حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 44747

تخيّل أن تدخل مكاناً كل العاملين فيه مصابون بـ”الزهايمر” .. مطعم “الوجبات الخطأ في اليابان”

تخيّل أن تدخل مكاناً كل العاملين فيه مصابون بـ”الزهايمر” .. مطعم “الوجبات الخطأ في اليابان”

تخيّل أن تدخل مكاناً كل العاملين فيه مصابون بـ”الزهايمر” ..  مطعم “الوجبات الخطأ في اليابان”

10-01-2023 08:41 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يعرف الشعب الياباني باسم مجتمع الشيخوخة، إذ من المتوقع أن يصيب الخرف واحداً من كل خمسة أشخاص بحلول سنة 2025، حسب الموقع الرسمي لمكتب الشؤون العامة بمجلس الوزراء، واستجابةً لهذا الوضع تسلِّط بعض المبادرات الضوء على المصابين بالزهايمر ومحاولة إدماجهم في المجتمع.

في يومي 16 و18 من سبتمبر/أيلول من كل سنة يقوم مطعم الطلبات الخطأ "Restaurant of Mistaken Orders" بتوظيف المصابين بهذا المرض، ففي حال زرت المطعم خلال هذه الفترة فقد تحصل على طلبك، كما قد تحصل على طلبية أخرى.

للتنويه بمرضى الزهايمر في يومهم العالمي
يقع مطعم "الوجبات الخطأ" في منطقة تويوسو في العاصمة اليابانية طوكيو، ويعتبر أول مطعم في العالم يسلط الضوء على قضية دمج الأشخاص الذين يعانون من مرض دماغي يؤثر على أسلوب الحياة، مثل الزهايمر، بسوق العمل.

يعمل في هذا المطعم 17 نادلاً ونادلة مصابين بالخرف، لمدة يومين في العام، بهدف التوعية بالمرض. بدأت الفكرة سنة 2017 بمبادرة من "شيرو أوجينو"، وهو مدير تلفزيون هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني.

قد تبدو التجربة للوهلة الأولى غريبة بعض الشيء أو مجنونة، إذ لا يمكن أن تحصل على طلبك بشكل صحيح إلا في حالات نادرة، فحسب الصفحة الرسمية للمطعم باللغة الإنجليزية تأتي عبارة "جميع موظفينا أشخاص يعانون من الخرف. قد تحصلون على طلبكم بشكل صحيح وقد لا تحصلون عليه".

يقع المطعم بجانب منزل جماعي يعيش به الأشخاص المصابون بالزهايمر، حسب موقع الحكومة اليابانية. الفكرة جاءت لتغيير نظرة المجتمع عن هذه الفئة، خاصة الصورة السلبية للمرض مثل "النسيان جذرياً والعيش بلا هدف".

في الواقع بإمكان هذه الفئة أن تقوم بالعديد من الأشياء من بينها الطهي والغسيل والتنظيف، إلى جانب الذهاب إلى السوق وغيرها من الأمور اليومية.

مطعم الوجبات الخطأ "مطعم الضحك الذي لا ينتهي"
اشتهر المطعم باسم "مطعم الضحك الذي لا ينتهي"، لكن في البداية يقول صاحب الفكرة عبر الصفحة الرسمية للحكومة اليابانية إنه كان قلقاً بشأن بعض الانتقادات المحتمل حدوثها، مثل أن يتهمه البعض بأنه يعامل مرضى الزهايمر "مثل أشخاص للعرض أو للكرنفال!"، لكن في الواقع، عندما يرى الضيوف ابتسامات الموظفين المصابين بالزهايمر، والفرح الذي يحفز عملهم، يشعر البعض بروح الشجاعة، والبعض الآخر يبكي.

تمكّن المطعم من استبدال الصورة السلبية لمرضى الزهايمر بصورة إيجابية وممتعة، يشتغل بالمطعم أشخاص في منتصف العمر، والبعض منهم تجاوز سن 100 عام، لكن حسب موقع "openculture" وصل عدد الطلبات الخاطئة في المطعم إلى 37%، لكنّ 99% من العملاء كانوا سعداء بالتجربة.

قال أوجينو صاحب الفكرة، للموقع سابق الذكر، إنّ التغيير الذي يمكن أن يطرأ لن يأتي من عند المصابين، بل من المجتمع، مضيفاً أنّه من خلال "تنمية التسامح، يمكن حل أي شيء تقريباً"، وأنه يريد أن يروّج لليابان التي تزرع بيئة دافئة ومريحة، لذلك سيعود الناس إلى ديارهم بابتسامات بعد هذه التجربة، وتوهُّج في قلوبهم".

موظفون مصابون والعلاقة مع الزبائن
حسب الحكومة اليابانية فالمطعم هو بالفعل مكان تحدث فيه الأخطاء، إذ يمكن أن تنسى إحدى المصابات بالزهايمر أنها خلال العمل، وتجلس مع أحد الزبائن وتبدأ في الحديث معه، كما قد تقوم بتقديم أكواب من القهوة بداخلها "قشّ"، فيما تقوم أخرى بإحضار مطحنة فلفل كبيرة حتى لو لم يكن الطلب بحاجة إليها.

في المطعم يمكن أن يتدخل الجميع على الطاولة نفسها للمساعدة، ويصرخون قائلين: "لقد فعلنا ذلك!"، وينضم الجميع إلى الضحك.

لكنّ المهمّ، وفق صاحب الفكرة، أنّ المطعم لا يتعلق بما إذا كانت الطلبات قد نفِّذت بشكل غير صحيح أم لا، فالأهمّ هو التفاعل مع الأشخاص المصابين بالزهايمر. كما أن المطعم يعتمد على طهاة محترفين لإعداد وتسجيل طلباتهم مسبقاً.

يصيب الدماغ وخلاياه "الزهايمر"
مرض الزهايمر هو خلل دماغي سُمي باسم الطبيب الألماني "ألوسي ألزهايمر"؛ الذي كان أول من وصف المرض عام 1906م، واستطاع بعده العلماء في القرن الماضي أن يتوصلوا إلى كثير من الحقائق المهمة حول المرض.

الزهايمر هو مرض دماغي متطور يدمر خلايا المخ، ما يؤدي إلى مشكلات في الذاكرة والتفكير والسلوك، ويؤثر بشدة في عمل وحياة الشخص المصاب ونمط حياته الاجتماعي، فيتدهور وضع المريض المصاب بمرور الوقت، وغالباً يؤدي إلى الوفاة.

يصنف مرض الزهايمر اليوم على أنه السبب الرئيسي السادس للوفاة عالميّاً، لا يوجد علاج نهائي لمرض الزهايمر حالياً، ولكن يتم علاج الأعراض ودعم المرضى المصابين لجعل حياتهم أفضل، ومساعدتهم في التعايش مع المرض.









طباعة
  • المشاهدات: 44747

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم