حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22753

المخدرات وآثارها على المجتمع وسبل الوقاية منها

المخدرات وآثارها على المجتمع وسبل الوقاية منها

المخدرات وآثارها على المجتمع وسبل الوقاية منها

04-02-2023 08:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمود عواد محمد الفواعير
لقد أصبحت مُشكلة إدمان المخدرات من أكثر المشكلات الاجتماعية خطورة، ولها تأثير قوي على تقدُّم أي مجتمعٍ من المُجتمعات، وتستنزِفُ هذه المشكلات مُعظم طاقات الفرد والمجتمع وإمكانياتهما.
ولم تعد ظاهرة تعاطي المخدرات مقصورة على شريحةٍ معينةٍ من المُجتمع سواء تتسِّم بعمر معين أو بمستوى ثقافي، أو اجتماعي، او اقتصادي محدود، بل تفاقمت حتى أصبحت مشكلة يعاني منها كل شرائح المجتمع بمختلف مستوياتها.

كما أن تعاطي المخدرات وإدمانها (خاصة بين الشباب ) تعتبر العَقبة الكبرى أمام جهود التنمية والبناء، بسبب ما تفرزه هذه المواد من أمراض اجتماعية وانحرافات سلوكية، ومشكلات صحية وسياسية، ولا تقف مخاطرها عند حدود دولة أو قُطر مُعين بل يشمل جميع الدُّول.
كما ويعد الإدمان من الظواهر الوبائية التي تهدد كيان الفرد والمجتمع وهي ظاهرة مرضية كفيلة بأن تفوِّض أركان أمة بأسرِها اذا انتشرت فيها، لأنها أسرع انتشاراً بين الشباب، وبذلك فهي تشكل خطراً ملحوظاً على أهم مصدر من مصادر التنمية ألا وهي التنمية البشرية، وهي ظاهرة وبائية مُتعددة التأثير.

تعريف المُخدِّرات لُغةً واصطلاحاً
- المخدرات : جمع مخدر، وهو مأخوذ من الخدر، وهو : الضعف والكسل والفتور والاسترخاء.
- الخادر : الفاتر الكسلان.
- الخدر : الستر الذي يمد للجارية في ناحية البيت.
- الخدرة : الظلمة الشديدة.
- الخدر - من الشراب والدواء - فتور يعتري الشارب وضعف.
- المخدر : اسم فاعل من خدر - بتشديد الدال _ ومصدره التخدير، وهذا اللفظ وما اشتق منه تُطلق على عدة معاني في اللغة منها :
- المُخدِّر : بضم الميم وكسر الدال المشدد، ويعني كل ما يورث الفتور والاسترخاء الملحوظين في البدن، فيقال : خد العضو - اي ضعف فلا يطيق الحركة ومنه خدر جسمه وخدرت يداه أو رجله.
- المُخدَّر : اسم مفعول من خَدر، وتعني ظلمة الليل أو المكان المظلم واشتداد البرد، وتعني أيضا معني التغطية أو الستر الذي يحدد الجارية في ناحية بيته او يقال أفضل صلاة المرأة في خدرها أي في حجرة نومها.
- المخدر : هو الفتور والسكون الذي يعتري متعاطي المخدرات، كما أنها تعطل الجسم عن أداء وظائفه، وتعطل الإحساس والشعور.

التعريف العلمي للمخدرات (اصطلاحاً)
- المخدرات: هي مادة كيميائية تُسبِبُ النُعاس، والنوم، أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم.
- المُخدِّرات: هي المستحضر المُستخلَص من النباتات والحيوانات، أو مُشتق منها، أو مُركَّب من المواد الكيميائية والذي يؤثر على الإنسان والحيوان والنبات سلباً أو إيجابا.

أسباب تعاطي المخدرات
تتعدد الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى انتشار تعاطي المخدرات منها أسباب بيئية، وأسباب اقتصادية وثقافية ويمكن عرضها علي النحو التالي :
أولا : الأسباب الاجتماعية والبيئية لتعاطي المخدرات :
١)الأسرة وعمليات التنشئة الاجتماعية :
إن الجو الأسري المملوء بالاضطراب يؤدي إلى الكثير من المشكلات، كما وأن الأسر التي تفقد بين أعضائها علاقات المودة والمحبة وعدم التماسك تبعاً لقيم الدين الإسلامي تؤدي بأبنائها إلى أعلى درجات الانحراف ومظاهر السلوك المنحرف، ويتميز الشخص القادم من هذه الأسر بالعدوانية الشديدة واللامبالاة وعدم احترام شعور الآخرين وممارسة ألوان من السلوك الضارة بنفسه وبأسرته وبمجتمعه، وهو تعاطي المخدرات.
٢ ) الموارد الاقتصادية للأسرة :
إن المال والغنى وارتفاع دخل الفرد مع عدم وجود الخُلق الفاضل والتربية السليمة ومحاولة ملء الفراغ والبحث عن المتعة الزائدة بأي ثمن قد يؤدى إلى انتشار تعاطي المخدرات.

٣ ) كثرة المشكلات العائلية :
إذا كانت العلاقة بين الآباء والأبناء يسودها التسيب او التفكك ازداد احتمال إقبال الأبناء على التعاطي فإذا كانت العلاقة تغلب عليها روح التسلط من جانب الآباء، فالاحتمال أن يكون إقبال الأبناء على التعاطي متوسطاً، أما إذا كانت العلاقة ديمقراطية ( أي يسودها الحب والتفاهم جنبا إلى جنب مع التوجيه والحزم ) فإن احتمالات إقبال الأبناء على التعاطي تكون ضئيلة.
٤ ) أصدقاء السوء :
يعتبر اصدقاء السوء من الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات لقول النبي صلي الله عليه وسلم :" فلينظر أحدكم من يخالل ". فالقرين له تأثير قوي لما يجعل من قرينه مقلد له، فقد ثبت بصورة قاطعة، أن من أهم الأسباب التي دعت بعض المتعاطين للمخدرات إلى التورُّط بها كان ناتجاً عن أصدقاء السوء، فمن يعاشر المتعاطين يصبح متعاطيا، وهكذا إذا دخل المرء إلى مجالس المدمنين سيجد نفسه مدمنا لا محالة، فالأفراد الذين يخالطون الشباب في المدرسة وفي أوقات الفراغ او بعد تكوين صداقات يكون لهم تأثير قوي، لتشجيعه على تقليدهم، وقد ثبت أن معظم الشباب الذين يتعاطون المخدرات حصلوا عليها في البداية من أفراد وقرناء السوء وتعتبر مجموعة الأصدقاء هي المصدر الذي يزود الشباب بالمعلومات عن المخدرات، وآثاره وكيفية الحصول عليه ويقلدون في الغالب شخصاً من المجموعة يكون ذا خبرة في التعاطي ويكون لهذا الشخص تأثير على أفراد المجموعة.
٥ ) أوقات الفراغ :
يلعب وقت الفراغ دورا هاماً، كأحد أسباب تعاطي المخدرات وانتشارها حيث يقوم الأشخاص بإضاعة أوقاتهم في أشياء تافهة لا يُستفاد منها، وبالتالي يعتبر وقت الفراغ المكان المناسب لنمو وبروز الانحراف والانحلال داخل المجتمع وكما قال الرسول :" اغتنم فراغك قبل شغلك.
٦ ) ظروف العمل :
تؤثر ظروف العمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة على الانزلاق إلى هاوية الإدمان، فعدم القدرة الجسمية على تحمل العمل قد تدفع الإدمان الي المنشطات والمنبهات، وقد تؤثر القدرات العقلية على عدم استيعاب ما يوكل إلى العامل من اعمال، ويكون من نتائج ذلك الشعور بالفشل وممارسة السلوك العدواني.
وكما أن نوعية العمل قد تكون غير مناسبة لقدرات العامل الجسمية، أو العقلية، أو النفسية، وقد تكون نوعية العمل أكبر من قدرتهم ولا طاقة لهم، وقد تكون أقل بكثير من قدراتهم ولا يكتسبون منه أي مهارات، فيشعرون بتفاهة ما يقومن به من عمل، كما أن معاملة المشرفين على العمل التي تتسم بالقسوة الشديدة.
كل ذلك قد يدفع إلى الإدمان، حيث إن الإدمان أسرع استجابةً متعلمة تعززت ونجحت في خفض التوتر والقلق، وكما أن مجتمع العمل الذي يعنى به المهنة او الحرفة التي يعمل بها الإنسان والتي من خلالها يتم التوافق المهني، فكل اخفاق في هذا التوافق يترتب عليه اضطرابات خطيرة لنفسية الإنسان وظروفه الاجتماعية، أما النجاح في العمل فلا شك أن يقضي على أي عامل من أهم عوامل الادمان.
٧ ) ضعف الوازع الديني لدى الوالدين :
هنا تظهر ضرورة غرس الإيمان في الفرد وتدعيم الذات الأخلاقية لديه حيث إن ضعف واضطراب العقيدة الدينية، والذات الأخلاقية من شأنه أن يجعل الفرد يقع فريسة للأزمات النفسية التي تؤدي إلى انحرافات مختلفة، ومنها تعاطي الكحول والمخدرات، كما ان ضُعف الوازع الديني يجعل الفرد ينساق وراء شهواته ونزواته دون وجود رقابة سواء كانت داخلية أو خارجية من الوالدين.
ثانيا : الأسباب الاقتصادية لتعاطي المخدرات :
تلعب العوامل الاقتصادية دوراً ايجابياً في تعاطي المخدرات أو العمل على ترويجها والاتجار بها، ونلاحظ من خلال التجارب الحية التي أُجريت على بعض الحالات المدمنة المتعاطية او المتاجرة أن من أهم أسباب الالتجاء والاتجار بهذه المواد يعود إلى الأسباب الاقتصادية بالدرجة الأولى وهي :
١ ) الأرباح الباهظة :
نظرا للأرباح الفاحشة التي تحققها عملية الاتجار بالمخدرات دفع كثيراً من أثرياء العالم إلى الاتجار بها لتحقيق المزيد من الأرباح حيث إنه أصبح لا هم لهم سوى ترويج هذه السموم الخطيرة والضارّة للحصول على الأرباح المادية من خلاله.
وبالتالي فهم لا يترددون في سلك جميع الطرق القانونية لترويجها وتسويقها ضاربين بعرض الحائط الأخلاق، والشرف، ومصلحة الوطن، ومجتمعهم وأسرهم من أجل توصيل هذه المخدرات إلى متعاطيها، وتحطيم المجتمعات الانسانية والسيطرة عليها.
٢ ) البطالة :
تعتبر البطالة إحدى أهم المشاكل التي تواجهها المجتمعات حيث تنتشر البطالة بين من هم في سن الشباب، مما يجعلهم يبحثون عن مصدر إعالة لهم مهما كان نوعه ومصدره، فلا يجدون أمامهم سوى رفقاء السوء الذين يستغلون تلك المواقف، وذلك يتم في البداية بعرض أموال كثيرة ومغرية على هؤلاء الشباب، أو تقديم أشياء أخرى تجبلهم نحو المخدرات ويستدرجهم لذلك حتى يصبحوا متعاطين، ومن ثم مدمنين، ومن ثم موزعين وتجار لهذه الآفة.


ثالثا : الأسباب الثقافية لتعاطي المخدرات :
تعتبر الثقافة إحدى المقاييس الهامة في استخدامها لمعرفة تقدم المجتمع او تأخره، كما تلعب دوراً في انتشار المُخدِّرات أو الحد منها داخل المجتمع، حيث يؤدي جهل الشباب بكل ما يتعلق بالمخدرات من ناحية مضارها وأخطارها وعدم التخلص منها والحالات الهستيرية التي تصيب من يتعاطاها ولا يعرف الشاب عن المخدرات الا ما أخبره صديقه الذي يحاول أن يجتذبه إلى عالمه فينثر أمامه الطريق بالورود ويعظم الحسنات ويتجاهل العوارض وردّات الفعل السلبية، فالجهل وقلة المعرفة يشكلان الدافع الأساسي للشباب إلى تعاطي المخدرات، وهذا الجهل مصدره المجتمع والأهل الذين يرفضون حتى مبدأ التكلم أو لفظ اسمها بحجة أنها آفة خطيرة، صحيح أنها كذلك، ولكن يجب التحدث عنها مُفصَّلا والتعرض لنتائجها لما تسببه على مختلف الأصعدة، وهو أساسي لحماية أبنائها لتعاطيها.

أضرار المخدرات
أولاً : الأضرار الصحية للمخدرات :
يمكن إجمال الآثار الصحية لتعاطي المخدرات بصفة عامة في الأمور التالية :
١ ) فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والضعف العام مصحوباً باصفرار الوجه، وقلة الحيوية والنشاط، وحدوث الدوخة والصداع المزمن، واختلال التوازن والتآزر العضلي العصبي.
٢ ) اضطراب وظيفي في حواس السمع والبصر.
٣ ) التهيج الموضعي للأغشية المخاطية للشعب الهوائية.
٤ ) اضطراب الجهاز الهضمي.
٥ ) إتلاف الكبد.
٦ ) التأثير السلبي علي النشاط الجنسي.
٧ ) الإصابة بالسرطان.
٨ ) اضطراب في الإدراك الحسي العام.
٩ ) اختلال في الاتزان.
١٠ ) اضطراب الوجدان.
١١ ) العصبية الزائدة والحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي.
ونعرض هنا بعض أنواع المخدرات والأعراض الصحية لمتعاطيها :
١) الأفيون :
- الشعور المؤقت بالنشوة والارتياح الزائف.
- زيادة الخمول، والقلق، والضيق في التنفس، والدوخة وانخفاض حرارة الجسم.
- ظهور الهزال بمعدلات سريعة.
٢) المورفين :
- ضعف البنية، وهن الجسم، فقدان الشهية، ضيق في حدقتي العين.

- الضعف الجنسي، تدهور العمليات العقلية، التدهور الخلقي.

- اللامبالاة، التشنجات وتقلص عضلات المعدة.
٣) الكوكايين :
- تهيج شديد، طلاق اللسان، قلة الشعور بالتعب.
- الشعور بالسرور، تصرفات عدائية، انهيار الحالة العقلية بسبب الإدمان.
- قرح على أغشية الأنف، أرق، تشنجات في العضلات.
٤) القات :
- تأثير مزدوج على الجهاز العصبي، مُنشِّط في البداية تعقبه حالة من الهبوط في وظائف الجهاز العصبي.

٥) الأمفيتامينات :
- هبوط يعقب النشاط، بالإضافة إلى حالات من الجنون والفصام.
٦) المهلوسات :
- اضطراب في النشاط الذهني.
- هلوسة بأن المتعاطي لديه قدرات خارقة، أو يصاب بفزع أو اكتئاب.
٧ ) الحشيش :
- اضطراب في الادراك، والذاكرة والانتباه البصري والسمعي.
- انعدام الاحساس بالزمن.
- الضعف الجنسي.

ثانياً : الأضرار النفسية للمخدرات:
إن الموادّ المُخدِّرة تؤثِّر بأنواعها المختلفة على الحالة النفسية والمزاجية للأشخاص عن طريق تأثيرها على الجهاز العصبي المركزي، فتدخل المواد المخدرة عبر الدورة الدموية وتخترق الحاجز الوهمي وتدخل إلى مناطق المخ المختلفة حيث يكون لكل مادة من المواد النفسية منطقة مختلفة تكون هدفاً لها، فتتجه إلى مراكز التنفس والقلب، ومراكز التحكم في الأوعية الدموية، والمراكز الحسية، ومراكز المُتعة والألم، ومناطق إنتاج الافيونيات الداخلية، ومركز الذاكرة والتوازن، والتنافس الحركي للجسم، ومناطق تنظيم درجة حرارة الجسم، وتنظيم الحالة النفسية، والمناطق المسؤولة عن إنتاج الهرمونات وغيرها.
ونجمل هنا بعض الآثار النفسية للإدمان على المخدرات في الأمور التالية :
١ ) اضطرابات الهلوسة والهذاء.

٢ ) اليأس والحزن الشديد.
٣ ) صعوبة التفكير.
٤ ) كساد في القوى الحيوية والحركية، وهبوط في النشاط الوظيفي.
٥ ) قلة النوم.
٦ ) الخوف.
٧ ) الأفكار السوداوية والاكتئاب الشديد.
٨ ) الانفعال والانسحاب من المجتمع.
٩ ) اضطراب الشخصية الفصامية.

١٠ ) فرط العاطفة.

ثالثاً : الأضرار الاقتصادية للمخدرات :
١ ) تفشي البطالة والفقر في المجتمع بسبب إنفاق نسبة كبيرة من الدخل في شراء المخدرات، بالإضافة إلى ركون المتعاطي إلى الكسل وعدم العمل.

٢ ) يؤدي التعاطي والإدمان على المخدرات إلى فُقدان الإنسان دوره في المجتمع، واعتماده اقتصادياً على غيره.
٣ ) يؤثر تعاطي المخدرات على الوضع الاقتصادي بسبب كثرة التهريب، وهجرة العملة بدون عوائد أو فائدة، كما تقلل الإنتاجية، وبالتالي ينخفض مستوى الدخل، وتزداد تكاليف المعيشة، وتحتد الفوارق بين طبقات المجتمع.
٤ ) قد يؤدي تعاطي المخدرات إلى الثراء غير المشروع للمهربين والمروجين مقابل ضعف اقتصاد الدولة وزيادة الفروقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع ويؤدي إلى نقص إيرادات الخزينة العامة للدولة من عائدات الضرائب، مما يؤدي إلى الضغط على العملة المحلية.
٥ ) العقاقير المخدرة المحظورة مصدر مهم من مصادر تمويل الإرهاب.
٦ ) العقاقير والمخدرات سبب رئيس في عمليات غسل الاموال.
٧ ) تكديس الأموال بيد فئات معينة نتيجة الاتجار بالمخدرات مما يجعلهم قادرين على التأثير في أنظمة الحكم، وقد يصِلون إلى المراكز الحسّاسة في الحكومات من غير كفاءة، وقد يتخذون قرارات تُسيئ إلى أوطانهم والإنسانية.

رابعاً : الأضرار الاجتماعية للمخدرات :

هناك مجموعة من الآثار الاجتماعية الناتجة عن تعاطي المخدرات مثل :
١ ) تهديد الدين والقيم والمعتقدات.

٢ ) تهديد الأخلاق، والروابط الاجتماعية والأسرية وتفكك الأسرة والروابط الأسرية، وجنوح الأحداث، وانحراف المراهقين والشباب.

٣ ) تهديد صحة أفراد المجتمع ونشر الأمراض النفسية، والعقلية، والعصبية، والجنسية، واختلال الصحة العامة مما يجعل المجتمعات مريضة خلقياً وصحياً، تحتاج لبذل الطاقات والجهود الكبيرة لعلاجها.
٤ ) اختلال الأمن الاجتماعي وزيادة أنواع الجريمة بأسرها، لأن حاجة المدمن للإدمان وعدم قدرته على تأمينها وما يترتب علي ذلك من تغيير في نفسيته كل ذلك يدفعه إلى ممارسة أنواع أخرى من الجرائم وأنماط السلوك التي يُعاقب عليها القانون ومن الأمثلة على ذلك :
- القتل العمد أو الخطأ.
- السرقة والسلب بالقوة والاحتيال والغش.
- ممارسة أعمال العنف بحق الضعيف والأقل قوة وتشكيل العصابات.
- حوادث الدهس والوفاة، وإلحاق الضرر بالآخرين.
- الشذوذ الجنسي كاللواط والزنا.
- عدم اطمئنان الفرد على ماله، وعرضه، ودينه، ووطنه.
- الخيانة والجاسوسية وبيع الضمير وشهادة الزور.

من ناحية أخرى ، فإن الوقائع والمشاهدات تثبت أن المخدر يغير من طبيعة المدمن وتصرفاته وسلوكه داخل الأسرة وبخاصة ما يتعلق بموقفه من زوجته حيث إن المخدر يجعل المتعاطي ينفر من العلاقات الزوجية الشرعية وتلح نفسه الأمارة بالسوء علة ترك الحلال واللهث وراء الحرام والدعارة والشذوذ الجنسي، بل وطأ المحارم أحيانا إذ يلاحِظ الباحثون الاجتماعيون موجة المخدرات التي رافقتها حوادث إجرامية متنوعة من بينها حوادث وطأ المحارم، مثل اغتصاب المدمن ابنته او أخته.

خامسا : أضرار المخدرات الأسرية :
١ ) التفكك الأسري، لعدم قدرة المتعاطي على القيام بدوره الأسري.

٢ ) انخفاض دخل الاسرة بسبب ما يعاني منه المتعاطي من بطالة وعدم القدرة على العمل
٣ ) عدم المشاركة في المجالات الحياتية التي تحقق تماسك الأسرة، مثل المجاملات وحل المشكلات الأسرية.

سادساً : الأضرار الدينية للمخدرات :
١ ) الصرف عن ذكر الله وعن الصلاة التي هي عمود الإسلام.
٢ ) تضعف الإيمان وتورث الخزي والندامة.

٣ ) تذهب الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان.
٤ ) تفتح باب الكبائر والفواحش والمعاصي.
٥ ) سبب في زوال النعم ونزول العقوبة والنقم.


سابعاً : الأضرار الأمنية للمخدرات :
إن انتشار المخدرات وتفشيها بين أفراد المجتمع يؤدي في بعض الحالات إلى انحراف بعض الموظفين القائمين بالخدمات العامة، للعمل بتجارة المخدرات رغبة في الثراء السريع، أو من أجل الحصول على رشاوي لقاء سكوتهم على مرور المواد المخدرة، وفي بعض الحالات يحاول العدو الحصول على أسرار الدول العسكرية عن طريق دفع المسؤولين للتعاطي واستخلاص المعلومات منهم، كما أنه في بعض الحالات يتم نشر المواد المخدرة من أجل إضعاف نفوس الشباب، وجعلهم عاجزين عن العمل، وتحطيم الروح المعنوية لديهم.

أنواع المُخدِّرات
تقسم أنواع المخدرات حسب تقسيم وضعته منظمة الصحة العالمية بناءً على طريقة تحضيرها، وي :
١. المخدرات الطبيعية : تعد المخدرات الطبيعية تلك المواد المخدرة بصورتها داخل الطبيعة الأم بدون تدخل من الإنسان أو إحداث أي إضافات عليها والتي عادةً تكون نوع من النباتات، مثل نبات النقب الذي تستخرج منه الماريجوانا والحشيش، والقات، والكوكايين، والخشخاش.
٢. المخدرات الصناعية: يُقصد بالمخدرات الصناعية تلك المواد الصناعية التي أثر فيها الإنسان وأدخل عليها إضافات أو تعديلات وحولها إلى مواد تؤثر بصورة واضحة. وتنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي:
أ – المخدرات الصناعية التي تعمل على تحويل المخدرات الطبيعة إلى أنواع أكثر تأثيرًا و تطويرًا على العقل والجسم.
ب المخدرات الصناعية الكيميائية : وهي تلك المواد الكيميائية التي أدخل عليها الانسان بعض التحويلات لتصبح أنواعًا جديدة من المخدرات التي تؤثر على قدرة الإنسان على التركيز والتفكير والسيطرة على جسده وخاصةً عندما تصل إلى مستوى الإدمان.
ج – المخدرات الصناعية التخليقية : هي تلك العقاقير التي تم استخلاصها بالتفاعلات الكيميائية و ينقسم هذا النوع إلى عدة من الأنواع المتخصصة مثل حبوب الهلوسة وما شابهها من حبوب مخدرة.
كما وتتعدد أنواع المخدرات وفقا للتصنيفات التالية :
١ ) تصنيف المخدرات حسب الفئة وهي ثلاث فئات :
أ . التصنيف الذي يعتمد علي الجانب البدني والنفسي الذي تحدثه المُخدِّرات على المدى الطويل، أو نتيجة لتعاطيها بصورة متكررة.

ب . التصنيف الذي يعتمد على الآثار الفسيولوجية للمُخدِّرات مثل : المُهدآت، والمُنشطات، والمُهلوسات.
ج . التصنيف القائم على أساس مصدر المواد والطرق المستعملة في تحضيرها وتشمل : المواد الطبيعية، والمواد المشيدة، والمواد شبه المشيدة.
٢ ) تصيف المخدرات على أساس اللون :
أ . المخدرات البيضاء :
مثل الكوكايين ، والهيروين.

ب . المخدرات السوداء :
مثل الأفيون، والحشيش.
٣ ) تصنيف المخدرات وفقا لدرجة الخطورة :
أ . المخدرات الأكثر خطورة :
والتي لها خطورة كبيرة على مُستخدميها مثل : الأفيون، المورفين، الكوكايين، الهيروين، الحشيش، البانجو.
ب . المُخدِّرات الأقل خطورة :
والتي خطورتها أقل ومعظمها من العقاقير المستخدمة كعلاج طبي، مثل : المنبهات، المهدئات، المسكنات، المنومات، القات، والكوكا.
4 ) تصنيف المُخدِّرات على أساس التأثير :
حيث تقسم المواد المخدرة حسب تأثيرها على النشاط العقلي والحالة النفسية إلى :
أ . مُهبطات الجهاز العصبي المركزي :
وهي المواد التي تُبطِئ من النشاط الذهني مثل : الأفيون ومشتقاته، وكذلك مجموعة الباربيتورات.
ب . مُنشطات الجهاز العصبي المركزي : وهي المواد التي تؤثر على النشاط العقلي عن طريق التنبيه والإثارة مثل : أوراق الكوكا، والكوكايين، والامفيتامينات.
ج . المهلوسات : وهي المواد التي تسبب الهلوسة أو الأوهام أو التخيلات مثل : الميسكالين، وعقار LSD.
د . الحشيش : ويُعتبر من المواد المُهبِّطة عند استعماله بكميات قليلة، وعند استعماله بكميات أكبر يكون له تأثير مماثل للمواد المهلوسة.
5 ) تصنيف المخدرات حسب الأثر الاجتماعي للمخدرات :
أ . المُخدِّرات التي يُعَّد أثرها الدوائي حاسماً وتعُّد تركيبة الإنسان مُساعِدة لها مثل : مركبات المورفين والهيروين.
ب . المُخدِّرات التي لا تنتج الاعتماد الجسمي على الإطلاق إلا أنها قد تؤدي إلى الاعتماد النفسي، وهنا يأخذُ المُخدِّر دوراً ثانوياً نسبة لتركيبة الإنسان مثل : الأمفيتامينات.

