09-01-2023 08:33 AM
سرايا - بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخرا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، يكون الأردن قد جدد حراكه السياسي والدبلوماسي الدولي والإقليمي والعربي لمواجهة التبعات الخطيرة لاقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اتمار بن غفير المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف.
وضمن هذا الحراك؛ بحث رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي خلال اتصالات مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة، التطورات الخطيرة في مدينة القدس المحتلة، إثر إقدام وزير في الحكومة الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف الثلاثاء الماضي تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتضم اللجنة دول الإمارات العربية والجزائر، والسعودية، وفلسطين، وقطر، ومصر، والمغرب، والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وأكد الصفدي لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي ضرورة تكاتف الجهود للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها والحؤول دون التصعيد الحتمي الذي سيتفاقم إن استمرت خروقات إسرائيل له.
وفي هذا الصدد، يرى الوزير الأسبق مجحم الخريشا، أن ما تحتاجه المنطقة حاليا هو جهد حقيقي لإيجاد أفق سياسي للصراع على أساس حل الدولتين، وليس المزيد من الخطوات الاستفزازية التصعيدية التي تحاول فرض الأجندات المتطرفة وتهدد بتفجير دوامات جديدة من العنف.
وأكد الخريشا أهمية مركزية الدور الأميركي القيادي في جهود وقف الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وفي تكريس التهدئة ووضع العملية السلمية على مسار يقود لتحقيق السلام العادل والشامل.
ودعا إلى ضرورة البناء والعمل على الموقف الواضح الذي أعلنته الإدارة الأميركية بضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات والوصاية الهاشمية عليها، والمؤكد على ضرورة وقف الخطوات الأحادية التي تدفع نحو التأزيم وتقوض حل الدولتين.
وأضاف: “تتسارع الجهود الأردنية لمواجهة تبعات اقتحام الوزير الإسرائيلي، حيث يقود جلاله الملك عبدالله الثاني شخصيا جهدا دبلوماسيا وسياسيا في كل الاتجاهات للتعامل مع تبعات الاقتحام، والتواصل مع عواصم القرار العالمي، عبر لغة واضحة رافضة لهذا التصرف الخطير وتداعياته، بصفته غير قانوني ويتناقض مع الشرعية الدولية”.
من جهته، يقول المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، قال إن اقتحام الوزير الإسرائيلي، يطرح إعادة النظر بكيفية السياسة التي تنتهجها حكومة نتنياهو الحالية تجاه عملية السلام والحلول المطروحة، وقرارات الشرعية الدولية.
ويضيف الحجاحجة: “يبدو التحليل النفسي والاجتماعي والثقافي لشخصية نتنياهو واضحا، فخطه الأيديولوجي يشير إلى أن لا دولة فلسطينية غربي النهر، وتبلور هذا، في البرنامج السياسي لحزب الليكود والأحزاب الدينية المتحالفة معه”.
ولفت إلى أن ازدياد المناداة بإنشاء الدولة الوطنية الفلسطينية، دفع نتنياهو للشروع بخطوات فعلية لإجهاض هذه الفكرة، بداية من تشكيله لحكومة يمينية متطرفة، وثانيا من خلال اقدام وزير الأمن القومي المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم الشريف.
وأضاف: “لكن هذا لا يعني ان الأمر انتهى، فالمعركة ما تزال مستمرة وهناك خيارات أمام حكومة نتنياهو لنسف حل الدولتين وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك”.
ويقول إن الأيام الماضية شهدت جهدا اردنيا كبيرا باتجاه الأوروبيين ومؤسسات صنع القرار الاميركي، من اجل العمل فوراً على إيقاف مثل هذه الخطوات الاستفزازية من خلال خطوات فعالة من شأنها إلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على وقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وعدم الإقدام على أي خطوات استفزازية في القدس الشريف من شأنها المساس بمشاعر ملايين المسلمين حول العالم وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جهته، يرى السفير السابق سمير مصاروة، ان العلاقات الأردنية الإسرائيلية تذهب نحو الأزمة والتصعيد، في ظل ما تحدثه التطورات والتصريحات الإسرائيلية بشأن مخططات اقتحام الوزير بن غفير للمسجد الأقصى.
كما يرى مصاروة ان العلاقة بين الأردن وإسرائيل تواجه تحديات متواصلة يتمثل آخرها باقتحام الوزير بن غفير للمسجد الاقصى/ الحرم الشريف، وسبقها إعلان اسرائيل نيتها ضمّ أراضي في الضفة الغربية المحتلة، اضافة لتوترات حول الأراضي الأردنية المستعادة في الباقورة جنوب بحيرة طبرية وفي منطقة الغمر في وادي عربة.
وعلى صعيد الجبهة الداخلية، يقول مصاروة، ان نتنياهو يسعى بقوة لاثبات انه الزعيم الأقوى والأحرص على أحلام الإسرائيليين، لهذا يخوض حروبا في غزة وسورية والعراق، ومناطق ربما أبعد من ذلك.
وتابع: “لذلك، من المؤكد أن إسرائيل ذاهبة باتجاه إكمال مشروعها، بعدما أفشلت خيار حل الدولتين، والتهرب من استحقاقات السلام، لتعيد تشكيل المعادلة ككل، وتغيير قواعد اللعبة، مع عدم خسارة العالم، وحتى ممن لهم مصالح في عملية السلام”.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-01-2023 08:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |