02-02-2023 08:51 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
تجيء زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى واشنطن وعلى جدول أعمالها العديد من عناوين العمل، ذات الصلة بالأردن، والمنطقة، وبالتحولات المستجدة ذاتها في واشنطن.
وهذه الزيارة الملكية، تتأتى أهميتها من طبيعة الحراك الدبلوماسي الذي يقوده جلالة الملك، والذي ما يشمل عادةً مؤسسات ودوائر صنع القرار الأمريكية، وعلى رأسها مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، وبخاصة رؤساء وأعضاء اللجان، فهذه اللجان جزء مهم من صناعة القرار الأمريكي.
في توقيت الزيارة، فإنها جاءت بعد الانتخابات النصفية الأمريكية الأخيرة، والتي أعادت إنتاج المشهد في أمريكا، بعد أنّ تغيرت رئاسة مجلس النواب الأمريكي، وهو الغرفة الثانية في الكونغرس بعد مجلس الشيوخ.
إذ التقى جلالة الملك برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، في لقاءٍ موسعِ ضم قيادات المجلس أيضا، وأهمية هذا اللقاء تتأتى من إرساء الأردن لعلاقةٍ مؤسسةٍ مع الكونغرس ولجانه عابرة للتبدلات التي تتركها الانتخابات الأمريكية، إذ لطالما ارتبط المشرعون الأمريكيون، وتحديداً القيادات، بعلاقات طيبة مع الأردن، ولطالما كانت جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، وخبرته، وحنكته، وما يتمتع به من حكمةٍ محل تقديرٍ في الكونغرس، حيث يصنع القرار الأمريكي، ويناقش، ويضع التوجهات الخارجية.
وبالعودة، إلى لقاء جلالة الملك مع رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفين مكارثي، فإنّ جلالة الملك، هو أول زعيمٍ يستقبله مكارثي في الكونغرس بعد انتخابه رئيساً، وهو ما كان محل تقديره.
وعلى طاولة البحث، بسط جلالة الملك مشهد المنطقة، بخطابٍ سياسيٍ يُسمع مراكز صنع القرار الأمريكية، ويوصل إليها، ما يجري في المنطقة، وبخاصة القضية الفلسطينية، وهذا أمر مهم في عالم اليوم، وبعاصمة تكاد تكون الأكثر تأثيراً في العالم.
واللافت دوماً في لقاءات جلالة الملك عبدالله الثاني في الكونغرس، بأن حضورها يكون من قبل قيادات الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ذلك أنّ النهج الملكي أسس لعلاقة دولةٍ بدولةٍ، بوزنٍ وخطابٍ يلقى التقدير، وهو تعاطٍ مهم مع المشهد الأمريكي المليء باللوبيات، والتحالفات التي تبنى على عوامل الضغط، وسواها.
ولكن، الدور والحكمة الملكية، وأهمية هذه الزيارات تنبع من سياقاتها، وما ينتج عنها دوماً من نتائج، يمكن قراءتها في التعاطي الامريكي مع ملفات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما أنّ العوائد على الأردن من هذه الزيارات الملكية الرسمية، يعبر عن نتائجها تجديد واشنطن لمذكرة التفاهم التي بموجبها يتم تقديم مساعداتٍ سنويةٍ للمملكة، وميزة المذكرة الأخيرة بأنها الاطول مدة حيث يمتد الالتزام الأمريكي حتى عام 2029م.
هذا الأمر يتحقق عادةً، بجهود دبلوماسيةٍ وسياسيةٍ كبيرة يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، فالزيارة الحالية لجلالة الملك، شهدت لقاءات موسعة مع العديد من اللجان في الكونغرس، وبينها: لجان وأعضاء الخدمات العسكرية، ولجان المخصصات المعنيون بوزارة الخارجية والعمليات والدفاع، إضافةً إلى لجانٍ أخرى، على صلةٍ بالسياسة الخارجية لواشنطن.
صباح اليوم الخميس، تتضمن الزيارة لقاء قمةٍ بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس جو بايدن، وهذه القمة الثانية التي تعقد في البيت الأبيض، حيث كانت القمة الأولى في شهر أيار من العام الماضي، وأهمية القمة الثانية تنبع من الظروف المستجدة، وتعبر عن دورٍ أردنيٍ محوري في المنطقة، إذ إنّ الخطاب الأردني في واشنطن يحمل مفردات المنطقة، ورؤى شعوبها، ويحاول صياغة مقارباتٍ تخدم الأردن، وإنسان ودول المنطقة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-02-2023 08:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |