07-01-2023 11:24 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
ولد بن "غفير" في الخامس من ايار 1976 في أحد أحياء مدينة القدس لأبوين من يهود العراق،وبدأ "بن غفير" في سن مبكر نشاطه في حركة " كاخ " اليهودية المُتطرفة التي أسسها الحاخام "مائير كاهانا" .
كان بن غفير أحد مُساعدي القيادي في الحركة "نوعم فريدمان "في مستوطنة " كريات أربع" المقامة وسط الخليل، "وبن غفير "من المُعجين "بباروخ غولدشتاين "الذي قتل 29 مصليا فلسطينيا في المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994.
وحركة " كاخ " اليمينية المُتطرفة هي التنظيم السياسي الإسرائيلي الوحيد الذي تم تصنيفه في قائمة المنظمات الإرهابية في إسرائيل والولايات المُتحدة وتم حظرها، وكانت عنصرية الحركة وتطرفها لا يحتملان حتى من قبل حزب "الليكود "حيث كان نواب الحزب يخرجون من الكنيست عندما كان يتحدث" كاهانا" الذي اغتاله مصري عام 1990 في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة.
وتُعد قضية الدين والدولة هي القضية المركزية المُعقدة في إسرائيل لأسباب عديدة يتمثل بعضها في تمسك بعض القوى والاحزاب الدينية بامور قد تكون مصيرية بالنسبة لإسرائيل كدولة ، ونظراً لعدم وجود فصل دستوري بين الاثنين، فإن المسائل الدينية هي سياسية ، وغالباً ما تكون محُددة في المجال السياسي وتطال حتى تغيير ما يتعلق بالتوقيت الشتوي والصيفي ،والذي يعتبر من المواضويع التي قد تؤدي الى معارك سياسية احيانناً نتيجة للمصالح الدينية في بداية أو نهاية السبت، ناهيك عن إن إمكانية فتح الشركات وأماكن العمل في اليوم الذي يحُدده الدين اليهودي كيوم للراحة هو مصدر دائم للنزاع السياسي إلى الحد الذي أدى إلى إسقاط بعض الحكومات.
والمسألة الهامة الأخرى التي تخضع للسيطرة الدينية هي الزواج والطلاق، حيث لا يوجد زواج مدني في إسرائيل، وجميع المسائل المتعلقة بالزواج والطلاق (تحددها المحاكم الدينية المعنية (اليهودية، الإسلامية، المسيحية)، وبالنسبة لليهود، هذه المحاكم يحكمها تيار اليهود الأرثوذكس ،ومع ذلك هناك بعض الذين يدعون إلى إستخدام القانون الديني اليهودي حتى في المحاكم المدنية، وغالباً ما يتنافس هؤلاء المدافعون على السلطة السياسية فيما يتعلق بهذا الامر، وهنا يكمن العيب الرئيسي في النظام السياسي ، كون هناك عدد من الأحزاب الدينية الصغيرة في إسرائيل، والتي تختلف في تكوينها، وبعضها: مثل" شاس"، الذي يمُثل مصالح اليهود السفارديم "الشرق أوسطيين"، والذي يستند إلى أساس عرقي وديني، ومع ذلك، ونظراً للنظام الإنتخابي للتمثيل النسبي والحكومات الإئتلافية، فإن هذه الأحزاب تتمتع بسلطة تتجاوز بكثير الحد المسموح لها جراء إسباغ ما تقوم به بصبغة دينية .
وتلعب فتاوي الحاخامات دوراً في التأثير على سير الإنتخابات البرلمانية ، بالإضافة إلى تشكيل الإئتلاف الحكومي وتوجهات الأحزاب السياسية ، وقد تأكد ذلك في العام (2014) ، حيث كان ذلك من خلال الحاخام اهارون يهودا للأحزاب الحريديه بعد الإنضمام لحكومة نتنياهو ،بعد إن إنسحب حزب " يوجد مُستقبل " وحزب ( الحركه ) ، منها الأمر الذي أدى إلى حل البرلمان والتوجه إلى إنتخابات جديده وذلك كونه الحل الوحيد لازمة حكومة "نتنياهو" .
ويسيطر هولاء على العديد من الأحزاب مثل حزب "شاس" ، "والبيت اليهودي" الذين يسخدمون أصواتهم لتغيير وفرض القوانيين داخل الكنيست ، وذلك حسب ما يرغب به الحاخامات ، فيما يعمل المتدينون على إستقطاب الجنرلات الذين يتقاعدون من المؤسسات العسكرية من إتباع التيار الديني وضمهم إلى القوائم الإنتخابية من أجل ان يكونوا في مواقع صنع القرار السياسي .
وبعد حظر حركة " كاخ "واصل بن غفير أنشطته المُتطرفة والعنصرية ضد الفلسطينيين، وقد وجهت له تُهم عدة تمثات بالقيام بأعمال عنف ضد الفلسطينيين والتحريض ضدهم ثماني مرات، ومن بينها تهم إثارة الكراهية العنصرية ودعم منظمات إرهابية.
وبن غفير اليميني المُتطرف يعود اليوم ليتولى وزارة الأمن الداخلي بصلاحيات موسعة ، وهذا تأكيد على أهمية الدين في اسرائيل ودوره في التشكيل السياسي لاسرائيل ، بعد ان جاء بن غفير ليتولى أهم وزارة حيث العلاقة الوطيدة ما بين الدين وبن غفير الذي سيكون دينيا في كل تحركاته وما سيتبع من تأثير كبير على سلوكياته في الاماكن المقدسة وسيكون له صلاحيات كبيرة من حيت تحقي قعامل الامن المرتبط بالدين وهذه الصلاحيات سوف تنذر بشرر ، ونار حامية الوطيس لن تخبو الا بعد ان تأخذ في طريقها الكثير ، وسيكون عام 2023 عاماً دمويا ًما بين بن غفير وبين الفلسطينيين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-01-2023 11:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |