سرايا - لعل أن هناك العديد من أجزاء السيارة يبقى استخدامها موسمياً مما يجعلها أمام توقُّف عن التشغيل شهوراً عديدة، ومن بين تلك الأجزاء ما هو معروف بالدفاية التي يعوِّل عليها السائق كثيراً في فصل الشتاء والأيام الباردة بشكلٍ عام بعد انقطاع عن استخدامها طِوال فترة الصيف مما يجعله في حالة ارتباك عند إعادة تشغيلها دون جدوى لا سيما إن كان آخر استخدام لها وهي تعمل بشكل سليم، عندها يمكن القول أن نظام التدفئة في السيارة يشترك فيه مجموعة من الأجزاء لربما يكون إحداها هو المسبِّب الرئيسي لتطُّل التدفئة كلياً، ومن خلال هذا المقال سنتطرق للأسباب المؤدية لتعطل الدفاية في السيارة بشكلٍ مفصَّل.[١]

أشهر أعطال دفاية السيارة
كما ذكرنا في مقدمة هذا المقال أن أسباب التعطُّل في نظام تدفئة السيارة عديدة وسنقوم بتفريدها وبشكل دقيق على النحو الآتي:

نظام التبريد
يتألف نظام التبريد في السيارة من مجموعة أجزاء لكلٍ منها وظيفة محددة ابتداءً مما يُسمَّى بالمشعاع أو الرادييتر الذي يستقبل الماء الساخن الناقل لحرارة المحرك ويقوم بتبريدها ومن ثم هناك ما يًسمًّى بالترموستات الذي يتحكم بمستوى الحرارة المطلوبة لعمل المحرك وتضمن له الكفاءة العالية من الطاقة من خلال فتح وإغلاق الصمام المسول عن السماح للماء المبرد بالدخول للمحرك بالكمية المناسبة لنقل الحرارة الزائدة منه مع وجود مروحة تتكفل بنفخ تلك الحرارة على شكل هواء مُسخَّن إلى حجرة القيادة وهكذا يتم تأمين الدفء للسائق ومرافقيه في المركبة، لكن في حال كان مستوى سائل التبريد في منظومة التبريد التي ذكرناها قليلاً مع وجود نسبة من الشائب خلاله أو كان يوجد نسبة هواء بداخل النظام فإن التدفئة في السيارة لن تعمل، وبالتالي ينبغي أن يتفقد مالك المركبة مستوى سائل التبريد بشكل دوري مع تعويض النقص في حال وُجِد مع التخلص من سبب النقص (مثل وجود تسريب).[٢]


المروحة
بعد أن يتم تفقُّد مستوى سائل التبريد ومعرفة أنه ضمن المستوى المطلوب يتم بعد ذلك تتبُّع الحالة الميكانيكية لمروحة توزيع الحرارة القادمة مع سائل التبريد من المحرك، فقد تتعرض هذه المروحة للتوقُّف عن العمل مما يترتب عليه عدم توزيع الدفء نحو حجرة السائق، ومن الجدير بالذكر أنه قد يُلاحظ تعطُّل المروحة من خلال عدم سماع صوت دورانها لذا فإن من أسهل الطرق لبدء حل المشكلة هو فحص الفيوز الكهربائي المسول عن تشغيلها فإذا تبين أنه خالي من المشاكل عندها سيضطر مالك السيارة لاستبدال المروحة بواحدة أخرى وبنفس مواصفات المتعطلة.[٢]

الترموستات
يؤدي تعطُّل الترموستات (منظم الحرارة الداخلية للمحرك) إلى عطل في دفاية السيارة، حيث يكمن خلل الترموستات في عدم فتح صمام سائل التبريد الذي يتولى مهمة نقل حرارة المحرك الزائدة وبعدها تقوم المرحة بنفخ تلك الحرارة نحو نظام الدفاية، وقد يكون الخلل الفني بالترموستات معاكساً (أي لا يغلق ويبقى مفتوح بشكل مستمر) مما ينتج عنه تدفُّق مستمر لسائل التبريد نحو المحرك مسبباً في ذلك نقصاناً حاداً في حرارة المحرك وعدم توفُّر الحرارة اللازمة لإرسالها لنظام التدفية.[٢]


قلب الدفاية Heater core
يعمل هذا الجزء من الدفاية كما يعمل المشعاع (الرادييتر) في نظام التبريد، فلو أمعنَّا النظر في تركيبه سنجده عبارة عن مصفوفة متراصة من الأنابيب والزعانف الدقيقة، فعندما يقوم قلب الدفاية بطرد الحرارة للوسط الهوائي المحيط به فإن مروحة التوزيع الحرارة تدفعه نحو مقصورة القيادة، ونظراً لصغر المسامية في أنابيب وزعانف قلب الدفاية التي تأخذ شكل المتاهات فإنها تبقى عُرضة للانسداد مما يقلل من مستوى سائل التبريد المتدفِّق من خلال نظام تبريد المحرك مما يعرض المحرك لخطر تصاعد درجات الحرارة للحد غير المسموح به وما يتبع ذلك من أعطال كبيرة، ومن الأعراض الأخرى لتعطُّل قلب الدفاية انتشار رائحة مميزة داخل السيارة مع تشكُّل الضباب على نوافذ السيارة.[٣]


تراكُم الأوساخ/ الشوائب
من الأسباب الأخرى لتعطُّل دفاية السيارة هو تراكم العوالق والأوساخ في سائل تبريد المحرك الذي هو بالأساس المساعد الأكبر في تنظيم مقاييس الحرارة داخل المركبة بشكلٍ عام، فعند وصول مستوى الشوائب العالقة في سائل التبريد لحد كبير فإنها ستحول بين وصول سائل التبريد إلى قلب الدفاية heater core وبين إتمام مهمة نقل الحرارة، وبالرغم من ذلك إلا أن حل هذه المشكلة يبدو سهلاً بعض الشيء والمتمثل من خلال إفراغ كامل محتوى سائل التبريد خارجاً وتعبئة سائل تبريد جديد ونظيف.[٤]


الأعطال الكهربائية
تتعطل الدفاية في السيارة في بعض السيناريوهات بسبب وجود عطل كهربائي عام في السيارة حيث قد تتوقف المروحة الموزِّعَة للهواء الدافئ عن العمل أو لا يُسمَع أي صوت يشير إلى أن الدفاية تعمل فعندها يتطلب تدخل فني الصيانة لتفقُّد الكهرباء في السيارة من حيث (الفيوزات، ماتور المروحة، أسلاك التوصيلات الكهربائية).[٤]


نظام التحكُّم بالدفاية
عندما تنخفض درجات الحرارة في أيام فصل الشتاء الباردة يشرع سائق السيارة للضغط على زر تشغيل الدفاية للحصول على حجرة قيادة دافئة أو لقشع الضباب المتكون على الزجاج وإذ يتفاجأ بأنها لا تعمل معتقداً عند تلك اللحظة بأن الدفاية بحد ذاتها قد تعطلت

وأصبحت بحاجة للصيانة اللازمة، ولكن في حقيقة الأمر يكون مَكمَن العطل في مفاتيح التحكم (التشغيل/ الإغلاق) بالدفاية لوجود عدة أسباب مثل تراكم الأوساخ أو وجود أجسام عالقة تؤدي إلى تجمد حركة مفاتيح التحكم وبالتالي عرقلة حركتها وربما تؤدي إلى تكسُّر في تركيبها ومسننها الداخلي بسبب الضغط الزائد عليها، وعند وصول الحال لهذه الدرجة من التعطُّل ينبغي الاستعانة بأحد فنيي الكهرباء والتكييف المختصين للقيام بما يلزم من أعمال الصيانة، وللعلم فإن الصيانة قد تكون أسهل مما نتصور من خلال الاكتفاء بفك مفاتيح التحكم وتنظيفها والمكان الذي تُثبَّت فيه وإرجاعها مرة أخرى لمكانها ولربما تتطور الصيانة لمستوى أعقد من هذا المستوى لحد استبدال جميع مفاتيح التحكم بنظام التدفئة. 

• إقرأ أيضاً : خطوات لمنع تكلس بخاخات ماسحات الزجاج
• إقرأ أيضاً : تجنب هذه الأخطاء أثناء صيانة سيارتك
• إقرأ أيضاً : نظام الثبات الإلكتروني: كيف يعمل وما هي مهمته؟