19-01-2023 08:28 AM
بقلم : د. هبة أبو عيادة
الأسرة هي الموئل الأول والمؤثر الأقوى في اكتشاف موهبة الأطفال واحتضانها وتنميتها والإيمان بها ودعمها وتعزيز بروز عقلية متميزة ومنتجة وتجذير قيم ومعتقدات هادفة ذات مغزى، وتشجع النمو المعرفي والاجتماعي والنفسي والعاطفي للطفل الموهوب مما يؤثر على جودة ونوعية الفرص التعليمية وازدهارها. وخصائص الأسرة: تماسكها وتراحمها ومحبتها تنعكس بشكل مباشر على الفرد وأدائه إيجابًا وسلبًا فتصقل شخصيته وتنمي مواهبه وتدعم إنجازاته وتعزز ثقته بنفسه من خلال تخصيص وقت للأسرة وتحقيق توازن وتقارب أسري واهتمام ايجابي بجميع الأبناء دو? تفرقة أو تمييز وتواصل باحترام وحوار بناء ونقاش فعال يتيح للطفل إبداء رأيه وطرح أفكاره واكتشاف مواهبه وتنميتها ودعمها دون تمييز بين الأبناء أو الاستخفاف بأي فكرة، فالأسرة هي المدرسة التي يتعلم فيها الفرد تقبل نفسه والثقة بقدراته وقبول الآخرين وتقديرهم والشعور بالرضا والأمان والتقدير والانتماء وتأكد كلما كنت أقرب لأبنائك ستكون أقدر على اكتشاف مواهبهم.
الموهبة تعني الكفاءة أو المهارة أو القدرة على أداء عمل أو وظيفة معينة وفقًا لمعجم الإدارة، وتشير إلى تحديد مجموعة من مهارات أو قدرات وغرسها واستخدامها والاحتفاظ بها. وفي مقالي هذا أطرح التساؤل عن دور الأباء والأمهات في تنمية مواهب الأبناء والسعي الجاد لاستثمار نقاط القوة لدى الأبناء وتوجيهها، وفيما يلي بعض الأفكار لدعم مواهب الأبناء: خصص وقتًا أساسيًا لأسرتك إن توفير مستوى معيشي مناسب لابنك يحتاج ساعات عمل طويلة وجهد كبير فما من مهرب من ضنك الحياة ولكن تأكد أن التربية ليست مجرد أكل وشرب بل إن غذاء الروح وا?عطف والحب والحنان ووجودك بقرب أسرتك يعني الكثير، و يمنحهم الكثير من المناعة ضد احباطات الحياة و اخفاقاتها خصص وقتًا محددًا في برنامجك اليومي للجلوس مع أسرتك والاهتمام بهم وسؤالهم عن يومهم وحافظ على طقوس خاصة لأسرتك. اكتشف موهبة ابنك، وادعمه وشجعه وحفزه ووفر له كل ما يحتاجه واجعله يؤمن بأنه متميز وموهوب ومبدع من خلال تعزيز وتحفيز والأخذ بيده من خلال إشراكه في مراكز خاصة لتنمية الموهبة التي يمتلكها والتعاون أيضا مع مدرسته لاحتضان هذه الموهبة في المسابقات والأندية واتخاذ خطوات لمساعدته لتطوير الموهبة وتنميتها?واستثمار كل الموارد المتاحة والخبرات والتكنولوجيا والمعارف لتنمية الموهبة وتشجيعه للاستفادة من أصحاب الخبرة والاختصاص في المراكز والأندية والأنشطة والمسابقات لتنمية الموهبة بكل السبل المتاحة.
ختامًا قيل إن جيش المرء عائلته وخط دفاعه الأول والحضن الدافئ الآمن والكتف الثابت الذي لا يمل ولا يميل، خُلقنا لخلافة الأرض، فكُن أنت صاحب الخطوة الأولى و الداعم والحاضن والمربي، كن أنت الأب الحاني والقائد والموجه والمحفز: فهذا ما تعنيه نعمة الأبوة، فلولا أبي لما خطت أناملي هذا المقال.