حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 989

العمر .. لحظات هاربة

العمر .. لحظات هاربة

العمر ..  لحظات هاربة

31-01-2023 08:22 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهير بشناق
تحدق بملامح وجهها التي تغيرت إلى الحد الذي أصبحت هي وكل من حولها يلاحظون بداية آثار العمر عليها.. الذي يحاول دوما أن يكون حاضرا في ملامحنا وأجسادنا..

لا أحد يستطيع أن يهرب من العمر وفصوله والفصل التي كانت تحيا به هو ذاك الفصل الذي يسجل العمر وجوده بجدارة على ملامحها التي كلما رأتها تساءلت كيف مر العمر وسنواته..؟

لا أحد حقا يمتلك الإجابة عن هذا التساؤل كيف مر العمر..؟

لأننا عندما نتذكر نشعر أن ما نتذكره من أيام مضت وكأنها بالأمس.. وكأننا لم نودعها بعد لا تزال تحيا بنا بتفاصيلها وجمال لحظاتها وحتى بأوجاعها...

لا نشعر أمام هذه السنوات بأنها «العمر» حقا.. ابناؤنا نتذكر طفولتهم بكل مراحلها ونتساءل أيضا عندما نراهم أمامنا متى كبروا.. ومتى بات عالمهم خارج حدودنا..؟

لا نشعر كيف كبرنا إلا بآثار العمر التي ينسجها على ملامحنا... وبذاك الحنين الساكن بثنايا النفس لكل ما مضى... للحظات حب عشناها... لجنون قلوب أحبت.. ولا ترى بالحياة سوى جنونها وشغفها ولهفتها على من تحب..

الحنين لأيام وسنوات كانت تحتوينا بكل ما فيها كل لحظة نعيشها هي لحظات أعمارنا الجميلة الممتلئة بالدهشة والصدق وصفاء قلوبنا ونفوسنا..

ليست ملامحنا فقط التي تتغير وتذكرنا بأننا كبرنا وأن السنوات مرت ونحن لا نعلم كيف مضت بنا... إنما ذكرياتنا وغربتنا بزمن لا نجد انفسنا فيه كثيرا.. بعالم مليء بالتغيرات التي تسقط منه عاما تلو الآخر صدق الحب... وجمالية العلاقات.. وقدرتنا على أن نحيا اللحظات كما هي دون أن يعترينا خوف وتفكير لا يتوقف بالغد..

نكبر حين تموت في نفوسنا تلك التفاصيل وذاك الاهتمام بما حولنا.. انتهاء علاقات إنسانية... غياب وجوه الاصدقاء... فراق من نحبهم الذين استوطنوا القلب قبل أن يصبح العمر بدونهم موجع..

نكبر ليس بالملامح فحسب.. نكبر عندما نفقد الدهشة والشغف... ونتوقف عن الانتظار.. وتتشابه الأيام واللحظات والسنوات فندرك حقا حينها أن قلوبنا هي التي تكبر ولا نعلم كيف مضت تلك السنوات...

ما تزال ترى ملامحها تتغير.. وتدرك أن سنوات العمر التي تمضي لا تمضي عبثا بل لا بد لها أن تترك اثارا على ملامحنا وبقلوبنا وتغير بنا الكثير لتتغير معها الحياة وكيف نراها..

لا يعنيها حقا تلك الملامح بوجهها.. وأن تغيرت وباتت تفقد رونقها عاما تلو الآخر..

ما يعنيها حقا كيف يحيا قلبها مع العمر وسنواته.. كيف يمكنها ان تعيد دهشتها بالحياة... وأن تسرق من تلك السنوات القدرة على الانتظار واللهفة والحب.. بعد كل التجارب التي مرت بها وبعد كل وجع سكنها وبعد كل خيبة أمل.. وبعد غياب وجوه ما تزال تحيا بها.. وذكريات تشعل بها حنين يؤلم روحها كلما مرت بها...

كيف يمكنها ذلك... وكيف مرت تلك السنوات وكبرت..؟

لتتذكر أن سنوات العمر تمضي تماما ككل لحظات الصدق والحب.. بالحياة التي لا تتكرر.. لأن الاشياء الجميلة.. بلحظاتها وتفاصيلها ورونقها وأشخاصها لا تدوم كثيرا... تمضي سريعا كسنوات العمر.. كيف ومتى كبرنا..؟!








طباعة
  • المشاهدات: 989
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-01-2023 08:22 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم