24-01-2023 10:50 AM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
تتحدث حوادث المرور وبقوة عن اسبابها ، وعن نتائجها الكارثية ، فيما الارقام تقول أن السائقين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة يواجهون أكثر من غيرهم بأربع مرات تقريبا مخاطر التعرض لحادث مروري مميت ، وأن الهواتف التي تُتيح إمكانية التكلم دون استخدام اليد لا تضمن قدراً أكبر من السلامة مُقارنة بالهواتف المحمولة باليد، جراء الانشغال بها .
وتقول نظريات القيادة ان السهو أثناء القيادة لعدة ثواني تساوي قيادة المركبة بطريقة عمياء لاكثر من 50 متر ، وإن هناك أشكالاً عديدة من السهو يمكنها أن تؤدي إلى عرقلة القيادة، الا ان هناك زيادة ملحوظة على الصعيد العالمي في استخدام السائقين للهواتف المُحمولة مما أصبح يُثير قلقا متناميا في مجال السلامة على الطرق، جراء الحوادث القاتلة التي تسببها عملية السهو بالانشغال بالهاتف النقال . فضلا عن ان بإمكان السهو الناجم عن استخدام الهواتف المحمولة عرقلة أداء السائق، وذلك عبر تمديد الوقت الذي يستغرقه رد الفعل، لا سيما الوقت الذي يستغرقه رد الفعل بالفرملة، ورد الفعل حيال إشارات المرور والإنقاص من القدرة على المكوث في المسرب الصحيح، وتقليص مسافات التتابع القريب ، الذي عادة ما يكون نتاجه اضرار كارثية ، ومميت وقاتل .
وام يتوقف نواتج الهاتف المحمول عن المكالمات والحديث ، بل إن كتابة وقراءة الرسائل القصيرة أيضا تتسبب وبشكل كبير في الحوادث المرورية في الحد بشكل كبير من أداء السائق، علما بأن السائقين الشباب معرضون بوجه خاص لآثار السهو الناجم عن هذا الاستخدام. وإن حوادث المرور تقتل سنويا نحو 1.25 مليون شخص، وإن هناك عشرين مليونا إلى خمسين مليونا من الأشخاص الآخرين الذين يتعرضون لإصابات غير مُميتة من جراء تلك الحوادث يؤدي كثير منها إلى العجز، وتمثل الإصابات الناجمة عن حوادث المرور أهم أسباب وفاة الشباب من الفئة العمرية 15-29 سنة، اما في الاردن فإن ما يفوق 60 % من حوادث السير في العام 2022 يعود سببها للانشغال باستخدام الهاتف المحمول اثناء القيادة، فيما تبين ان بعض تلك الحوادث مدمرة ونتج عنها وفيات واصابات خطيرة.
وان البيانات والاحصائيات تدل وبشكل جلي على ان هذا السبب في الحوادث يحتاج إلى حلول تساعد وبشكل قوي وصارم على كيفية الحد من استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، والتي من اولى اولوياتها ان على الحكومة اتخاذ إجراءات استباقية في هذا المجال تتمثل في زيادة الرقابة الرقمية من خلال زرع العديد من الاجهزة الرقابية في اماكن عدة من اجل ضبط السواقين الذي يقومون باتسخدام الهاتف المحمول اثناء القيادة ، فيما يتطلب تشديد وتغليظ العقوبات على كل من يقوم من السواقين بارتكاب هذه المُخالفات تتضمن مصادرة الهاتف النقال ، باعتباره سلاح فتاك ذو فاعليه له دور في زيادة الحوادث القاتلة ،وزيادة عدد الوفيات والاضرار المادية والمعنوية ، وتقويض الاستقرار المروري ، والتأثير في حجم الاقتصاد جراء الحوادث المرورية ، ابتداء من عمليات التقاضي والعلاج والتأمين ، بحيث يسبق ذلك إطلاق حملات للتوعية العامة بشتى الطرق والفواعل وان تكون هذه الحملات على ارض الواقع ، وعلى كل الطرق ، والعمل على جمع البيانات الخاصة بالسهو المُتعلق بحوادث المرور الناتجة عن استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة من أجل تحسين فهم طبيعة هذه المُشكلة، وتحسين الحلول المُتعلقة بها من خلال الابداع والابتكار وتوليد افكار مرورية تسعى إلى كبح كماح هذه المُعضلة الاتي اخذت تؤرق الكثير من المُختصين والقائمين على ادارة العملية المرورية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-01-2023 10:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |