حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2629

الحكومة الإسرائيلية الجديدة والتصعيد الخطير

الحكومة الإسرائيلية الجديدة والتصعيد الخطير

الحكومة الإسرائيلية الجديدة والتصعيد الخطير

06-01-2023 10:59 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل تايه
ما يحدث في القدس يأتي في إطار مخطط و سيناريو إسرائيلي معد سلفا يهدف الى تفتيت و تقسيم القدس الشريف للقضاء على قلب القدس الشرقية ، بل للقضاء على قلب فلسطين تمهيدا للسيطرة الأبدية عليها ، فبعدَ أيامٍ معدودة من نيلها ثقة الكنيست ، حرصتْ حكومةُ الكيان الإسرائيليّ الجديدة ، على الإسراعِ في تنفيذ مخططاتها ضد المقدسات الإسلامية بمدينة القدس، حيث سمحت لوزيرِ الأمن القومي "إيتمار بن غفير" باقتحامِ المسجدِ الأقصى ضاربةً عرض الحائط بكل الاعتبارات والمحاذير والتنبيهات التي وصلتها لمنعها من الإقدام على هذه الخطوة التي تعد انتهاكًا سافرًا للقانونِ الدولِيِ والوصاية الهاشميَّة على المقدسات في القدس المحتلة.

ما قامَ به "بن غفير" باقتحام سافر لباحات المسجد الأقصى ، هو مؤشر خطير لتوجه الحكومة الجديدة في إسرائيل ، وهو استفزاز سافر لمشاعر العرب والمسلمين وإعلان حرب على الشعب الفلسطيني ، فهذا التعدي جاء باتفاق كامل مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك، بعد تقييم أمني وسياسي، وَفقًا لما قالت وسائل إعلام عبرية، وبتأمين حماية كامل من جهاز الشرطة الإسرائيلية الذي بات تحت قيادة بن غفير.

أن هذا التصعيد المتطرف يأتي في ظل حالة النشوة السياسية التي تعيشها جماعات الهيكل اليهودية المتطرفة، التي تشعر بأن الوقت حان لفرض رؤيتها اليمينية الفاشية ببدء تأسيس هيكل يهودي مكان المسجد الأقصى، حيث طالبت تلك الجماعات في رسالة وجهتها إلى مفوض عام شرطة الاحتلال في مدينة القدس المحتلة بتحقيق أهدافها المتطرفة في ظل حكومة نتنياهو الحالية، وفي مقدمة تلك المطالب الفاشية، إقامة كنيس يهودي في باحات الأقصى، وفرض التقسيم الزماني بين المسلمين واليهود داخل المسجد، والسماح بإدخال أدواتهم التلمودية إلى داخل المسجد، وتمديد ساعات اقتحامهم اليهود للمسجد الأقصى، والسماح لهم بأداء صلواتهم اليهودية التلمودية، وطقوسهم التوارتية في باحات الأقصى طيلة أيام الأسبوع، وهي مطالب كفيلة حال تنفيذها بتفجير الأوضاع في المنطقة العربية برمّتها.

هذا التعدي الصارخ ينذر بالنوايا الخبيثة للحكومة الإسرائيلية الجديدة ، حيث أن السيناريو الاخطر قادم وهو ضم الضفة الغربية ومحيط منطقة القدس ، ترسيخاً لما أعلنته حكومة نتنياهو، بأن القدس والضفة الغربية جزء من أرض الاحتلال ولا أحد يملك القدرة لمعاقبتها على أفعالها، وهو ما يعد تحدياً للإرادة الدولية ، فما يحدث دخل منعطفاً خطيراً ، و الحكومة الصهيونية الجديدة غير معنية بإخفاء مخططاتها ، وبدأت تنفذه جهاراً نهاراً ، إن كان عبر مؤسساتها الرسمية ، أو عبر أذرعها الإرهابية من المستوطنيين أو غيرهم ، ولم يعد سراً أن نتنياهو ينفذ اجنداته من تخريب وتشويه وانتهاكات على أيدي عصابات الصهاينة ما يمثل تحدياً واستفزازاً صارخاً لمشاعر أكثر من مليار ونصف ينتشرون في جميع أنحاء العالم من المسلمين .

أن خطوة ابن غفير تعد مقدمة لقياس رد فعل الفلسطينيين، على ما هو أكثر خطورة في المستقبل القريب، وقبل بدء مناقشة العدل الدولية بالذهاب العملي في تنفيذ إجراءات ضم أرض الضفة والقدس، وتطبيق قوانين الاحتلال عليها، وهو ما يمثل نقطة ارتكاز رئيسية للمشهد القادم والتي عليها سيكون معيارا لرسم خرائط المنطقة ليس جغرافيا فحسب بل وسياسيا، خصوصاً في إعادة تقسيم الضفة والقدس إلى محميات تحت الحكم الصهيوني.

هذا الاقتحام وكافة الاقتحامات لن تغير حقيقة كون المسجد الأقصى وقفا إسلاميا، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وبالنظر إلى المخاطر التي تُحدق بالمسجد الأقصى في ظل إصرار حكومة نتنياهو المتطرفة على تنفيذ تهديداتها ضد المقدسات، فإن الخيارات أمام الفلسطينيين دفاعًا عن المسجد الأقصى عديدة ، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تهديدات بن غفير، وأن محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني داخل المسجد الأقصى يعني عمليًّا تفجير مواجهات كبيرة .
والله المستعان








طباعة
  • المشاهدات: 2629
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم