09-01-2023 08:30 AM
بقلم : نيفين عبدالهادي
لا نبالغ إذا ما قلنا أنها المرة الأولى بتاريخ القضية الفلسطينية التي يقف العالم بها انتصارا للحق الفلسطيني، ورفض إجراءات الاحتلال الاسرائيلي تحديدا فيما يخص الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى الشريف، والكنائس في مدينة القدس، ففي اجماع عالمي يعدّ سابقة سياسية برفض اقتحام الوزير الاسرائيلي بن غفير للمسجد الأقصى قبل أيام بحسم على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
حملت جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة التي عقدت بطلب أردني فلسطيني مشترك وعبر المندوب العربي في المجلس دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك الصين، حملت استثنائية الصفة والمضمون، نتيجة لزيادة الاعتداءات الاسرائيلية على الأقصى الشريف وزيادة عدد الاقتحامات والاستفزازات الممارسة ضد الفلسطينيين والمقدسيين على وجه الخصوص، فكانت الجلسة بحجم التحديات وبحجم الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية والمعاناة غير المنتهية من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين.
الجلسة التي جاءت بطلب أردني فلسطيني مشترك، وموافقة إماراتية، خصصت لمناقشة انتهاك الاحتلال الاسرائيلي للوضع القائم في القدس المحتلة، فيما جاء الطلب عقب اقتحام وزير الأمن الداخلي للاحتلال، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى يوم لثلاثاء الماضي، ليقف العالم بوجه الاحتلال الإسرائيلي صفّا واحدا، رافضا لكل أشكال انتهاكاته التي يصرّ على ممارستها على مدار أيام السنة دون توقف ودون احترام لأيّ من القوانين والتشريعات الدولية، ودون مراعاة لقدسية أي مكان أو مناسبة، يصرّ على جعل فلسطين والفلسطينيين في حالة بحث عن الحياة.
تضمنت الجلسة رفضا من كافة دول العالم وقلقا من الممارسات الاسرائيلية، لينتصر العالم بحرفيّة المعنى لفلسطين وللقدس، ويرفض بدوله كافة كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم يومية بحق الشعب الفلسطيني والمقدسي تحديدا، وتصل لأكثر تفاصيل الحياة حُرمة وقدسية سواء كانوا أحياء أو أمواتا، فحربها ضدهم لا ضوابط لها ولا موانع ولا محرّمات، ليقول العالم كلمته بحق شعب يحتاج اليوم لمن يساند نضاله ولو بكلمة.
بطلب أردني فلسطيني مشترك، وقف العالم مع فلسطين والقدس المحتلة، ووقف العالم ليقول كلمته بصوت واحد ونفس واحد بأهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وأن لا شرعية لأي جهة سوى للأردن بحماية وصون هذه المقدسات، كما أن من حقه الدفاع عنها وحمايتها، وبقائها مدينة السلام عربيا وعالميا، فكان أن أقرّ العالم بإجماع على أهمية الوصاية الهاشمية وشرعيتها العملية في حماية المقدسات لتبقى اسرائيل تحمل صبغة المحتل وعليها التعامل مع القدس والمقدسات على هذا الأساس، وليس لها أي شرعية بالمدينة المحتلة ولا بالمقدسات، فهذا هو العالم يقول كلمته وبالاجماع أن لا وصاية في القدس سوى الهاشمية.
بالإجماع، ودون أي مساحات ضبابية أو جدل يأخذ القضايا بعيدا عن جوهرها، بالإجماع يقول العالم كلمته، ويُجمع على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وهي سبب بقائها حتى اللحظة مقدسات اسلامية ومسيحية والسبب في استمرار النضال الفلسطيني وصمود المقدسيين أمام محتل لا يضع حدّا لانتهاكاته ولا يحترم الحياة بأكثر مفاصلها أهمية في مقدساتها، ولا يحترم الأموات في أكثر مفاصل واقع حساسية قبورهم، حسمها العالم وبالإجماع أهمية الوصاية الهاشمية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-01-2023 08:30 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |