05-01-2023 12:32 PM
بقلم : علاء عواد
لأول مرة أرى الشجر والشمس والسيارات بعد 40 سنة من رؤية القضبان والأسمنت وجدران السجن.
كلمات عبر فيها اليوم" عميد الأسرى" الفلسطينين (كريم يونس) حين أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عنه فجرا بعد إعتقال دام 40 عاماً.
هل يمكن أن تتخيل أن 40 عاماً تمر على يونس لا يرى فيها الشمس والشجر والحياة 40 عاماً ومنذ إعتقاله عندما كان عمره ٢٣ عاماً لا يعلم فيها ماذا تعني الحياة إلا عن طريق التنفس بالهواء
" كريم يونس فضل يونس " -الملقب بعميد الأسرى الفلسطينيين- ولد يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1956، في قرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي بالداخل الفلسطيني.
وفي 6 يناير/كانون الثاني 1983 اعتقلته قوات الاحتلال من مقاعد الدراسة في جامعة بن غوريون وهو في الـ٢٣ من عمره حينذاك،
والدة كريم ترقبت فجر حريته على مدى 4 عقود الحاجة صبحية رحمها الله والدة أقدم أسير فلسطيني،
كانت تحصي الأيام لمعانقة إبنها كريم كغيرها من أمهات الأسرى الفلسطينين كانت في كل محفل تروي وتذكر رحلة العذاب الطويلة وكيف أنها كانت تنتقل بين سجون الاحتلال بأمل أن ترى ابنها لو نصف ساعة من خلف قضبان الاحتلال حتى إبتسم لها القدر ذات مرة قبل عدة سنوات حيث سمح للأسرى بالتقاط صور مع أسرهم فاحتضنت الحاجة ولدها لدقائق معدودة ،،
كريم يونس يلقب بعميد الأسرى فبداية حكم على يونس بالاعدام شنقاً بسبب الإنتماء إلى حركة فتح المحظورة آنذاك وحيازة السلاح وقتل جندي إسرائيلي ثم خفف بالسجن 40 عاماً .
لما بناتي اتجوزن وولادي اتجوزوا وجابوا ولاد بعرفش كريم ولاد خواته ولا ولاد خوانه يما .
هذه كلمات والدة كريم رحمها الله عندما كانت تصر على إيصال كلماتها وصوتها للإعلام دوماً،
بتاريخ 5 مايو 2022 توفيت والدة الأسير كريم يونس بعد أن انتظرته 40 عاماً وقبل أن يتم الإفراج عنه بثلاثة أشهر فقط حيث كان قد تبقى منذ تاريخ وفاتها وحتى إنتهاء مدة محكومية كريم يونس ثلاثة أشهر فقط.
لم يُشمل كريم بصفقات تبادل الأسرى ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه مراراً وكريم أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة .
سلطات الاحتلال تعمّدت اليوم نقله بسيارة الشرطة من سجن هداريم إلى محطة للحافلات في مدينة رعنانا شمالي تل أبيب.
وتمكّن الأسير المفرج عنه من الإتصال بعائلته من هاتف أحد المارة الذين ساعدوه في التعرف على المكان قبل أن يتوجه إلى مسقط رأسه في قرية عارة في منطقة المثلث داخل الخط الأخضر.
كم هو مقيت الاحتلال في كل تصرفاته وأفعاله ، لم ينقطع كريم يونس عن الدراسة، فواصل رحلته التعليمية داخل السجون الإسرائيلية بل أصبح يشرف على عملية التعليم الجامعي للأسرى الذين سمح لهم الاحتلال بذلك.
وأصدر كريم يونس من داخل السجن كتابين ، أحدهما بعنوان "الواقع السياسي في إسرائيل" عام 1990، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، والثاني بعنوان "الصراع الأيدولوجي والتسوية" عام 1993.
إذن مهما حاول الاحتلال قتل العزيمة والإصرار يبقى لليل حتم نهار وللاصفاد حتم حرية .
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
فالإعتقال لن يقود إلى أي نوع من السلام ولا يمكن فصل السلام عن الحرية لأنه لا يمكن لفلسطيني شريف أن يكون مسالماً ما لم يكن حُرّاً .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-01-2023 12:32 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |