12-01-2023 11:03 PM
بقلم : الدكتور محمد عبد الستار جرادات
تحدثنا في مقالاتنا السابقة عن ماهية وصول مؤشر الدولار الأمريكي إلى ذروته عند المستويات القريبة من 114.86 في أواخر شهر أيلول العام الماضي، (ووصفنا الموقف على سبيل السخرية في عدة لقاءات رسمية بأنه:"وكما عرفنا أيلول دوما ذيله مبلول، سيكون للدولار الأمريكي هبوط حاد يدوم لسنين، كما حدث في السنوات قبيل الإنهيار المالي العالمي للعام 2008")، حيث بدأ مؤشر الدولار في الهبوط من الشهر الأول لعام 2002، ودام في الهبوط حتى الشهر الثامن من عام 2008، خسر ما يقارب 41.28% من قيمته خلال المدة. وبالفعل، بدأ مؤشر الدولار بالهبوط في أواخر أيلول عام 2022. الجديد بالذكر، أن المؤشر انخفض بنفس المعدل تقريبا خلال ذات المدة (أربعة أشهر)، بما يعادل 11%! كما يوضحه الشكل أدناه.
في الجهة المقابلة وبعد صدور البيانات الأمريكية لمؤشرات أسعار المستهلكين (CPI + Core CPI) الشهرية والسنوية، التي انخفضت حسب التوقعات تماما؛ -0.1% للشهري، 6.5% للسنوي، و 0.3% للأساسي (Core). إرتفعت المؤشرات Standard & Poor ، و Dow Jones، وعملاق التقنيات NASDAQ الذي أنعش بدوره سوق العملات المشفرة، وانخفض مؤشر الدولار بمعدل 0.8% كردة فعل أولية للأسواق، بسبب توقعات الأسواق أن تكون سياسة الفيدرالي النقدية أقل تشديدا في المستقبل. فهل سيختار الفيدرالي محاولة الحفاظ على الدولار ويستمر في رفع الفائدة، أم سيستسلم لطلب الأسواق وكبرى الشركات؟. من ناحية أخرى، يستمر الذهب في الصعود للأسبوع السادس على التوالي متجاوزا مناطق 1900$ للأونصة، الذي نتوقع أيضا أن يتجاوز مستويات 3000$ بحلول نهاية عامنا الحالي، بسبب استمرار هبوط الدولار، وميل البنوك المركزية إلى زيادة إحتياطياتها من الذهب في الآونة الأخيرة، وعلى رأسهم البنك المركزي الصيني، وبالتالي زيادة الطلب على المعدن الأصفر. ناهيك عن حركة الأسواق وتفضيلات المستثمرين.
يتبقى سؤال يطرح نفسه، ماذا سيكون البديل للعملة الخضراء؟
حفظ الله الأردن تحت ظل الرعاية الهاشمية الحكيمة من كل مكروه.