16-01-2023 02:54 PM
بقلم : الدكتورة ردينة بطارسة
ما زال صدى صوتك يتردد في زوايا البيت
بيتك ومملكتك في سوف الحبيبة .
مرت عشر سنوات على غياب الجسد
ولكن روحك الطاهرة ما زالت تسكن في كل ركن بنيته وكل شجرة رويتها .
والدي الحبيب ....أتحدث معك الآن وكلي يقين بأنك ما زلت تسمع حرقة دمعي .وأنين وجع القلب المشتاق .
عشر سنوات ..مرت بسرعة .. كسكين ساخن يقطع أوصالنا ...بسرعة فائقة ...حيث أنني أعيش لحظة فراقك وكأنها اللحظة .
لم يكن تاريخ ١٦/١/٢٠١٣..تاريخ حزين فقط كتب فيه نعي رجل من رجالات الوطن .. ولا هو يوم لصرف الويلات والحسرات لكل من عرفك أو عمل معك أو سمع عنك وعن رجولتك وطيبتك وشهامتك وأصالتك ..بل كان يوما فاصلا في تاريخ ابناءك واهلك واحبابك ...أبو هيثم ...ذلك الأسد الذي جعل من وادي قطيط في سوف ملتقى للأحباب .
ذلك المحارب ..القائد العسكري الشجاع ...من زرع فينا حب العسكرية ...وأنا شخصيا ..ذهبت الى كلية الدفاع الوطني
حبا بتلك العسكرية التي وعينا على عشقك لها ..وأصبحنا ضباطا معك في الجيش العربي الباسل .
ومثلي ذهب اخوتي ...هيثم ..أبو سند ..ومكرم أبو ..هيثم .
حتى تلك المرابطه على وعدك لعشرات السنين ...صخرة البيت ..أمي ..كانت معك في كل تفاصيل حياتك .
اليوم ونحن نقلب رزنامة الوجع والألم العاشرة على فقدانك
ما زالت رائحتك تعبق في بيوتنا ...حتى تلك التي لم تعرفك جسدا ...عرفتك روحا .
اليوم يا حبيبي ....نعود صغارا ...نستقبلك على الباب ...
نطير فرحا ونحن نلبس بوريتك ....يسري فينا الحماس كلما سمعنا صوتك ...الحنون الصلب في حين .
والدي .....يابه
غبت جسدا ولكنك لم تغب لحظة عن عقولنا وقلوبنا .
مع الأبرار والقديسين يا غالي .
عند العلي القدير استودعناك .قبل سنين عشر طويلة وقاسية في بعدك .
في ذكرى فقدانك العاشرة ...نصلي لله أن يحفظ أمي ويمدها ربي بالصحة والعافية .
وأن يجعل محبتك في قلب أحفادك كما هي محفورة في قلوبنا .
رحمك الله .
في الذكرى العاشرة لوفاة والدي فواز بطارسة /أبو هيثم
رحمه الله .
ابنتك المشتاقة دوما ....ردينة .