بقلم : علي الشريف
بدكم الصراحة من كثر الصبر اللي صبرته طلع على اجنابي شوك.... ان ملت على اليمين وخزني الشوك وان ملت على الشمال وخزني بالشمال...
كل الاشياء باتت تدعوا الى الانفلات العقلي .... وكلها تدعوا في بعض الاحيان الى الخروج عن المالوف فكلما بذلت جهدا .... لانهي امرا ما ..وضعوا الصبر في طريقي.... حتى امتلا جسدي بشوك الصبر... وكلما اقتربت من نهاية الوصول الى النفق المظلم قالوا لي اصبر ... فاعادوني الى الوراء ... مسافات طويلة....
اليوم قررت ان انهي كل الجدل القائم بيني وبين نفسي ان اقتل هذا الاضطراب الذي بات يجعلني مليئا اشواك..وقفت مع نفسي كثيرا فكرت بكل ما حولي في هذا العالم من كذب وزور ..ونفاق...وادعياء تابطوا الشرف والامانه والحرص عليك وقفت طويلا وفكرت اكثر باقصر الطرق لان اغسل نفسي من زيف كل هؤلاء ومن زيف الايام وحكايات الصبر الطويل.
بعد الاف المنشورات التي قمت بنشرها و جمعتها ومئات الاخبار والمقالات .. التي في بعض الاحيان خزقت السقف المسموح به. وبعد كل المهاترات... صرت اشعر بالاسف على كل حرف كتبته .
وبالندم على كل عباراة ...لانني ونتيجة الشوك وعلى امتداد سنوات اكتشفت انني كنت احاكي المدينة الفاضلة التي لا وجود لها وانني اقتل كل يوم الف مرة ومرة ...
..لذا وبناءا عليه... قررت انا المدعو علي الشريف ان ارفع دعوى قضائية مزدوجه على نفسي الاولى بموجب قانون المطبوعات والنشر واتهم نفسي بنشر معلومات خاطئة ..والثانية حسب قانون الجرائم الالكترونية ..واتهم نفسي بانها كانت تفتري في كل شيء ...وبذلك اضع حدا فاصلا بين حياة ماضية كانت من وحي الخيال لانتقل الى مرحلة جديده مليئة بصبر من نوع جديد...
ساشكي نفسي سادخل نفسي السجن ...فهناك ربما اكتشف حقائق الناس ...واعرف حكاياتهم بلا تزييف واتعامل معهم من واقعهم الحقيقي فلن اجد من يقول انه مثال الشرف ومحبوس على قضية دعارة ولن اجد من يقول انه مثال الامانة ومسجون على قضية سرقة... ولن اجد من يدعي حب الوطن وهو مسجون بتهمة خيانة الوطن...وحتما لن اجد واعظا يحرم القتل وهو محكوم بالاعدام لانه قتل نفسا..
هناك في السجن ..ربما ينظر احد المساجين الى تقاطيع وجهي الى عيوني الذابلتين ...ربما يستمع الى صمتي والى دمعي والى تناهيد جوفي ..ربما يسترق السمع لحظة الى حلمي ...فيهدهد هذا الحلم لكن خوفي ان يعود ويقول لي اصبر ...
في السجن ربما اجد شيئا لم اجده في حريتي ... صحيح ساتعامل مع عالم مختلف لكني ساتعامل حق اليقين مع واقع حقيقي ...ربما اترك الدخان ... ربما اعود الى ربي مناجيا صادقا ملتزما بالصلاة والصيام ...ربما ..انسى شكل الالم ....والعذاب والاهم انني سانسى كل الوجوه التي لبست الاقنعة على مدار زمان.
ولن اتذكر وقتها ..الا وجها لم يلبس قناعا امامي ان كان هناك وجوه بلا اقنعة...
وهناك ساعرف ان للصبر حدود فمدة الصبر من الدخول الى الافراج معدوده ...ربما تنقص ولكنها لن تزيد..فمن يدخل السجن معي...