08-01-2023 12:07 PM
سرايا - هاشم المناصير - أكد السفير الاردني السابق في فلسطين زياد المجالي أن قيام وزير الدفاع الوطني الاسرائيلي إيمتار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى جاء للتأكيد على توجهاته السياسية والثقافية، وتنفيذا للوعود التي قطعها لناخبيه.
وقال المجالي في حديثه لـ "سرايا" اليوم الأحد إنه كان من المتوقع قيام بن غفير بهذا الاقتحام نظرا للأفكار الدينية التي يمثلها، متساءلا في ذات الوقت عن أسباب قبول رئيس الحكومة الاسرائلية بنيامين نتياهو لمثل هذه التصرفات، بالرغم من الاشارات القادمة من الولايات المتحدة والدول الغربية بضرورة الحفاظ على الوضع القائم دون تغيير.
وبين أن بن غفير أراد الإثبات لناخبيه أنه عند وعده لهم، دون اكتراثه ونتنياهو للمخاطر التي ستنجم عن هذا الاقتحام، مضيفا :"كان على على بن غفير أن يقرأ التاريخ جيدا قبل القيام بمثل هذا التصرف، عندما اجتاح شارون المسجد الأقصى وكان السبب في اندلاع الانتفاضة".
وأوضح أن الوضع في الوقت الحالي أكثر حساسية ويمكن أن يؤدي الى أحداث لا يتمنى الجانب الاسرائيلي حدوثها، كما حصل في العام قبل الماضي بعد اقتحام الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى، حيث اندلعت عدة مسيرات في مختلف المناطق الفلسطينية وفي الداخل المحتل.
ولفت الى أن ردود الفعل العالمية بين يدي نتنياهو، وخصوصا من الدول التي تعتبرها اسرائيل حليفة لها، داعيا الى انتظار طريقة تعامل رئيس الحكومة الاسرائيلية مع هذه الردود.
ونوه الى أنه كان على حكومة نتنياهو معرفة أن الموقف الاردني المتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات، بات مدعوما من مختلف القوى السياسية، متوقعا أن يقوم الجانب الاسرائيلي بتقييم ردود الفعل العالمية، ومن ثم يقرر هل سيستمر في تعسفه أم لا.
واستغرب المجالي من أن نتنياهو غاب عن ذهنه بأن تصرفات بن غفير تعد انتهاكا لمعاهدة السلام في مادتها التاسعة والتي تشير الى أن "اسرائيل تحترم الدور الاردني الهاشمي في الوصاية على المقدسات"، مؤكدا أنه كان يجب احترام المعاهدة القانونية والموثقة من قبل الأمم المتحدة وبشهادة من أمريكا.
ولفت الى أن الأردن بقيادة الملك وبسبب سياسته المعتدلة له رصيد كبير لدى مختلف الدول العالمية وخصوصا لدى الولايات المتحدة، والتي لها موقف واضح بخصوص الوصاية الهاشمية حسب ما قال المجالي لسرايا.
وأوضح أن الوصاية الهاشمية انتهكت بسبب تصرف بن غفير، لافتا الى ان التواصل بين الخارجية الاردنية ونظيرتها الأمريكية كان دليلا على ضرورة تنبيه الولايات المتحدة لمخاطر تصرفات وزير الامن القومي الاسرائيلي، مطالبا بموقف أكثر صلابة من الولايات المتحدة.
وشدد على ضرورة التحشيد من قبل الدول العربية بداية ومن ثم الدول الاسلامية والدول الصديقة من مختلف أنحاء العالم للوقوف بوجه تصرفات الحكومة الاسرائيلية.
وتوقع المجالي في حديثه لسرايا استمرار التواصل الاردني مع الجانب الامريكي على اعلى درجة، للحد من اشتعال فتيل الأزمة في الضفة الغربية، خصوصا أن وقوع أي حرب في هذه المنطقة له تبعات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين.
ونوه الى أنه آن الاوان للتعامل مع الشلل الذي أصاب عملية السلام منذ فترة طويلة بفعل سياسيات اليمين الاسرائيلي، وسياسات الحزب الجمهوري الأمريكي السابقة، من خلال الدعوة للقاء تستضيفه واشنطن للأطراف المعنية لبداية حوار جاد لإعادة عملية سلام حقيقية تجنب المنطقة ويلات اشتعال حروب غير محسوبة النتائج.