23-01-2023 08:56 AM
بقلم : سهير بشناق
لم نتعلم منذ أن كنا صغارا أن نتصالح مع مشاعرنا ونعبر عنها كما هي... وكأن في التعبير عن الحب أو الاحتياج أو التعلق بالاخر شيء من الضعف والانكسار الذي لا نريد أن نعلنه ولو كانت تلك المشاعر هي ما نحياه..
لم نتعلم كيف نحيا لحظات الحب كما هي ولحظات السعادة بالقرب ممن نحب ونعبر عنها لتصل مشاعرنا كما نحياها حقا دون أن نختبأ وراءها.. لتبقي مشاعرنا ناقصة غير مكتملة.. فنتعب تلك القلوب الني أحببناها وهي تحيا دون أن تكتشف عمقها بايامنا
الحب ليس ضعفا والاحتياج لمن نحب ليس هزيمة... ولكننا لا نعبر عنها تاركين من نحبهم يبحرون في مخاوفهم وعدم قناعاتهم بنا وبقائهم دوما يتنقلون بين محطات الانتظار علنا نتمكن يوما ما من نقل ما نشعره إلى كلمات... ومواقف.. تنقل لهم معنى وجودهم بأيامنا...
نحن نؤمن أن الحياة قصيرة لنا وللآخرين ليست قصيرة بالعمر فحسب بل بمرور السنوات وهروبها من بين أبدينا عاما تلو الآخر.. تمر علينا ونحن لا نخبر من نحبهم كم نحبهم..
ولا نخبرهم بأن أيامنا وحياتنا دون وجودهم ليست حياة... وأن لحظاتنا معهم وبهم تمنح الحياة رونقا آخر لا مثيل له...
نخاف عليهم ولا نعبر عن مخاوفنا... نخطئ بحقهم ولا نعتذر اعتذارا يليق بمكانتهم بقلوبنا.. نوحي لهم باننا أقوياء وبان فقدانهم لن يهزمنا... لان الحب الذي بأعماقنا ينتظر يوما ما أن نحرره من قيود نحن فقط ندرك بأنها قيود وهمية لا تعبر عما يعترينا من مشاعر عميقة لمن نحب..
بهذه الحياة التي تزداد قسوة وغربة كل ما نحتاجه أن لا نزيدها قسوة على من نحب... فهم يحتاجون لأن يكتشفوا كم نحبهم.. ونحن بحاجة لأن نخرج من تلك الأقنعة التي لازمتنا منذ زمن ومفاهيم عبثية لأزمتنا أضعفت قدراتنا بأن نعبر عن مشاعرنا ولا نخجل منها فالحب فقط بكل أشكاله يحررنا من قسوة وغربة ووجع الأيام..
كلمة ما.. وردة نحملها لمن نحب... يدنا التي تحنو عليهم وترفض أن تغادر لأنها تؤمن أن الحب مواقف.. قدرتنا أن نمنح الذين نحبهم مساحة لهم ليبتعدوا قليلا وليخطئوا أحيانا.. دون أن نؤنبهم على أفعالهم دوما.. قدرتنا على أن نتجاوز ما لا نفهمه منهم في كثير من الأحيان لأننا نحبهم... وهم بأعماقنا بحجم العمر...
كل ذلك وأكثر ينقل مشاعرنا كما هي للذين نحبهم من حولنا.. هم يدركون اننا نحبهم لكنهم يجهلون كيف وكم نحبهم... فيمضي العمر دون أن نخبرهم بذلك ونبقي نحن وهم نحيا حبا ناقصا مليئا بالقسوة وسيطفئه يوما ما برودة تلك المشاعر التي لم تتعلم بعد كيف تحيا وتزهو وتملء العمر جمالا وصدقا..
عندما نتوقف ونرفض أن نخبر من نحبهم كم نحبهم وكم هم بقلوبنا ينبضون... وكم نرى العمر أجمل بوجودهم وبأنفاسهم معنا.. وكم نحتاجهم... دون أن نشعر بالضعف والخوف.. حينها لن تمنحنا الحياة فرصا كثيرة لنحرر مشاعرنا ونعبر عنها أمام لحظات الفقد والخسارة والبعد المؤلمة لنتساءل هل حقا يعلمون كم نحبهم؟
فذاك الانتظار الذي طال.. كان يحتاج فقط لكلمة وموقف.. وقلوب لا تخاف من الحب والإفصاح عنه... كي لا يتحول إلى وجع وألم وندم... سيرافقنا كل العمر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-01-2023 08:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |