01-02-2023 08:39 AM
بقلم : علي الدلايكة
يقوم جلالة الملك بزيارة إلى أمريكا هذة الايام ويلتقي الرئيس بايدن يوم الخميس القادم في ظروف غاية في الدقة وفي وقت تتأزم فيه المواقف وتتباعد وجهات النظر ولا أمل في القريب المنظور من انفراج للازمة نتيجة المواقف والتصرفات للحكومة الإسرائيلية وتمسكها بالتصرفات الاحادية من قتل وتدمير وتهجير وتضييق واستفزاز للفلسطينيين والتنكر لكل الاعراف والقيم الدولية ...تأتي هذة الزيارة رغم رعاية الولايات المتحدة للمصالح الإسرائيلية الا انها أيضا تتمسك بحل الدولتين وهو الحل الامثل والوحيد للخروج من هذا المستنقع وهو ما أكد عليه جلالة الملك مرارا وتكرارا ولو اخذ به على محمل من الجد منذ وقت ومن جميع الاطراف لما وصلنا إلى ما وصلنا اليه ولخطونا خطوات كبيرة باتجاه الاستقرار الدائم في المنطقة والانطلاق إلى خطوات تكاملية مشتركة في الاقتصاد والاستثمار والمشاريع الاستراتيجية الكبرى والتي هي غاية ومصلحة الجميع دون استثناء والالتفات الى ما نواجه جميعا من مشاكل الطاقة والغذاء والمياه والمناخ والبيئة ...
علينا جميعا أن نساند الزيارة الملكية المهمة شعبيا ورسميا وعلى اختلاف الصعد وان نرسل رسائل واضحة وقوية تبين أن هناك عمق استراتيجي ينطلق منه جلالة الملك وان هناك تطابق وتوافق تام بين المواقف الملكية والشعبية في هذا الخصوص وان ما ينادي به جلالة الملك ومنذ زمن بعيد هو لسان حال الامة وحكمائها ومن ينظر الى واقعية الامور والاحداث دون غرور ومن يعي تفاصيلها وبدقة ...لذلك هناك دور كبير على هيئات المجتمع المدني باختلافها تجاه ذلك وعلى أصحاب الرأي والقلم والكلمة أن يقولوا كلمتهم في ذلك وان لا تبقى الاغلبية الصامته على ما هي عليه تنتظر وتنظر وتراقب عن بعد لما يجري ويدور من أحداث...يجب أن تصل الرسائل بجدية واضحة تبين الحقائق وتضع الأولويات وما يهم الجميع وما هو في مصلحتهم وان لا تترك الساحة لمن صوته أعلى ولمن يسوق بضاعته بشتى الأساليب ويتنكر لمصالح الآخرين وحقوقهم ...يجب أن تصل الرسائل واضحة بأن الدور الأمريكي الغير منحاز هو المطلوب وان التوازن والاتزان في شراكة أمريكا ومع الجميع في المنطقة هو ما يحقق مصالحها اولا وهو ما يحقق العدالة لجميع شعوب المنطقة ويوفر الامن والاستقرار المنشود وان المنطقة وشعوبها لم تعد تتحمل مزيدا من الازمات والحروب واراقة الدماء وسيادة خطاب الكراهية والتطرف والإرهاب وعلى الإدارة الأمريكية أن تصغي جيدا لما يقوله جلالة الملك الذي يمثل صوت العقل والحكمة والاتزان وبيت الخبرة والمعرفة والدراية والحنكة وان لا تراهن على غير ذلك حيث لم يعد هناك متسع من الوقت للانتظار وإعطاء الفرص والمجاملة لان ذلك سيزيد الأمور تعقيدا وستضعف فرص التقارب وعندها سنكون أمام حالة من الفوضى السياسية والامنية وما سيترتب على ذلك من تبعات لن يكون بمقدور احد تجنبها ....على الحكومات العربية والإسلامية وشعوبها أن توفر وتظهر الدعم الكامل لما يقوله وينادي به جلالة الملك وان تتحرك الدبلوماسية العربية والإسلامية بالكيفية التي تضمن موقف موحد ثابت ومتماسك خلف جلالة الملك وان تفرض الحلول المناسبة والعادلة على الجميع وللجميع وان لا تبقى القضية الفلسطينية عالقة دون حلول جذرية وواقعية على الأرض ...
علينا أن نستثمر في مواقف كثير من الدول العظمى والتي اخذت مواقفها بالتغير تجاه القضية الفلسطينية وتجاه ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية نتيجة لافعالها وان تكون ورقة ضغط باتجاه ما نريد....
الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغوط داخلية كبيرة تتمثل في الكم الهائل من الاحتجاجات على سياستها وتصرفاتها ومن لحظة تشكيلها وعلى تشكيلتها اليمينية المتطرفة وقد بدى ذلك واضحا أيضا من خلال تصريحات الكثير من السياسين والامنيين وضغوط خارجية دولية تشكلت نتيجة الأحداث الأخيرة وهذا ما يجب استثماره واستغلاله لتحقيق الكثير من المكتسبات السياسية ...
هذة الزيارة الملكية مفصلية في هذا الوقت وهذة الظروف وعلى يقين انها ستؤتي أكلها عاجلا وليس آجلا وعلى مختلف الصعد ...نسأل الله التوفيق والسداد لجلالة الملك فهو القلب النابض الوحيد للأمة وهو أملها ومرتجاها بعد الله
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-02-2023 08:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |