حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3868

شكل الامن في ظل التحديات المُقبلة التي يُشكلها الإرهاب

شكل الامن في ظل التحديات المُقبلة التي يُشكلها الإرهاب

شكل الامن في ظل التحديات المُقبلة التي يُشكلها الإرهاب

03-01-2023 01:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
جرت العادة أن يفهم مُصطلح التهديد على أنه التحذير والوعيد وسعي طرف ما للتسبب بالشر والأذى للطرف الاخر ،غير أنه وفي ظل الطبيعة التي لا تشمل النواحي العسكرية ، أصبحت سمة التهديدات الأمنية الحالية منها والمتطورة من المُستحيل أن يتم معرفة التهديد على النحو الآنف الذكر ذلك أن ” القصدية” المُفترضة في التهديد من خلال الإقرار بأنه سعي، أو تحذير. وقد يكون نوعاً من الوعيد لم تعد متوفرة أمام الكثير من الفواعل التي تنتفي صفتها المادية. الا ان أثرها المادي قد يحضر وهذا الاثر قد يكون من خلال التلوث البيئي أو الكيماوي ، أو البيولوجي ، والتي قد تستخدمها الجماعات والتنظيمات الارهابية ، وغيرها من التهديدات التي أصبحت تتخذ طابعا أمنياً .رغم صعوبة تحديد المسؤولين عن إحداثها سواء أكانوا افراداً أو فواعل ضمن الدول ،وفواعل عبر أو فوق الدول، أو ما يُسمى الحركة غير المباشرة والتأثير بالوكالة ، كما أن التهديدات الأمنية أصبحت مُمتدة في الزمان والمكان بما لا يسمح برصدها، وقد يصعب مُلاحقتها جراء استخدامها فضاءات جديدوة كالفضاء السيبراني ، او التسلل الالكترونيى، والتي تتصف باتساعها وامتدادها المكاني بما لا يدع مجالاً لحصرها وتتبعها .
وتتمثل هذه التهديدات من خلال ا لتهديدات التي تستهدف القطاع العسكري، وتستهدف المساس بالقدرات العسكرية للدولة بما يُهدد الوحدة الترابية للدولة ،وهو ما تستهوي التنظيمات والجماعات الارهابية والتي تعتبر ضرب هذه الاهداف هو محور تفكيرها وخططها واهدافها ، والذي من خلاله قد تتسلل إلى ما هو ابعد من ذلك .
اما التتهديدات التي تستهدف القطاع السياسي،وهنا تأخذ التهديدات الأمنية بُعدين أو امتدادين أحدهما داخلي ويشمل كل ما يتعلق بالمساس بقيم الديمقراطية وضربها من قبل المُتطرفين والارهابيين الذين يجندون افراد للوقوف ضد العمليات الديمقراطية وخطط التحول ،وكذا النشاطات المُناهضة لمؤسسات الدولة ورموزها. أما البعد الخارجي فيتعلق بمدى تأثير الارهاب العابر للحدود على الدولة كوحدة سياسية.
وتعتبر التتهديدات التي تستهدف القطاع الاقتصادي، والتي يتعلق الأمر هنا بمدى القدرة على توفير الموارد الطبيعية ومدى قدرة الدولة على تلبية مُتطلبات السكان بما يضمن لهم مستوى معيشة مقبول يجعلهم بمنأى عن البطالة والفقر، وهذا ما تسعى اليه عمليات المتطرفين من خلال ضرب البنى التحتية ومهاجم مراكز الانتاج من خلال عمليات الكترونية او سيبرانية سريعة ومؤثرة تجعل من مخلفات هذه الهجمات ضائقة اقتصادية كبيرة تؤثر على الانتاج وعمليات سلاسل التوريد والنقل ، فضلا عن ما تقوم به الجمات المتطرفية من التسلل والوصول ال اشخاص ققد يكون فاعلين في عمليات الحركة والاضرار بالمجتمع ومقومات الانتاج ، والتوقف عن العمل والاضرار به .
ولم تتوقف هذه التهديدات عند هذا الحد من التهديد بل ارتقت إلى التأثير بالطابع المجتمعي، وهي تستهدف التكامل الوحدوي الثقافي الاجتماعي للعناصر الاجتماعية التي تقوم عليها القيم الاجتماعية ، سواء ما يتعلق بمقومات المجتمع او الافراد ، وتسعى الى الوصول الى الاسرة من خلال خلخلة الكيان والبيان الاجتماعي للاسرة والمجتمع ، وضرب مقوماته بالمخدرات والحث على تعاطيها ، حتى الوصول الى الادمان ، فضلبا عن السعي الى جذب الافراد لمنعطفات الشذود ، والاتجار بالبشر ، والدعارىة وغيرها من الامور التي تسعى الى تدمير مقومات المُجتمع والاسرة .
وفي جميع القطاعات آنفة الذكر والتي من الممكن أن تكون جميعها أو واحداً منها مستهدفا بالتهديد ، فان سعي الارهاب وتنظيماته وجماعته ، إلى تغير شكل الارهاب من الارهاب الذي يقوم على الهجمات والاضرار بالاخرين بغض النظر تعن الجنس او الدين او العرق ، وحجم ما ينتج عن افعالهم وعملياتهم ، إلى الفضوى القادمة ، والتي ينظر اليها مُنظري العمليات الارهابية على انها نقلة نوعية في الاستراتيجيات والخطط الارهابية القادمة ، وهو ما ينضوي تحت الهجمات السريعو المزدوجة الكترونيا وسيبرانيا ، وفي نفس الوقت الهجمات على الارض بما يُشكل زعزعة للامن والاستقرارمن جهة ، ومن خلق فوضى حقيقة ناتجة عن تلك الهجمات بشتى انواعها ، وما يحدث من فوضى في عمليات التنقل ، والعمليات التي تتعلق بتوقف ضخ المياة والتزويد بالكهرباء ، فضلا عن العمليات التي تتعلق بسلاسل التوريد وتوقفها ، وما يتعلق بالنواحي الصحية وعمليات الانقاذ والاخلاء ، جراء المبُاغته في عمليات الهجوم التي تقوم بها تلك الجماعات ، وحجم ما يتطلبه الانقاذ والاخلاء والاسعاف ، وهذا سينتج عنه عمليات حركة سريعة . الا ان عمليات التوقف والازمات الناتجة عن ما ينتج عن العمليات وما نتج عن عمليات الارهاب سيكون عائقاً كبيراً في عمليات الانقاذ مما يزيد الحالات سوء ، وتحدث ردة فعل واستجابات غاضبة من قبل الافراد .
كل هذه التهديدات الارهابية التي قد تظهر في أي وقت وفي أي مكان سيكون لها ثمن باهض ، وسيعتمد عليها شكل الامن القادم الذي يتطلب خطط استباقية متزايدة سمتها الاستجابة والوصول بشكل سريع غير مسبوق وهذا يتطلب التدريب الاحترافي والمهني المُتميز يوميا ، من خلال التدريب النوعي والاستجابة التشبيهية على كثير من العناصر المتعلقة للاستجابة للحدث ، والتي تشمل كافة الجوانب العملياتية التي تحدث على الارض من جهة ، والتي تحدث الكترونياً أو سيبرانياً .








طباعة
  • المشاهدات: 3868
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-01-2023 01:05 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم