22-01-2023 09:54 AM
سرايا - تحت رعاية رئيس مجلس أمناء جامعة عمان العربية الدكتور عمر مشهور الجازي وحضور رئيس الجامعة، نظمت عمادة شؤون الطلبة في الجامعة ندوة بعنوان (القدس في عيون الهاشميين) وبمشاركة كل من معالي الدكتور عزت جرادات الأمين العام للمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس، وسماحة الدكتور حمدي مراد، والدكتور عبدالله العبادي الأمين العام الأسبق في وزارة الأوقاف، والأستاذ الدكتور محمد الهزايمة العميد الأسبق لكلية بيت الحكمة في جامعة آل البيت.
وعرض رئيس مجلس الأمناء الدكتور الجازي لأهمية انعقاد هذه الندوة والتي دأبت جامعة عمان العربية على تنظيمها كل عام انطلاقاً من رسالتها في إبراز دورها في التفاعل مع القضايا الوطنية وإحساسها بمسؤوليتها المجتمعية تجاهها، وتسليط الضوء على مواقف الهاشميين تجاه مدينة القدس خاصة وفلسطين عامة، حيث أكد على أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في حماية المقدسات وهويتها وطابعها التاريخي.
رئيس الجامعة الدكتور الوديان رحب خلال كلمته بضيوف الجامعة في هذه الندوة، وأشار إلى تواصل رعاية الهاشميين واهتمامهم بالقدس بمراحل تاريخية توارثوها جيلاً بعد جيل، حيث كرّس الهاشميون جهودهم للحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية لارتباطهم تاريخياً بعقد شرعي وأخلاقي متلازماً ذلك مع تبنيهم رسالتهم التي ناضلوا من أجلها وهي حرية الشعوب والحفاظ على كرامة الأمة، وأضاف بأن عناية الهاشميين للمقدسات عبر تاريخهم المشرف الطويل منذ مطلع القرن الماضي حتى يومنا هذا إلى أن آلت ولاية الحكم إلى جلالة الملك عبد الله الثاني الذي سار على نهج الآباء والأجداد بالاهتمام الكبير بالقدس ومقدساتها ومواصلة الوصاية الهاشمية والوقوف في وجه الاحتلال الذي يحاول تغيير معالم المدينة المقدسة وطمس هويتها.
بدوره أشار الأمين العام للمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس الدكتور عزت جرادات إلى أن القدس هي ريحانة البلدان الإسلامية وجوهرتها الثمينة على أرض الله المباركة، حيث أن القدس وحدها جمعت في طابعها العمراني جميع أنماط العمارة الإسلامية، حيث حرص الولاة المسلمون على الإسهام في إضافة طابع عمراني يمثل حقبتهم التاريخية، وبين بأن القدس تتعرض اليوم لأشرس حملة لاغتيالها باحتلال صهيوني بعدوانه الخطير وفق مخطط يهدف إلى التهويد، والاستيطان، والتهجير، والضمّ.
العميد الأسبق لكلية بيت الحكمة الدكتور الهزايمة تطرق إلى تاريخ فلسطين عامة وبيت المقدس خاصة، حيث أنه لا يزال مجالاً خصباً للادعاءات الصهيونية ووسائل دعايتها حيث أن الادعاءات لم تتوقف عند حدود الوطن العربي بل نفذت إلى أعماق العالم الإسلامي وتسلّلت إلى مؤسساته الفكرية، وما يتعلق ببيت المقدس فتاريخ هذا البيت أسفار من الحروب والمآسي المتصلة عبر مسيرة من الزمن، فقد انتقل بدءاً من العهد العربي اليبوسي حتى تاريخنا الحاضر من حكم إلى حكم أكثر من أربعين مرة وكان آخرها الاحتلال العسكري الصهيوني عام 1967، حيث شكلت المدينة نقطة صراع مستمر كونها أرض الشرائع والحضارات الإنسانية.
بدوره بين المفكر الإسلامي سماحة حمدي مراد بأن القدس لها مكانة وأثر في النفوس فهي عنوان السلام العالمي وأهلها صامدون، وأيادي الهاشميين دوماً تمتد لها وتعانقها وتدافع عنها في وجه العنصرية الإسرائيلية التي تعمل على تهويدها، وأضاف بأن القدس في قلوب الشعوب كافة رعاها الهاشميون من عهود النبوة وصولاً إلى جلالة الملك عبدالله الثاني مؤكداً على أن الوصاية لن تخرج عن الهاشميين ، وبأن الموقف العربي والإسلامي لابد أن يدعم هذه الوصاية وأكد على أن الأمة العربية والإسلامية لن تتخلى عن القدس والمقدسات وبأن القدس ربانية وعنايتها إلهية.
ومن خلال عرض صوري تفصيلي للقدس والمقدسات والمسجد الأقصى قدم الدكتور عبدالله العبادي ملخص عن المقدسات في مدينة القدس وتطرّق إلى الوصاية الهاشمية عليها من عهد الشريف الحسين بن علي حتى وقتنا هذا في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، وقال بأن القدس هي زهرة المدائن تُشدّ الرحال إليها وهي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، ومسرى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومعراجه إلى السموات العلى، فقد كانت القدس وما زالت قرّة عين الهاشميين ومهوى افئدتهم وفي قلوب الأردنيين الذين كانوا ومازالوا عوناً لإشقائهم الفلسطينيين وأخوة لهم.