والآن نتطرق لمفاهيم بعض هذه المواد المخدرة
١) الكوكايين: هو مسحوق أبيض يستخلص من أوراق نبات الكوكا الذي ينمو بشكل رئيسي في أمريكا الجنوبية، وعادة ما يتم تعاطيه باستنشاق المسحوق عن طريق الأنف.
٢) الأمفيتامينات: هي نوع من المخدرات المنشطة التي كان بعضها يستخدم في الماضي كحبوب لإنقاص الوزن. وعادة ما تأتي في شكل مسحوق رمادي-أبيض اللون يُباع في عبوات ورقية ملفوفة تسمى "لفافات" وعادة ما تُبلع، لكنه يمكن أيضاً حقنها أو استنشاقها، ويمكن تدخين نوع يعرف "بالأيس" ice" أو "الكريستال" crystal".
٣) المورفين: وهو من المخدرات الصناعية الكيميائية والذي يتم استخلاصه من نبات الخشخاش، ويتكون المورفين من مسحوق أبيض ناعم أو على شكل سائل أبيض شفاف عديم الطعم والرائحة، وأحيانًا يتوفر في شكل أقراص ويعتبر من أشهر المخدرات المانعة تمامًا للألم، ويمكن أن يتم تعاطي المورفين مخلوطاً مع القهوة أو الشاي او يتم حقنه تحت الجلد.
٤) الهيروين: من المخدرات الصناعية الكيميائية وهو من أخطر أنواع المخدرات، يُستخرج من المورفين بعد التسخين مع كمية كبيرة من كلور الأستيل ويمكن تعاطيه عن طريق الحقن أو الشم ويعتبر من المخدرات الفتاكة للجسم.
٥) المهلوسات: هي المخدرات الصناعية التي يتم استخلاصها عن طريق التفاعلات الكيميائية في المعامل، وتؤدي إلى إحداث نوع من الهلوسة عند بلعها، علمًا بأنها أقل في السعر من الكوكايين والهيروين.
٦) عقار LSD: حمض LSD هو من أبرز أنواع المخدِّرات المُسببة للهلوسة، تمّ اكتشافه عام ١٩٣٨ وهو مصنوع من حمض الليسر أي مادة كيميائيّة تنمو على الفطريّات مثل فطر الإيرغوت وتؤثِّر في المزاج، والتسمية المتعارف عليها لحمض الليسر هي الحمض وهو يُباع على شكل حبوب أو سوائل تخلو من الرائحة واللون، طعمها مرّ ويتم تناولها شفويّاً، وغالباً ما توضع على ورق نشاف وتُقسم إلى مربعات صغيرة مزيّنة يمثِّل فيها كلّ مربّع جرعةً وحدة.
٧) الافيون : هو مادة مخدرة، تستخرج من نبات الخشخاش، وتستخدم لصناعة الهيروين، ويتكون ما يقارب من ١٢% من الأفيون من المورفين القلوي المسكن، والذي تتم معالجته كيميائيًا لإنتاج الهيروين والمواد الأفيونية الاصطناعية الأخرى للاستخدام الطبي وتجارة المخدرات غير المشروعة.
٨) الحشيش هو عبارة عن نبته تؤخذ من أشجار القنب الهندي التي تزرع في المناطق الاستوائية والمناطق معتدلة الحرارة، فالحشيش يتم استخراجه من السائل المجفف الموجودة في المادة الصمغية المتوافرة في مادة الحشيش المخدرة، أما بالحديث عن تاريخ الحشيش فقد شاع استخدامها عند كل من الاغريق و الفُرس كما كثُر استخدامها في الصين منذ القدم، ومن الحضارات الاخرى التي تعاملت مع مادة الحشيش الحضارة المصرية فقد كثر تعاطيها عند المصريين القدامى.

موقف الشريعة الإسلامية من المخدرات
اتّفقَ واجمعَ العلماءُ في مُختلف المذاهب الإسلامية على تحريم تناول القدر المُؤثِّر على العقل من المواد والعقاقير المُخدِّرة، فيُحرِّم تعاطيها بأي وجه من الوجوه سواء كان ذلك عن طريق الأكل، أو الشراب، أو التدخين، أو الحَقن بعد إذابتها، أو بأي طريقة كانت، واعتبر العلماءُ ذلك كبيرة من كبائر الذنوب يستحق مُرتكبها المُعاقبة في الدنيا وفي والآخرة.
المُخدِّرات في الأردن
تصدّى الأردن وما زال يتصدى لمحاربة هذه الآفة الخطيرة في المجتمع ألا وهي المخدرات حيث تقوم إدارة مكافحة المخدرات في الأردن والتي أُنشئت عام ١٩٧٣م، فتقوم بمكافحة وضبط المخدرات في جميع أنحاء المملكة، وجمع المعلومات عنها وعن مروجيها ومتعاطيها والقبض عليهم بالجرم المشهود، ومنع زراعتها وصناعتها وبيعها وترويجها وتعاطيها والمُتاجرة بها، وكذلك تأهيل مرتبات القوة ورفع كفاءتهم العلمية والعملية، وكذلك متابعة المحكومين واستكمال الإجراءات القانونية بحقهم، وتحقيق التعاون المحلي والدولي لمحاربة هذه الآفة الخطيرة، وتقوم أيضا هذا الإدارة بإلقاء المؤتمرات والندوات والاجتماعات التوعوية والتثقيفية والتعريفية لكافة فئات المجتمع وخصوصاً طلبة المدارس والجامعات والمعاهد وذلك لأنهم الأكثر استهدافاً وتأثيراً بالمجتمع، وكذلك الإشراف على علاج المدمنين بالتنسيق مع وزارة الصحة.
والآن نعرض إحصائيات جهاز إدارة مكافحة المخدرات لسنة ٢٠٢٢، حيث إن الإدارة تعاملت خلال العام ٢٠٢٢م مع ١٩ أألف قضية مخدرات ضبط من خلالها ٢٧٢٤٥ شخصاً منهم ٩٥٩١ شخصاً متهمون بالاتجار والترويج وكان بحوزتهم ٣٢٧ قطعةَ سلاح فردية أو اتوماتيكية و ٨٧ مركبةً لنقل المواد المخدرة حيث تم مصادرتها.
كما أنه تم ضبط ما مجموعه ٧١٤٢ كيلو من الحشيش وأكثر من ٦٩ مليون حبة كبتاغون، و٣٧ كيلو من الهيروين، و١٥٦ كيلو من المارغوانا، و٥٦ كيلو كريستال قبل وصولها إلى دول الجوار.
في حين تقدم ٩٤٥ شخصاً للعلاج لدى مركز علاج الإدمان التابع لإدارة المخدرات، حيث أنهوا مراحل العلاج لدى المركز بسرية تامة وعادوا لممارسة حياتهم الاعتيادية،
كما أن إدارة مكافحة المخدرات نفذت ٤٠٠٠ نشاطاً توعوياً خلال العام ٢٠٢٢، شملت العديد من الندوات وورش العمل والمحاضرات والنشاطات الإعلامية بالتعاون مع الجهات الإعلامية والأكاديمية والاجتماعية ذات العلاقة.


