18-01-2023 12:14 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
تُمثل السلطة الدينية واحدة من أهم موجهات العقل العربي وتفكيره، إذ تمارس قوة مباشرة وغير مباشرة في تحريك بوصلته وتوجيه دفته متواطئة بذلك مع ما تشكله بعض الأنظمة والتي تسخرها لتكريس استبدادها وتوطيد أركان حكمها واستمرارها في مواصلة رحلتها التي تقصد منها تمرير بعض المفاهيم .
ان النظر إلى المُمارسات التي ترتكبها بعض الساطات الدينية في حق كل شخص يُفكِّر، أو يحاول أن يأتي بجديد، حيثُ ما إن يختصُّ هذا الشخص بالتفكير والنقد في مسألةٍ مُعَيَّنة، حتَّى يظهر الباطن الكهنوتي للخطاب الأصولي الإسلامي، في صورة شبه احتكاريَّة للحق المُطلق، وبطريقة ردعيَّة وتضييقيَّة على العقل وينقلب الوضع رأسًا على عقب فوق رأس كل مُفكِّر حقيقي ومُثقف حُر، وربما لا نجد مُجتمعًا من المجتمعات الدينيَّة إلَّا ونرى تواطؤًا بَيِّناً بَيْنَ السُلطة الدينيَّة والسياسيَّة فيه، لمجاراة المصالح بينهما، وُمضاعفة جذوة الاستبداد والقهر والتجهيل للمُجتمع بأكمله، حتَّى يكون استبدادًا مُحكَم الطريقة من شَتَّى النواحي، وبذلك يكون التناقض بين الإنكار النظري والإقرار الفعلي للمبدأ الكهنوتي في الذهنيَّة الإسلاميَّة، والواقع العربي.
ان بعض السلطات الدينية تسيطر على العقل العربي وتصادر طرائق تفكيره وتوجهه، وكذلك العقل العربي يتأثر بالخطاب العاطفي تأثراً كبيراً، سواء أكان هذا الخطاب مسموعاً أو مكتوباً، فقد عرف العربي منذ القديم بشعره الغزلي وقصائد الحب الجياشة والتي عوض بها عن خشونة حياته، بالإضافة لما تعرض له العربي على مدى عصور من كوارث وحروب وويلات، والتي جعلته يجنح إلى العاطفة ليعوض القسوة التي تداهم حياته، وهذا ما يدعوه الى القيام بعمليات ارهابية فردية قد تنال من بعض الافراد والجماعات وقد تنتقل الى بعض الافراد جراء ما يحدث من اضرار أو نيل من الارواح والمُمتلكات، لذلك فالشعوب العربية أكثر الشعوب عاطفة، ، وان استثارة العاطفة بدل الفكر يتعلق بما يلعبه الخطاب العاطفي في تعطيل التحليل المنطقي للعقل، وبالتالي الحس النقدي للأشخاص، كما أنّ استعمال المفردات العاطفية تصل بسهولة إلى العقل الباطن وتتحكم به.
ويلعب الخطاب الدني العاطفي دوراً هاماً وبارزاً في تأجيج الشعور العاطفي لدى الافراد خاصة المهوسين منهم ببعض الفتاوي الدنية وبعض الخطابات التي تدعو الى الانظمام لبعض الجماعات التي تحارب من أجل الدين باي وسيلة كانت ، فضلا عن بعض الخطابات التي لا ترقى إلى التنوير بالحجة والداحضة والبرهان المنير مما يجعل البعض من الافراد ينضوي تحت بعض تلك الخطابات ويجدها حضننا دافئاً له تجعلة يتحرك نحو التفكير في الانتقام من خلال القيام ببعض العمليات التي قد تنال من الامن والاستقرار والممتلكات ، وتضر بالمصالح العام اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ، وفي نهاية المطاف يعلم هذا الفرد او ما يسمى" بالذئب المُنفرد" ان ما قم به ما هو الا انجرار خلف افكار معشعة ، وفتاوي لا تصلح دينياً ، أو افكار قد كانت مُجرد الحث على الحماس الغير مُبرر ولا قينة ولا فائدة منه .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-01-2023 12:14 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |