حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 939

‏لماذا تبقى أزماتنا مفتوحة؟

‏لماذا تبقى أزماتنا مفتوحة؟

‏لماذا تبقى أزماتنا مفتوحة؟

09-01-2023 08:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حسين الرواشدة
لماذا يصرّ البعض على إبقاء أزماتنا مفتوحة ؟ لا يوجد لدي أي إجابة مقنعة، ما أسمعه من كثير من المسؤولين في إدارات الدولة يصب في نقطة واحدة لا غير، وهي أن لدينا أزمة اقتصادية لا نملك حلولا عاجلة لها، ويجب أن نتكيف معها، فيما لا احد يعترف أن أزماتنا المتراكمة أعمق و أبعد من ذلك، وأن حلها ممكن وسهل، كما أن إنكارنا لها غير مفهوم، وتأجيل النظر فيها مكلف جدا .

خذ، مثلا، أزمة معان، منذ أكثر من 30 سنة وما تزال الأزمة مفتوحة، لا أريد أن استعرض ما حدث طيلة هذه الفترة، وما صدر من دراسات رسمية وغير رسمية حول تشخيص المشكلة، وأسبابها وحلولها، الأكيد أنها وضعت في الأدراج، أريد أن أشير، فقط، إلى نقطة واحدة، وهي أن «إضراب الشاحنات» ووسائل النقل انتهى، وكان يفترض ان نسدل عليه الستار، ونطوي الصفحة، خاصة بعد أن صدمنا دم الشهداء، لكن ما جرى كان عكس ذلك تماما، لم تهدأ معان، ولم نتعلم، للأسف، من الدرس .

خذ، مثلا آخر، أزمة المعلمين التي مضى عليها عامان ونصف تماما، القضاء حسم المسألة، لكن الادارة (السياسية أن شئت) ما تزال عاجزة، أو مترددة عن حلها، معقول يبقى نحو 70 معلما، تم احالتهم للاستيداع، أو التقاعد المبكر، أو أوقفوا عن العمل معلّقين بلا عودة لعملهم، وأن يبقى أولادهم بلا رواتب، لا أتحدث عن الحقوق النقابية أو السياسية، وإنما الإنسانية فقط، مع أن حل الأزمة لا يحتاج لأكثر من توقيع على كتاب صدر فعلا من مجلس الوزراء، وظل حبيسا في مكاتب وزارة التربية .

خذ، مثلا ثالثا، لدينا مجموعة من الشباب الذين أخطأوا، ربما، في التعبير عن حبهم وحرصهم على بلدهم، هؤلاء أراد البعض أن يستخدمهم كأزمة، فتم توقيفهم بأوامر إدارية، ليس من أجل اعادتهم إلى جادة الصواب الوطني، وإنما لمعاقبتهم فقط .

يا سادة : لنا تجربة فريدة مع شباب جنحوا للتطرف، والتكفير بإسم الدين، ذهبنا إليهم في السجون لمراجعتهم و محاورتهم، ونجحنا في عقلنتهم، فعادوا إلى مجتمعهم صالحين، هذه تجربه لم يكتب عنها أحد، مع أنها أفضل ما أفرزت مؤسستنا في السنوات الاخيرة، أليس من الممكن،بل الواجب، أن نكررها مع شبابنا الذين تطرفوا، ربما، باسم الوطنية، نحاورهم ونتواصل معهم، ونقنعهم، ونعيدهم إلى أحضان أسرهم، وبلدهم، بقانون السماحة والمحبة، لا بالمناكفة والمكاسرة.

يقولون : هذا العام 2023 سيكون الأثقل والأصعب اقتصاديا على الأردنيين، إذن أليس من واجبهم أن يفعلوا كل ما بوسعهم لنزع فتيل أي أزمة أو احتقان أو غضب، حتى يساعدوا الناس على التحمل والصبر ؟ يقولون أيضا : هذا العام سيكون مفصليا في التحدي الأخطر مع الكيان المحتل، أليس، أيضا، من واجبنا جميعا أن نستعد ونقوّي جبهتنا الداخلية لتكون قادرة على مواجهة أي عدوان ؟

إن «كبسة» زر سياسية واحدة، حازمة وصادقة، يمكن ان نضغط عليها لإغلاق أزماتنا المفتوحة، أو بعضها على الاقل، كفيلة بإحياء همة الأردنيين، وإعادة العافية لمجتمعنا المنهك من الضربات والأزمات، كما أنها تكفي لاستعادة ثقة الناس بمؤسساتهم، وببعضهم بعضا، الأردن يستحق أن نفعل من أجله كل ما نستطيع، والأردنيون قادرون على رد التحية لدولتهم ووطنهم، بمثلها، أو بأحسن منها أيضا . فهل من مجيب؟








طباعة
  • المشاهدات: 939
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-01-2023 08:29 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم