15-01-2023 11:07 AM
بقلم : د. أميرة يوسف
بدأت إسرائيل ترسم طريق نهايتها باتجاه الجحيم، لقد بدأت انتفاضة الغضب في الأعوام التي سبقت دخول الرئيس النتن في تسعينيات القرن الماضي، وها هو يزرع متطرفين في الحكومة بدوافع تشكيل الحكومة الحالية وعلى حساب مستقبل المنطقة، وما يتجاهله عن علم هو أن الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، وقد أعتاد سيء الذكر بن غفير على انتهاك حرمة الأقصى وانتهاك حرمة الحرم القدسي، فكيف يتوانى وهو عضو في الحكومة عن تحميلها مسؤولية انتهاكه الحالي باسمها، ويذكر في السياق انتهاك شارون وما تمخض عنه من انتفاضة فلسطينية عارمة كانت ستأتي على الأخضر واليابس في دولة الاحتلال، وما سيتمخض عن انتهاكات بن غفير سيكون مختلفا إذ أن المرابطين لن يألوا جهدا في طرد بن غفير وكل المستوطنين، وهذا يدعمه موقف الشعب الفلسطيني بوقفتهم داخل الضفة الغربية وداخل حدود فلسطين التاريخية، فالتحدي الذي يمارسه الاحتلال ضد حل الدولتين والوصاية الهاشمية على المقدسات، وهذا الإحراج الذي يمارسه العدو الصهيوني يأتي من مواقف الشرفاء في الوطن العربي والعالم تجاه صفقة القرن التي كانت من نتاج ترامب نتنياهو واللذان فشلا في تحقيق رؤاهما.
إن زراعة الكراهية منتج صهيوني في المنطقة، ولن يأل العالم جهدا في اقتفاء أثر الذين يصنعون هذه البشاعة بدوافع الدين والقومية البغيضة، لذلك كان تصريح نتنياهو خلال الانتخابات برفض الدولة القومية كاذبا ومزعوما، وهي كذبة نتنة تأتي تحت سقف البراجماتية التي اشتهر بها نتنياهو على مدار ما يزيد عن 25 سنة ومنذ اعتلائه السلطة في دولة الكيان، وقد كانت هذه السياسة تأتي لتكريس التطرف بمشاركة سيء الذكر بن غفير الذي كان الأسبق إلى الأقصى لزرع الاستقطاب الديني والسياسي، وهذا لن يتأتى والشجعان هناك حول الأقصى وفي كل مكان في العالم يرفضون هذا الاستبداد والعنجهية.
وإنه على كل الذين فتحوا أيديهم دون أية جدوى لهذا المغتصب الغاصب أن يتحملوا مسؤولياتهم خصوصا من قدم منهم خدمات مجانية وبما لم يأت بفائدة على الشعب الفلسطيني ومستقبله، بل وزاد من عنجهيته وقسوته على أشقائه في فلسطين، فهو عدو أثبت مرارا أنه لا يفهم الحوار ولا لغة العقل، وكانت حكومتنا قد أحسنت صنعا وهي تستدعي السفير الصهيوني غير المرحب به في عمان، ما سيعمل لاحقا على تكوين موقف دولي يؤيد الموقف الأردني ويشد من أزر وصاية الهاشميين على القدس والمقدسات، موقف يحكمه صوت العقل في المنطقة والمتمثل بموقف الأردن الذي لن يتعامل مع هذه الحكومة المتطرفة على حساب دم الشهداء وحقوق الأهل، وكذلك موقف مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجموعة العربية التي أدانت بشدة موقف حكومة هذا الكيان الكريه، حتى وإن كانت المواقف العربية قد قصرت إزاء ما يحدث هناك، ويجعل الموقف الفلسطيني منفردا وشجاعا.
وبسبر عمق الأحداث فإن هذا الكيان بدأ يرسم نهايته بوجود هؤلاء الأغبياء في مفاصل الدولة الصهيونية، ولعل هذا ما سيسرع في نهاية الكيان الصهيوني كدولة، وسيكتب التاريخ لبن غفير وزبانيته أنهم هم من عملوا على نهاية دولة الاحتلال، وسيكون متاحا لشعبنا الفلسطيني أن يكون المخلص للأقصى والمقدسات، وأن يكون الشعب البطل الذي زرع الفضيلة بينما يزرع المحتلون القبح والرذيلة، وزرع إرغام المحتل على البحث عن وسائل أخرى غير التي بدأها بن غفير وفريقه في الحكومة الصهيونية، وبينما المحتلون المستوطنون يزرعون الفوضى ويستنبتون الموت بالدم يزرع شعبنا البطل الحياة.
إن التاريخ وفي نظرية ابن خلدون وغيره قد ذكرنا أن نهاية الدول تأتي على أيدي قادتها وشعوبها، وها هو الكيان الصهيوني يزرع قيادات تخلق الدمار لشعوبها والويل لأبنائها، فلا يوجد في العالم دولة يكون الشعب فيها مستوطنين ومحتلين، ويكون الشعب فيها قطعان من القتلة والمارقين، وإن ما يسرع نهايتهم هم هؤلاء القطعان الذين سيجعلون شعبنا العربي والمسلم يتوحد لأجل استعادة زمام القيادة والأرض.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-01-2023 11:07 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |