حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1835

«زين المها» .. مسرحية فرجوية تحمل قيم البادية

«زين المها» .. مسرحية فرجوية تحمل قيم البادية

«زين المها» ..  مسرحية فرجوية تحمل قيم البادية

19-01-2023 08:42 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - فاز العرض المسرحي الأردني «زين المها» بجائزة التميّز في مهرجان جنوب سينا الدولي، الذي انطلق مؤخرًا بشرم الشيخ بحضور عربي ومصري، وحول الفوز قال مخرج المسرحيّة وكاتب النصّ الفنان علي الشوابكة، إنّ المشاركة بالنسبة لفريق العمل كانت ثريةً في منطقة ساحرة للمهرجان الذي توزّع بين شرم الشيخ ومنطقة دهب، ومع أنّ الدعوة كانت متأخرةً إلا أنّ فريقه لبّى الدعوة وكان مُحددًا بعشر أشخاص فقط، استطاعوا أن يكوّنوا مجموعة جديدة عن المجموعة التي قدّمت العرض الأول في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي عام 2019، مع غياب بعض الأشخاص، والتعويض من خلال بروفات متواصلة على العرض البدوي الفرجوي في منطقة مكشوفة.

وقال الشوابكة إنّ التحدي أيضًا كان في الدعم المالي، لكنّ تكاتف الشباب وتقديمهم الجيد لأنفسهم في ظلّ دعم بسيط لا يكاد يكفي للرحلة البحرية والبرية إلى جنوب سيناء وعدم وجود الأدوات الكافية، هو ما أسهم بنجاح العمل، اعتمادًا على تغيير الرؤية الإخراجية للعرض.

وأكّد الشوابكة أنّ الهوية الأردنية البدوية كانت فكرة العمل الأساسية في مهرجان مصري شاركت فيه عروض من ليبيا والجزائر وسيناء بأعمال مسرحية بدوية، متحدثًا عن قصّة «زين المها» كعمل يعتمد على حكاية حقيقية قبل مئتي عام تقريبًا، أحبّ أن يقدّمها على المسرح الصحراوي في الشارقة ولاقت نجاحًا كبيرًا وإشادةً نقدية، بل شكّلت نموذجًا لأعمال شبيهة في دول عربية.

وقال إنّه حاول تقديم تكنيك خاص في الكتابة لفضاء صحراوي يختلف عن الكتابة للمسرحية العادية، بحكم خبرته في الكتابة للإذاعة والتلفزيون والمسرح، موائمًا بين الأساليب الثلاثة ودمجها لتقديم نص حقيقي ومتخيّل، موضّحًا أنّه مشهد واحد يرد على الألسنة، وما تبقى هو متخيّل في الأسماء والقبائل والأشخاص والأحداث، إذ ينقل الحدث الرئيسي قصة حب بين زين المها والبطل المسرحي «بطيحان» الذي قام بدوره طارق الشوابكة، وشخصية أخرى قام بأدائها معتز أبو الغنم في النسخة الأولى في المسرح الصحراوي بالشارقة، بينما قام بإداء الدور في هذا المهرجان الفنان أنس القرالة الإعلامي والمذيع في إذاعة العقبة.

وتحدث الشوابكة عن قيمة العمل، في اهتمامه بالمرأة وتعظيم قيمها كنموذج إيجابي مقابل الصراع الذي تمثله المراة الحاقدة لإشعال الصراع بين الأخوة ورحيل الأخ «راكان» من ديرة الشيخ وهدان، فبرز مشهد الرحيل ومشهد الاعتداء على القبيلة والبحث عن الفارس الغائب ومحاولة بطيحان الاعتداء على زوجة راكان، حتى ينتصر الخير في النهاية وتعلو قيم المحبة والصفاء.

عن التقنية الإخراجية، قال الشوابكة إنّه قام بتسجيل «بلي باك» للعمل في استوديوهات خاصة للحوار والأشعار والغناء والسامر وكل التفاصيل الفنية الأخرى، فكان الممثلون يؤدون أدوارهم من خلال حركة الجسد والانسجام التام مع ذلك، وهو أمر قال إنّه بمنتهى الصعوبة في مثل هكذا أعمال، لكنّ فريق المسرحية قاموا بادائه ببراعة شهد لها الجميع.

وقال الشوابكة إنّه اعتمد في بناء السينوغرافيا على استخدام الفضاء الموجود في النسخة الأولى، مع أنّ النسخة الثانية كانت مختلفة، في أنّ البيئة الصحراوية كانت مفتوحة في الشارقة، فاستثمر فيها التلال والجبال والليل والخيم الموجودة والقبائل وكثيرًا من معطيات البادية كالخيل والجمال والغنم ما شكّل ثراءً للمشهد المسرحي، وفي مهرجان جنوب سيناء في جبل الطويلات، راعى الشوابكة أنّه لم يجد مكانًا مناسبًا إلا منطقة جبليّة، فاضطر إلى تغيير السينوغرافيا واستخدام أبعاد جديدة وأخرى مختلفة عما كانت عليه في العرض السابق، وهو الاستخدام الذي قُدّم لجمهور جاء من القاهرة وجمهور سيناء أيضًا والجمهور العربي الضيف، فكان تقديم العرض ضمن الإمكانيات المتوفرة وضمن إطار المكان، لكن بخصوصيّة بدوية، مستثمرًا أيضًا فرقة القيروان بجرش، كفرقة مختصة بالمهابيش والربابة، إذ أدت أداءً رائعًا في العمل الذي شاركتهم فيه الممثلة المصرية شروق أحمد بدلًا من إحدى الممثلات الأردنيات لظرف صحي.

اعتمد الشوابكة البساطة من غير تعقيد في طرح شكل المسرحية؛ إذ كانت أدوات البيئة ودلالاتها تحمل الكثير من الوجدانيات في العلاقة بين الأخ وأخية، وعلاقة الزوج الوفية لزوجها، وكذلك فكرة العداوة النبيلة بين الأطراف المتخاصمة، وهو ما لمسه في وجوه الجمهور، بالرغم من اختلاف اللهجة، إذ كانت لهجةً بدويةً خالصة استمتع في فهم سياقها الجمهور.

وقال إنّ لجنة التحكيم كانت ماهرةً في قراءة الأعمال، مثلما أدى الممثلون لوحات التعبير الجسدي بما يناسب الأغاني والحوارات المسجّلة، لافتًا إلى الفنانين المخرج محمد الشوابكة والممثل تيسير البريجي، في أداء كوميدي فرجوي لافت في جلسة الشيخ وهدان، وكذلك الفنان طارق الشوابكة وأنس القرالة والنجمة الأردنية رسمية عبدو، بإداء تماهى مع فكرة العرض ومجرياته، متمنيًا الشفاء للفنان نضال البتيري الذي منعته ظروفه الصحية من المشاركة.

وقال الشوابكة إنّ الجمهور العربي من الجزائر وليبيا والقاهرة أثنوا على العرض وأشادوا باستغلال المساحة والأدوات المتاحة، فقد كونوا فكرة رائعة عن كرم البادية الأردنية وسخاء أهلها، من خلال التواصل البصري وما هو موجود من خيول وسيوف وملابس أردنية عريقة حملت وجدانيات شدّتهم طيلة العرض.

وأشار الشوابكة إلى استخدامه منهج ونظرية البيوميكانيك لمايرهولد في تقديم الممثل في الحركة والمحافظة على الجماليات وعدم الإغراق في تفاصيل وجدانية جاءت وحدها ضمن المشهدية العامة للمسرحية.

وأكّد أنّ العمل ما كان له أن يفوز وينجح لولا الجهد الجماعي، معربًا عن تقديره للمخرج التلفزيوني الدكتور فلاح العموش في عمليات المونتاج والموكساج في النسخة الأولى والتنسيق في إدارة الفريق وحالة الإيثار التي اتصف بها، في إسهامه بالتصوير والإضاءة، كما أشاد الشوابكة بالفنان حسين دغيمات واختيار الموسيقى الملائمة للعرض والغناء المناسب للبيئة الأردنية من السامر والهجيني والشروقي وغيره من الألوان. كما أثنى على الفنان الصاعد محمد اللوزي والشاعر عبدالكريم الشرمان والشاعر أبو فراس العضيبات والشاعر عبدالله الجراح والشاعر صدام الجراح والمصور مراد الجراح، ولكلّ من ساهم في إنجاز هذا العمل.

وأخيرًا، يتطلع الشوابكة وفريقه إلى المشاركة في كلّ المهرجانات العربيّة الشبيهة، معتبرًا البيئة البدوية الأردنيّة أرضًا خصبةً لكلّ الإبداع والثراء والتكامل مع غيرها من البيئات العربية المميزة.








طباعة
  • المشاهدات: 1835

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم