18-01-2023 12:51 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
اليد والذراع الضاربة للنظام العالمي " امريكا " هي الملفتة في هذه الايام وهي اكثر دهشة من دهشة كل المراقبين الخبراء منهم والمتفرجين " أمثالي " من عدم قدرة حسم روسيا للمعركة التي هي من بطولتها الى هذه الايام التي تقترب من اتمامها العام الاول منذ انطلاقها .
ما جاء على لسان وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين
في الاسبوع الماضي من تحذيرات بعدم القدرة على سداد الدين ومطالبتها برفع سقف الحد الاعلى للدين بعد وصول امريكا الى الحد القانوني الأقصى للدين المسموح به وهو ٣١.٤ تريليون دولار هو أمر في غاية الغرابة ، وهذا بحاجه الى محلل ليس اقتصادي او مالي بل يحتاج الى تحليل ما وراء المال والاقتصاد والسياسية ،
بكل بساطة تستطيع امريكا " وكما جرت العادة " ان تطبع ترليونات من الدولارات دون الاعلان عن رفع سقف او بناء جدار ، فهي تستطيع ذلك وليس عليها حسيب او رقيب .
هذه إشارات وتحذيرات ربما تكون صادمة للشعب الامريكي الذي لم يعتاد سماع هذه النغمة - النشاز - بالنسبة له ، فهم يعلمون ان الاقتصاد العالمي هو الاكثر تأثراً بقرارات يتخذها البنك الفيدرالي الامريكي مع عدم الاغفال ان الشعب الامريكي يتأثر ببعض هذه القرارات التي تستطيع الحكومة الامريكية معالجتها بطرق مختلفه ، ولكن يبقى السؤال ما المقصود بمثل هذه التحذيرات ومن المقصود!!!
هذه الحرب الدائرة الان والتي هي اشبه بطاحونة يتم القامها بصورة متدرجة دولة دوله ابتدأت بطحن اوكرانيا امام مرئي ومسمع الجيران الاوروبيين الذين سيقولون المثل العربي الذي لم يعد حصريا للعرب لا محالة " أُكلتُ يوم أُكلَ الثور الأبيض "ولذلك نرى ارباكاً حقيقياً رغم كل التعتيم والتكتيم نراه في المانيا التي هي زعيمة اوروبا الان ولو بشكل " مؤقت " وبدى المشهد الأوروبي الان ينحى بصورة دراماتيكية منحاً آخر .
مجريات الاحداث تُنذر بانفلات الامور وخروجها عن السيطرة حتى ولو كان الإعداد لها بصورة محكمة إلا أن التداعيات تبدو اكبر اتساعاً واعمق مما كان يُراد ،
التخوف الذي نسمعه الان على السنة رؤساء أوربيين سواء كانوا رؤساء دول صغيرة بحجم لاتفيا او ما نراه نارٌ تحت رماد الدول العظمى منها هو تخوف مُبرر لأن المشهد الان بات واقعاً وحقيقة يجب مواجهتها او الاعتراف بها صراحة وهي ان قرص النار آخذٌ بالاتساع ولن ينجو منه احد .
لم يعد الامر خافياً على الشعب الاوروبي باكمله فقد تأكد لهم انهم اصبحوا الان قرابين تقدمهم امريكا إرضاءً لِمن اتخذها وصيّاً على العالم ومكنها من فعل ما تريد بلا اعتراض عليها او تهديد ،
ان قول روسيا الان علناً وبلا مواربة انها تحارب دول الناتو كاملاً يعني دخول اوروبا رسمياً هذه الحرب الدائرة طواعية او بالإكراه .
امريكا برغم إمكاناتها وقوتها المفرطة لم تكن يوماً إمبراطورية ولن تكون ، نعم هي القوة الضاربة لا شك في ذلك ولكن ما يطفو على السطح الان من سياسات واقوال وتوجهات على لسان رئيسها وآخر هذه التصريحات ما قاله عن حماية امريكا لليابان ولو باستخدام السلاح النووي ، وخروج الصين عن البروتوكولات المعهودة بينها وبين امريكا في علاقاتها مع افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط بصورة معلنة وبعلاقات ومعاهدات وعقود غير مسبوقه إنما هي إشارات لا يمكن تجاوزها .
هل ما يشهده العالم اليوم هو بداية انفلات العالم من قبضة النظام العالمي التي تقوده الدولة العالمية العميقة!! الجواب ما سَتَلِدُه الايام القليلة القادمة .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-01-2023 12:51 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |