حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7134

أولادكم ليسوا لكم

أولادكم ليسوا لكم

أولادكم ليسوا لكم

03-01-2023 09:57 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فايز أبو حميدان
أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة .....ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم . كلمات لجبران خليل جبران تعتبر مرجعا لشعوب كثيرة حول العالم، فثلثا سكان المملكة الأردنية الهاشمية هم إما أباء وأمهات أو أجداد أو كلاهما معاً، ولكن كيف يتم التفاهم بين ثلاثة الى أربعة أجيال في عائلة واحدة؟.


جيلنا تعود أن يكون أباً وجداً في الوقت نفسه، فهذا كان رغبتنا وحلمنا في الحياة وانتظرنا حتى تحقق ذلك، فأحفادنا هم الطاقة التي نتزود بها يومياً ولا يمر يوم دون الحديث معهم أو الاتصال بهم والأصغر يكونون الأقرب الى القلب دائماً، ومشاهدة ومراقبة تطور الأحفاد متعة لا مثيل لها فهم هدية الخالق في هذه الحياة، فوجود الأحفاد يُغني حياة الأجداد ويمسكهم بالحياة ويشعرهم بالسعادة ووجود الأجداد يُحدث التوازن لدى الأطفال وعامل هام للآباء والأمهات في المساعدة على التربية وتلبية حاجيات الأطفال فهذه منفعة متبادلة لإدامة العلاقات العائلية وجعلها أكثر سعادة.


زيادة اعمار الناس سيزيد من أعداد الأجداد في جميع دول العالم وسيجعل المسؤوليات الملقاة على الأجداد أكبر وخاصة في المجتمع الحديث حيث يعمل الوالدان؛ ما يجعل الحاجة الى عناية الأجداد أكثر أهمية من السابق، فهم جزء مهم ومشارك في تربية الأطفال، فالأجداد هم مخزون الطاقة المجهول ولكنه الأهم في الحياة الاجتماعية العصرية.


معدل اعمار الجدات عند ولادة الحفيد الأول لا يتعدى 45 عاماً، أما الرجال فهو 55 عاماً، وهذا العمر مناسب جداً لمساعدة الأبناء والبنات والأحفاد، وجيل الأجداد الحالي هو جيل التطور التكنولوجي مثل الانترنت والأجهزة الالكترونية لذا ستكون فجوة التكنولوجيات مع الأحفاد صغيرة.


إذاً هذا تغير اجتماعي كبير وعظيم وعلينا التأقلم معه وإيجاد الحلول للمشاكل اليومية؛ فالأب والأم هما المربيان الأساسيان وهما من يضع الخطوط العريضة للتربية للمسموح والممنوع والمرغوب ودور الأجداد المساعدة في تحقيق الأهداف التربوية للوالدين وليس في إعطاء الأبوين التعليمات في تربية الأطفال فهم من جيل اخر وتعاملهم مع مشاكل أبنائهم يختلف تماماً عما تعود عليه الأجداد، وهنا يحدث احياناً اختلاف وجهات النظر وهذا أمر طبيعي ويجب معرفة السبل في التعامل مع هذا الوضع، فالابتعاد عن فرض الرأي والاستماع الى أفكار الجيل الاخر أمر حيوي ومهم وخبرة الأجداد لا تعطيهم الحق في إملاء الآراء أو الأوامر لأطفالهم أو أحفادهم.


فالآباء والأمهات في الوقت الحاضر يركزون تفكيرهم على حاجات أطفالهم وربما يشعرون الأجداد باللامبالاة أو إعطاء الأطفال حيزا وحرية كبيرة وهنا يجب عدم التدخل من قبل الأجداد والالتزام بالحياد الإيجابي وعدم إعطاء الطفل أكثر مما يستحق رأفة به أو لتجنب غضبه على والديه وعدم استخدام عبارات اللوم تجاه الوالدين أو تحريض الطفل على والديه أو العكس. إن اختيار العبارات الصحيحة والتصرف الراقي أهم عوامل التعامل بين الأجداد ووالدي الطفل واشعارهم بالرغبة في المساعدة دون التدخل. ووضع لمسات بناءة في العلاقة العائلية.


كما يجب عدم اغراق الأطفال بالهدايا دون علم والديهم أو دون التنسيق المسبق معهم أو دون وجود سبب أو مناسبة لتقديم الهدايا، فعلى الأجداد اقتراح نشاطات متعددة يقومون بها مع أحفادهم والاستماع لهم ولمشاكلهم وخاصة في سن المراهقة وعلى الأجداد تكوين صداقة مع احفادهم وكسب ثقتهم ومساعدتهم بالمشورة بعد التنسيق مع والديهم. فالنشاطات مع الاحفاد تعيد الأجداد الى ذكريات جميلة سابقة وتبعث روح الشباب في أنفسهم كما أن الأجداد المرحين يعطون الأطفال طاقة إيجابية.


تُعطى في بعض الدول المتقدمة دروس خاصة للأجداد على كيفية التعامل مع أحفادهم ووالديهم ويتفاجأ الكثير من الأجداد بأخطاء ارتكبوها دون قصد أو ذنب في التعامل مع أبنائهم وبناتهم وأحفادهم.


فصناعة حياة اجتماعية عائلية سعيدة يتطلب الأخذ والعطاء والمرونة الكافية في التعامل مع الأحفاد والبنات والأبناء.
إن الوصول الى قلوب أحفادكم لا يتم إلا من خلال المرور عبر قلوب والديهم.








طباعة
  • المشاهدات: 7134
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-01-2023 09:57 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم