سرايا - نحج الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، في خطف لقب أغنى رجل بالعالم بنهاية عام 2022، بعد خسارة الأمريكي إيلون ماسك أكثر من نصف ثروته.

منذ تصدره قائمة أغنى الأثرياء في العالم، وفق مؤشر بلومبرج للأثرياء، واصل برنارد أرنو توسيع الفارق مع ماسك، الذي تعرض لخسارة قياسية في 2022 تُقدر بنحو 200 مليار دولار، فمن هو أغنى رجل في العالم وكيف جميع هذه الثروة التي وضعته على عرش الأثرياء؟

أرنو البالغ من العمر (73 عاما) هو الرئيس التنفيذي لمجموعة Louis Vuitton للسلع الفاخرة، وتقدر ثروته بنحو 175 مليار دولار وفقا لفوربس.

وتواجد أرنو بشكل أساسي وشبه دائم بالقرب من قمة تصنيفات أغنى الأشخاص في العالم على مدار سنوات، حتى نجح في تخطي مؤسس أمازون جيف بيزوس في عام 2021.

سيرة برنارد أرنو
أرنو هو أحد أبناء أقطاب البناء في فرنسا، وتولى شركة والده في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتحول الملياردير الفرنسي إلى مجالي المنسوجات والبيع بالتجزئة.

وفي عام 1985، بدأ أرنو بناء ما يعرف الآن بمجموعة LVMH بالحصول على 15 مليون دولار من شركته العائلية من أجل شراء Christian Dior من ملاكها المفلسين.

لا يزال برنارد أرنو يحتفظ بحصة 97.5% في دار الأزياء الفرنسية الشهيرة.

وعلى مدار العقود الثلاثة اللاحقة، تمكن أرنو من توسيع إمبراطوريته للسلع الفاخرة عبر المساعدة في دمج Louis Vuitton مع شركة Moët Hennessy والاستحواذ على حصة مسيطرة في الشركة القابضة الناتجة عن ذلك الدمج والمعروفة بـ LVMH.

وحاليا، يسيطر الملياردير الفرنسي على حوالي نصف LVMH والتي لديها قيمة سوقية بحوالي 390 مليار دولار، محققة مبيعات بقيمة 60 مليار دولار على مدار أول 9 أشهر من 2022.

ولا يزال أرنو ملتزما حتى الآن بالتحقق بشكل متكرر من الأداء الخاص بالعلامات التجارية التابعة لـ LVMH ومنافسيها، وسط تقارير تفيد بأنه يزور 25 موقعًا يوميًا. ولا يخفي رجل العمال الفرنسي اعتزازه بأنه يحافظ على العلامات التجارية والمصممين الأكثر شهرة في فرنسا.

خسارة ماسك
جاء صعود الملياردير الفرنسي برنارد أرنو لقمة أثرياء العالم، بعد الخسارة السريعة والقياسية للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، والتي تلت قيامه ببيع الكثير من أسهم تسلا والاستحواذ على منصة "تويتر" الشهيرة في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ووسط اضطراب الأسواق العالمية، ظلت ثروة أرنو مستقرة إلى نحو كبير على مدار الأشهر الماضية، إذ أن الغالبية العظمى من ثروته مرتبطة بحصته في LVMH، ومنذ عام 2020 نما سعر سهم الشركة بنحو 65%.

وفي المقابل نمت ثروة رجل الأعمال الفرنسي بعشرات المليارات من الدولارات خلال الفترة ذاتها. وبحسب تقديرات فوربس، نمت ثروة أرنو بأكثر من الضعف إلى 150 مليار دولار العام الماضي، ارتفاعاً من 75 مليار دولار في 2020 وسط زيادة الطلب على السلع الفاخرة بعد تراجع في فترة جائحة كورونا.

قصة أرنو مع وارن بافت وستيف جوبز
صرح أرنو بأن "حكيم أوماها" هو أكبر مصدر إلهام له، إذ قال في تصريحات سابقة إن بافت هو أكثر شخص يكن له إعجاب في عالم الأعمال، مشددا على أن لديه أفكارا رائعة ويلتزم بها.

ويشتهر مؤسس Berkshire Hathaway بسياسة الشراء والاحتفاظ لفترة طويلة مع مراقبة الأسواق عن كثب بشكل يومي، وبالمثل وصف أرنو الصبر بأنه صفة أساسية في عالم الأعمال.

لكن يبدو أنه لم يتبع خطى بافت بشكل كامل، إذ تبرع الثاني بـ 45 مليار دولار من ثروته لجمعيات خيرية منذ عام 2006، كما تعهد بالتبرع بحوالي نصف ثروته قبل وفاته.

ولم يقدم أرنو تلك الوعود على الأقل بشكل علني، وتعد أكثر أعماله الخيرية شهرة في عام 2019 عندما تبرعت أسرته بمبلغ 226 مليون دولار للمساعدة في ترميم كاتدرائية نوتردام دو باري الشهيرة التي تعرضت لحريق مدمر في العام ذاته.

وبافيت ليس هو رجل الأعمال الأمريكي الوحيد الذي تأثر به أرنو، إذ أعرب رئيس LVMH عن تقديره لستيف جوبز المؤسس الراحل لشركة "أبل"، ويبدو أن هذا التقدير كان متبادلاً بين الطرفين، حيث صرح أرنو من قبل بأن جوبز تواصل معه طلبا للنصيحة بشأن افتتاح متجر للبيع بالتجزئة لـ"أبل".

(العين)