ جَمِيلِهِ وَحَزِينِهِ لَكِنَّ الْأَجْمَلَ أَنَّنَا مَا زِلْنَا نَتَنَفَّسُ وَ نَعِيشُ لَحَظَاتِ دُخُولٍ عَامٍّ جَدِيدٍ ، إِذَا مَا زِلْنَا أَحْيَاءً وَ لِلْحُلْمِ بَقِيَّةً .








طباعة
  • المشاهدات: 3225
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-01-2023 12:59 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل ينجح مخطط ترمب المدعوم "إسرائيليا" في تهجير الفلسطينيين من غزة رغم الرفض القاطع لمصر والأردن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم