16-01-2023 08:19 AM
بقلم : نيفين عبدالهادي
العدالة في السماء، حقيقة لا يختلف عليها اثنان، لكن هذا لا يعني أن يعمّ الظلم بصورة علنية وواضحة ومستمرة دون توقّف على بقعة من هذه المعمورة، وعلى مرأى ومسمع العالم، دون تحريك ساكن صمت دول كثيرة تدعي العدالة وتطالب فيها عند ضياع أبسط حقوقها.
هي فلسطين، التي تزداد وتيرة الظلم على أراضيها من قبل الاحتلال الإسرائيلي دون توقّف، أو مراعاة لأي من حقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية، وكأنّ فلسطين خارج تغطية هذه الحقوق، وبعيدة عن كلّ ما تنادي به كثير من الدول لضرورة تطبيق القوانين التي من شأنها الحدّ من الظلم إن لم يكن منعه.
في فلسطين كل ساعة وكل يوم وكل شهر، في فلسطين حياة كاملة مزدحمة بأشكال الظلم، ظلم تسلب به إسرائيل حقوقا للشعب الفلسطيني لم تحدث بتاريخ البشرية، تسلبهم حقهم في الصلاة، في العبادة، في العمل في الحرية، حتى في مقابر آمنة، تسلب الحياة من حياتهم، وللأسف رغم كل ما نسمعه يوميا من مطالبات دولية بحق دول وشعوب مختلفة، لم نسمع من دول كثيرة أي مطالبات تخص الفلسطينيين، تاركين إسرائيل تمارس أكثر أنواع الانتهاكات والعدوان بشاعة دون أي ردات فعل.
فلسطين، والأردن، وحدهما في ميدان النضال، وبطبيعة الحال، من الصعب أن تقوى الدولتان على المواجهة وحدهما، سيما وأن المعركة مع الاحتلال الوحيد المتبقي في العالم، ويملك أكثر أنواع الأسلحة فتكا وإجراما، ناهيك عن أسلحتة المعنوية والاقتصادية والنفسية والسياسية، هو محتلّ لا يرى سوى هدف واحد في حياته أن تبقى فلسطين وطنا له ولشعبه، ما يدفعه لارتكاب أبشع الأدوات الحربية لتحقيق هدفه ومُراده.
أمس بكت مدينة جنين ثلاثة من شبابها، استشهدوا برصاص الاحتلال الاسرائيلي، ليلحقوا بـ (12) شهيدا قدمتهم محافظة جنين منذ بداية العام الحالي، أي بأقل من شهر، وما هذا إلا ازدياد بالحقد والظلم الإسرائيلي، فبعد ما أقدمت عليه في مدينة القدس المحتلة الأسبوع الماضي، تتبعه في جنين، ليرتقي ثلاثة شهداء من أبنائها فجر أمس، هي حرب تشنّها إسرائيل على شعب أعزل، حرب تسعى من خلالها لطمس الهوية العربية في فلسطين والقدس، تنفّذ وصفات من الظلم لم تعرفها البشرية، جاعلة من السلام من معجزات هذا الزمن .
عز الدين حمامرة (24 عاما) أمجد خليلية (23 عاما) يزن الجعبري (19 عاما)، لستم مجرّد أرقام، ولستم مجرد أسماء، فأنتم شهداء تزينون تاريخ المرحلة، وتضعون بصمات فلسطين في كلّ بقعة من ترابها، تؤكدون وبأرواحكم التي رخصت لوطنكم، تؤكدون أن فلسطين باقية، مهما حاول الاحتلال تغيير هذه الحقيقة، لستم أسماء، إنما أنتم عمالقة تجعلون من فلسطين حرّة أبية، وتنزعون العدل لوطنكم، ولأبنائه، فأنتم من تمضون في درب لا تجرؤ إسرائيل بكل أسلحتها الاقتراب منه، درب الشجاعة وقوّة الإيمان والإصرار أن فلسطين باقية، تسطّرون كباقي شهداء فلسطين وشهداء الأردن ممن قدّموا أرواحهم فداء لفلسطين، تسطّرون سطورا من مجد وحرية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-01-2023 08:19 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |