03-02-2023 09:48 PM
سرايا - أثار إعلان منظمة الصحة العالمية المخاوف من جديد، بعد قرارها بأن جائحة كورونا ما تزال تشكل حالة طوارئ صحية، تثير قلقا دوليا.
واعتبرت المنظمة، بأن لجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية، عبرت عن قلقها بشأن استمرار المخاطر التي تثيرها كورونا، بينما يخرج هذا القرار من المنظمة الدولية بعد 3 سنوات على إعلان المرض، الناجم عن تفشي فيروس كورونا، باعتباره حالة صحية طارئة ذات أبعاد عالمية.
واتبع المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس توصيات لجنة الطوارئ حول كوفيد 19، وهي لجنة خبراء اجتمعت الجمعة للمرة الـ14، بعدما كان أبلغ أنه يرى من السابق لأوانه خفض مستوى الطوارئ.
وجاء إعلان المنظمة، برغم تأكيدات خبراء في الأوبئة بالأردن والعالم، بأن وباء كورونا لم يعد يشكل خطرا، نظرا لارتفاع نسب التطعيم وازدياد المناعة المجتمعية، وتحوله إلى مرض موسمي “مستوطن”.
وقالوا إن “إعلان انتهاء الجائحة يحتاج إلى مزيد من الوقت، مرجحين أن تغلق منظمة الصحة العالمية ملف هذا الوباء نهائيا الصيف المقبل”.
وأوضحوا أن هذا الوباء الذي خلف نحو 6 ملايين وفاة؛ وأكثر من 600 مليون إصابة؛ وهو مرض تنفسي؛ أي أنه من الأمراض التي إما ان تتحول إلى مرض متوطن او مرض موسمي، أسوة بأمراض الشتاء ونزلات البرد في فصلي الربيع والشتاء.
وأشاروا إلى أن الأجواء في معظم دول العالم، تحولت إلى أجواء الحياة الطبيعية، والجائحة ستختفي إلى أدنى مستوى ممكن، بالإضافة إلى أنه ليست هناك إجراءات تؤثر على حياة الناس.
وأوضح الخبراء، أن الوباء لن يختفي بشكل كامل، لكن الفيروس سيتوطن في العالم ويصبح كالانفلونزا الموسمية، وهذا هو حال الجوائح حول العالم التي عادة تستمر من سنتين إلى ثلاث سنوات.
وفي السياق، قال استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، إن الفيروس بحكم المنتهي، وبات موسميا، قد تظهر حالات منه في الخريف والشتاء، كأي مرض فيروسي موسمي.
واعتبر الطراونة، أن الجائحة انتهت فعليا نهاية العام الماضي لارتفاع معدلات التطعيم وتحسن المناعة المجتمعية التي تحول دون عودة الإصابات، معتبرا بأن العالم فعليا اسدل الستار على الجائحة، حتى لو لم تفعل منظمة الصحة العالمية ذلك.
وكان مستشار رئيس الوزراء لشؤون الاوبئة السابق الخبير في الأوبئة الدكتور عادل البلبيسي أكد، أن هناك مراجعة دورية للمنظمة عبر مكتب رئيسها نفسه، جرت الشهر الماضي للتباحث حول انتهاء الجائحة، قيمت الوضع الوبائي، للإعلان عن انتهاء الجائحة أو بقائها ودراسة الوضع الوبائي في العالم وليس في اقليم معين.
ولفت البلبيسي، إلى أن ما يحدث في الصين، كان بسبب الإغلاقات المتكررة، لتحقيق “الحالة صفر”، بينما ينتظر في الاجتماع المقبل للمنظمة بعد مرور فصل الشتاء، دراسة الوضع الوبائي في العالم واتخاذ قرار بشأنه.
وحول كيف تقرأ رئيسة المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والامراض السارية الدكتورة رائدة قطب قرار المنظمة بأن كورونا ما يزال يثير القلق وجائحة تنفسية برغم مرور ثلاث سنوات على إعلانها، قالت إنه عقب اجتماع اللجنة الدولية للأوبئة التابعة للمنظمة الجمعة الماضي لتقييم الجائحة، وإعادة النظر في تصنيفها كجائحة عالمية، أعلنت اللجنة أن الجائحة ما تزال تمثل حالة طوارئ صحة عامة وتثير قلقا دوليا، وهو أعلى مستوى بشأن حالات التأهب لديها.
وأشارت قطب إلى أن ذلك، أقر به المدير العالمي للمنظمة ومستشاريه، وكان ذلك بموجب اللوائح الصحية الدولية التي وقعت عليها أغلب دول العالم في عام 2005، ومنها الأردن.
وتابعت، “في اعتقادي أن التروي في مثل هذه الفترة، خصوصاً في فصل الشتاء، هو قرار صائب للمنظمة، إذ أن الفيروسات المسببة لإصابة الجهاز التنفسي، تبقى نشطة في هذا الفصل، وأن المنظمة تخشى من الزيادة الأخيرة في عدد الوفيات عالمياً، وعدد الإصابات المبلغ عنها في الأسابيع الأخيرة لحالات لكوفيد 19”.
وأشارت قطب إلى أنه برغم الإبلاغ في العديد من الدول على المستويين العالمي والإقليمي عن الإصابة بمتحورات جديدة، جميعها من سلالة اوميكرون، والتي تميزت بسرعة الانتشار وزيادة في عدد الإصابات، لكنه يبدو ان الفيروس يصيب الجهاز التنفسي العلوي، ومضاعفاته على الجهاز التنفسي السفلي نادرة.
وأضافت “من هنا نخشى ان هذه الجائحة، ما تزال تشكل أحد الأمراض السارية المعدية التي تصيب الجهاز التنفسي، بحيث تخشى المنظمة ان يكون لها اضرار تؤثر على الأنظمة الصحية للدول، وقد تشكل موجات، لكن يتوقع بالا ترقى الى مستويات الموجات السابقة، التي اثرت على الأردن، ولن تترك آثارا سلبية على النظام الصحي وصحة المواطنين، إذ بات من المعروف ان الفيروس المسبب لكوفيد 19، سيبقى أحد مسببات الامراض الثابتة للبشر مستقبلاً.
ومن هنا ترى قطب، اننا مع قرار المنظمة، والتريث في هذه الفترة من السنة (فصل الشتاء)، ونأمل بان تنتهي هذه الجائحة العالمية مع نهاية هذا العام، بعد انقضاء فصل الشتاء.
ولفتت إلى أن هذا يحتم علينا في الأردن، بان نتخذ إجراءات في مجال الصحة العامة على المدى الطويل للتخفيف من اثار كوفيد 19، دون أي تأثير على مجريات الحياة العامة والاقتصادية، والاستمرار بمراقبة ورصد أي بيانات حول أي متحورات جديده لكوفيد 19، وعلى مدار الساعة، بالإضافة للتوسع في التوعية والتثقيف للمؤسسات التعليمية والتجمعات السكانية وتقديم خدمات التشخيص والعلاج.
من جهته قال الخبير في الاوبئة الدكتور عبدالرحمن المعاني، انه مع دخولنا السنة الرابعة من الوباء، ليس هناك شك باننا في وضع افضل بكثير مما كنا علية قبل عام؛ ولكن ما يزال الخطر محدقا بالعالم، وهذا ما خلص اليه الخبراء على أعلى المستويات الصحية العالمية، بحيث توجد قناعة عالمية تجاة استمرارية وخطورة الجائحة.
وتابع المعاني، بانه ما يزال هناك عدد كبير من الوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس كوفيد، مقارنة مع أمراض الجهاز التنفسي المعدية الأخرى، بالإضافة ان تلقي اللقاح غير كاف
في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، كما وان هناك عدم يقين بشأن المتحورات المختلفة الناشئة، وظهور أعداد إصابات بفيروس كورونا المستجد من المتحور أوميكرون
الأصلي والفرعي، وأصبح هو الفيروس المتسيد والغالب في كثير من دول العالم مثل أميركا ودول أوروبية مختلفة، والحديث عن المتحور XBB1.5 والإصابات بأعداد كبيرة.
وبين المعاني، ان هذا بدوره يتطلب الإبقاء على وتيرة مواجهته ضمن الآليات والبرتوكولات المعتمدة عالميا، وان كانت هذه الآليات تختلف في التعامل حاليا معه من منطقة إلى أخرى في دول العالم، لكن الأهداف عند جميع الدول واحدة في مواجهته، وكلنا أمل بأن نصل إلى الوقت الذي تعلن فيه المنظمة انتهاء هذا الوباء، لأنها هي المرجع والمظلة العلمية الطبية العالمية على مستوى العالم.
الغد