11-01-2023 10:22 AM
سرايا - لست طفل صغير يسهل نقله ولا تعاني من أعراض النسيان فما الذي يحدث؟.. أن تجد نفسك في مكان آخر على الرغم من أن كل ما تدركه هو انك ذهبت للنوم وبعد لحظات من السكون على السرير غصت في نوم عميق ليصبح آخر ما تتذكره هي تلك اللحظات التي ودعت فيها يوم طويل على أمل الاستيقاظ في صباح اخر افضل.
ولكن فجأة تفتح عينيك تجد نفسك أنك في مكان آخر أو غرفة أخرى واقفا وسط أكوام من الزجاج المكسور حولك وعلى بعد ثواني من إصابة نفسك ليس كابوس في منامك فأنت ترى وتتحدث مع الجميع وسط دهشة عدم استيعاب الأمر فما الذي حدث وكيف تحركت إلى هنا؟
ذلك هو السؤال الذي وجهته " جينا واين، 42 عام" إلى نفسها في كل مرة استيقظت فيها في مكان مختلف عن مكان نومها منذ أن كان عمرها 8 سنوات وسط تأكيدات أن آخر ما تتذكره أنها في غرفة نومها وعلى سريرها لتكتشف إحدى حقائقها المفزعة أنها تسير أثناء النوم.
أدركت جيما واين أنها تسير اثناء نومها وهي في الثامنة من عمرها عندما فزعت الأسرة لرؤيتها في الحمام محاطة بالزجاج المكسور دون أن تدرك سبب ذهابها إلى الحمام ومحاولة تسلقها الرفوف الزجاجية الموجودة بداخله لتكون أولى مواقفها الخطرة التي تحدث في سيرها أثناء النوم.
واعتقدت خلال طفولتها أن أحلامها هي من تسيطر عليها فكانت في وسط حلم التسلق عندما استيقظت وسط الزجاج لتتوالى بعدها المواقف الأكثر خطورة فما بين الاستيقاظ في غرف أخرى غير غرفتها والتوجه إلى المطبخ لإعداد وجبات الطعام قامت جيما بمواقف وهي في عمرها الـ 12 بخطف أخيها الصغير أو هكذا اعتقدت الاسرة وفقا لموقع " مترو".
حيث توجهت جيما إلى غرفة أخيها الصغير وحملته إلى الدور الأسفل مكان غرفة المعيشة واحتضنته ليغوصوا في نوم عميق ولكن في لحظة اطمئنان الأم عن طفلها الصغير لم تجده في غرفته وتملكها لحظتها الفزع وبدأت رحلة البحث عنه وفي طريقة هي الأقرب لبحث الهارب من ملجأ بدأت الأم البحث عن طفلها الصغير حول المنزل وفي الغرف.
حتى أن عثرت عليه في غرفة المعيشة تحتضنه جيما في غاية الاستمتاع بأوقات النوم العميق وعندما أيقظتها أمها لم يكن لديها أي فكرة أنها أخرجت أخيها من سريره أو نزلت في الطابق السفلي لتعيش وسط مئات الاسئلة التي تحمل طابع " ماذا لو" ماذا لو أسقطته وهي تحمله أو سقطت من على الدرج أو لم تتوجه به إلى غرفة المعيشة أو حتى عرضته لخطر الاقتراب من النافذة؟
ووسط كل هذه الأسئلة التي زادت رعبها من عدم إدراكها لما يحدث أثناء نومها فكرت جيما في وضع حلول مؤقته تجعلها تستيقظ أثناء سيرها فوضعت العاب وأشياء على باب غرفة نومها على أمل أن توقظها في أوقات عدم إدراكها وبالفعل أخذت هذه الظاهرة تقل بالتدريج حتى وصلت إلى عمر الـ 19 عام حينما استيقظت من النوم وهي تقف بجانب نافذة غرفة نومها.
ومع طفولتها التائهة وسط أحداث لا تتذكرها وأفعال لا تدركها واسئلة ليس لها إجابة بحثت جيما عن اسرار السير أثناء النوم وعلى الرغم من أنه لا يزال حتى الآن من غير الواضح سبب المشي أثناء النوم في المقام الأول إلا أن ما هو مؤكد أن السير أثناء النوم يحدث خلال المرحلة الثالثة من دورة النوم الأكثر عمقا وأن الأشخاص الذين كانوا يسيرون أثناء النوم هم أكثر عرضة لإنجاب الأطفال الذين يسيرون أثناء النوم أيضا.
وفي حين أن غالبية من يمشون أثناء النوم يبدأون في سن الـ 5 سنوات تقريبا ويتوقفون عندما يصلون إلى سن البلوغ إلا أنه يظل أكثر شيوعا عند الأطفال وأكثر خطورة عند البلوغ حيث يزيد السير أثناء النوم لدى البالغين من خطر تعرضهم للحرمان من النوم وتوقف التنفس أثناء النوم والتوتر.
ورغم اختلاف النتائج إلا أن الأعراض واحدة لمن يسيروا أثناء النوم فهم نائمون ولكن اعيونهم مفتوحة أشبه بالزجاج الساكن ولا يدركون ما يحدث بداية من التحرك من السرير وحتى تفاصيل قيامهم بالعديد من المواقف فقد يرتدون ملابسهم أو يعيدون ترتيب الأثاث أو يعدون وجبة وقد يتعرضون للإصابة جراء ما يقومون به بدون إدراك لتكون النهاية الاستيقاظ بفضل أحد أفراد الأسرة وسط نسيان لكل ما حدث.
ولأن هذه المشكلة لم يتم التوصل لها إلى حل حتى الآن فالوقاية هي الافضل بإجراء عدد من الاحتياطات حيث ينصح السائرين أثناء النوم بإغلاق النوافذ والأبواب الخارجية وعدم وضع الأطفال الذين يمشون أثناء النوم في سرير مرتفع بطابقين.