03-01-2023 12:21 PM
سرايا - *عايش: توجيهات جلالة الملك بتجميد الضريبة على الكاز في فصل الشتاء كانت في مكانها، وفي صالح الفقراء
*عايش: أي اقتصاد لا قيمة له إن لم يكن في خدمة الناس ولصالحهم
*عايش: الحكومة قادرة على دعم المحروقات من خلال تقليل النفقات على الأثاث والسيارات
*عايش: الأردنيون يموتون من خلال الاستخدام الخاطئ للتدفئة لعدم قدرتهم على تأمين ثمن الكاز
*عايش: الحكومة ذهبت سريعا لتجميد ضريبة الكاز بعد توجيهات جلالة الملك ولم تخبرنا لماذا كانت تمانع قبل ذلك
*عايش: آن الاوان للحكومة أن تمتلك ترف التفكير الايجابي لصالح الأردنيين
هاشم المناصير - أكد الخبير الاقتصادي حسام عايش أن توجيهات جلالة الملك يوم أمس بتجميد الضريبة على الكاز في فصل الشتاء كانت في مكانها، وفي صالح ذوي الدخل المحدود والفقراء.
وقال عايش في حديثه لـ "سرايا" اليوم الثلاثاء، إن الأردنيين لم يعد بإمكانهم الحصول على القليل من وقود التدفئة "الكاز"، وعندما نصل الى مرحلة لا نستطيع فيها أن نوفر احتياجات محدودي الدخل الاساسية فهذا يجعل الأمر في غاية الخطورة والصعوبة، بالتالي فإن أي اقتصاد لا قيمة له إن لم يكن في خدمة الناس ولصالحهم.
وأضاف أن الاقتصاد لا يعمل من أجل الاقتصاد وإنما يعمل من أجل الناس، لافتا الى أن على الحكومة إدراك أن الاقتصاد ليس عملية حسابية، وإنما هو استثمار لصالح المواطنين وانسجاما مع متطلباتهم، لسد حاجاتهم الأساسية.
وبين عايش أن الردود الحكومية المختلفة التي جاءت قبل التوجيهات الملكية بتجميد الضربية على الكاز، تعبر عن حالة غير منطقية لكيفية التعامل مع القضايا الحساسة واحتياجات الناس المعيشية.
وأوضح أن الحكومة تملك القدرة والإمكانيات لاتخاذ قرار أظهرت لنا أنه صعب، رغم أن قيمته لا تتجاوز 23 مليون دينار حسب ما بين عايش لسرايا.
ولفت الى أنه يمكن توفيرهذه القيمة ببعض المناقلات البسيطة في مخصصات الانفاق، أو بتقليل المشتريات الحكومية من الأثاث والسيارات خلال العام الحالي 2023.
ونوه الى أن الحكومة إذا ارادت الصواب فهي قادرة على أن تتدبر سبل دعم المحروقات، وإيقاف الهدر والنفاقات الزائدة عن الحاجة، ويفترض أن لا نصل في كل مرة الى أزمة يتدخل الملك لحلها.
وأضاف أنه آن الأوان للحكومة أن تتعامل مع ما يسمى اقتصاد الشتاء، والذي يعد توفير مستلزمات التدفئة للمواطنين أحد متطلباته الأساسية، مشيرا الى أن الناس في الأردن يموتون من خلال الاستخدام الخاطئ للتدفئة لعدم قدرتهم على تأمين الكاز، حيث يقومون باستخدام أنواع خطيرة للتدفئة مثل إطارات السيارات أو الأخشاب أو الملابس القديمة أو البلاستيك والتي تعد مواد خطيرة على الصحة وعلى الحياة.
وأشار الى أنه على الحكومة إدارك أن توفير مستلزمات التدفئة للمواطنين موضوع ليس محلا للنقاش أو الحوار، حيث أن صلب عمل الحكومة يكمن في خدمة الناس، ويجب عليها عدم انتظار توجيهات من جلالة الملك لاتخاذ مثل هذا القرار.
وبين أن الحكومة ذهبت سريعا لتجميد ضريبة الكاز بعد توجيهات جلالة الملك ولم تخبرنا لماذا كانت تمانع قبل ذلك، وادعت أن الخزينة لا تملك ترف دعم المحروقات.
وأضاف أنه سيخرج علينا من يقول إن الخزينة تحملت كلفة تجميد ضريبة الكاز، مع العلم أن الحكومة لا تتحمل كلفة، وانما هذا جزء من الاستثمار في الأمن الاجتماعي، وآن الأوان للحكومة أن تتوقف عن استخدام لغة الكلف.
ووجه عايش رسالة للحكومة بقوله: " تملكون ترف الحصول على السيارات الجديدة وترف الانفاق دون عائد حقيقي، لكن آن الاوان لامتلاك ترف التفكير الايجابي لصالح الأردنيين".
وطالب عايش الحكومة بضرورة امتلاكها حسن إدارة المال العام، وحسن إدارة مخصصات النفقات لتقليل الهدر في المال العام، لافتا الى أنه بعض المسؤولين السابقين قالوا إن الهدر بالموازنة العامة بين 10% الى 15%، ما يعني أن الهدر يتجاوز المليار دينار، وفي حال تمكنت الحكومة من خفض الهدر الى 5% فإنها على الأقل ستوفر نصف مليار دينار، وإذا كانت النسبة 2.5% فقط ستوفر للخزينة 250 مليون دينار، وحتى تخفيض الهدر بنسبة 1% قادرة على توفير 100 مليون دينار ، تساعد في تحمل ضريبة الكاز خلال فصل الشتاء.
وختم حديثه لسرايا بقوله إن توفير هذه الأموال من الهدرفي المال العام، تغنينا عن الأخذ والرد وتصريحات للحكومة هنا وهناك بأنها لا نستطيع أو لا تملك ترف الدعم أو غيرها من الحجج.