بقلم : أ.د. يحيا سلامه خريسات
يالها من حكمة بالغة في حفظ المسافات منعا للحسافة وتجنبا للندم يوم لاينفع الندم.

حفظ المسافات في التعامل البشري فن يجهله الكثيرون ويطبقه القله الباقية، وفي تطبيقه حفظ للأعصاب ومنع للندم وقدرة على إعادة ضبط المسافة في الوقت المناسب وقبل حدوث التصادم.

التعامل البشري بحاجة لدروس وخبرات سواء كانت متعلمة أو مكتسبة، فلا يجوز أن يطلق الإنسان لنفسه العنان، فالكلام الموجز مع التحليل يعتبر الخطوة الأولى في التعارف البشري، فلا بد من الحديث بتروق وحسب مقتضى الحاجة، فلا يجوز تفريغ مالديك في أول لقاء. ويمنع وضع جميع ماتملك من بيض في سلة واحدة. يجب أن يكون كل لقاء جديد للطرف الآخر ولا بد من التجديد في الطرح وهذا يمنحك القوة ويمكن لك زمام المبادرة والأفضلية في التحكم في الموقف.

الندم بحد ذاته نقطة ضعف يجب تلاشيها قبل وقوعها، بالسيطرة على الحواس والتحكم بعضلة اللسان، ناهيك عن ضرورة الحفاظ على مسافة الأمان في تعاملك مع الآخرين لأن نقصان تلك المسافة يؤدي إلى الصدام وزيادتها يؤدي إلى الجفاء والغلظة، فكل شيء له ضوابط يمنع الإفراط أو النقصان بها، وبذلك نحافظ على صحة علاقاتنا مع الآخرين ونتحكم بها حسب مقتضيات الواقع، فالحبيب قد يصبح في لمحة بصر عدوا، والعدو قد يصبح صديقا، وما بين هذا وذلك مسافة يجب المحافظة عليها وشعرة يستوجب ديمومتها.