سُبُل الوقاية من المخدرات وتجنب الوقوع في الإدمان
الوقاية مسؤولية مشتركة بين الأسرة والدين والمدارس والجامعات ومؤسسات الدولة المختلفة :
دور الأسرة في الوقاية من المخدرات:
تشكل الأسرة الدور الأساسي في الوقاية من خلال عدة طرق وأهمها :
١- التوعية وتصحيح المفاهيم:
لابد من توعية الأبناء من المخاطر الصحية والاجتماعية لتعاطي المخدرات وإنها إذا كانت تعطي شعور بالسعادة في البداية لكنها بعد ذلك تدمر الحياة، ويجب أيضا تصحيح المفاهيم الخاطئة عن المخدرات مثل إن كل الشباب يتعاطون أو أن الحشيش لا يضر بالصحة.
٢- الترابط الأسري:
تجنب الصراعات والمشاكل المنزلية وتوفير بيئة منزلية هادئة من أهم طرق الوقاية من المخدرات حتى لا تجعل الابن يهرب من هذه الصراعات باللجوء إلى المخدرات، كن مستمع جيد وحاول قضاء وقت كافي مع أبنائك تتشاركوا فيه بعض الأنشطة سويا.
٣- تجنب القسوة والإهانة:
يجب عليك الامتناع عن العنف والإهانة عند التعامل مع أبنائك، فقد أثبتت الأبحاث أنه أكثر من 30% من الأبناء الذين يتم التعامل معهم بعنف يتعاطون المخدرات في مرحلة الشباب.
٤- مراقبة نوعية الاصدقاء المحيطة:
كن يقظ لنوعية الاصدقاء التي ترافق ابنائك وراقب سلوكهم لأنهم يكونوا قدوة لأبنائك، حيث تقول الدراسات أن الشباب الذين لديهم أصدقاء يتعاطون المخدرات هم أكثر عرضة للتعاطي عن غيرهم.
٥- كن قدوة وابدأ بنفسك:
من أفضل طرق الوقاية من المخدرات أن تكون قدوة ومثال لأولادك، فإذا كنت تتعاطى مخدر ما أو حتى تدخن السجائر فلا تفعل هذا أمام أولادك ويجب عليك ترك هذه العادات التي قد تودي بحياتك وحياة من حولك.
٦- وقت الفراغ:
كلما زاد وقت الفراغ لدى ابنك كلما زاد الملل والرغبة في تجربة جديدة وخصوصا إذا كان محاط بأصدقاء سيئين، حاول أن تشجعه على قضاء وقت فراغه بصورة أفضل مثل ممارسة هواياته المفضلة من الرسم أو الموسيقى أو ممارسة الرياضة.
٧- تفهم الحالة النفسية لابنك:
إذا كان ابنك يعاني من الاكتئاب أو القلق المزمن أو أي من الأمراض النفسية فيجب الذهاب به إلى طبيب نفسي لتقييم الحالة الصحية وأخذ العلاج المناسب، فقد تؤدي هذه الأمراض إلى تعاطي المخدرات وباكتشافها وعلاجها تكون طريقة فعالة من طرق الوقاية من المخدرات.
٨- منح الثقة للأولاد:
يجب الحرص على إشعار الأبناء بالثقة ومنحهم مساحة من الخصوصية لأن الضغط المبالغ فيه قد يأتي بنتائج عكسية.
دور المدارس والجامعات في الوقاية من المخدرات:
لا شك في أن المدارس والجامعات هم المنزل الثاني للأبناء من حيث قضاء الوقت وتعلم الفضائل، وتلعب كل منهما دور هام في الوقاية من خلال عدة أشياء مثل :
١- إقامة ندوات ومحاضرات توعية:
يجب عمل ندوات واستضافة خبراء للتحدث عن مخاطر المخدرات على الصحة وعن نسب الوفيات من المخدرات وعن كيفية الوقاية من المخدرات، أيضا ندوات عن كيفية التعامل مع الضغوط النفسية باعتبارها أحد أهم مسببات الإدمان على الاطلاق.
٢- المناهج الدراسية:
يجب أن تحتوي المناهج الدراسية على أجزاء للتوعية من مخاطر المخدرات وعن كيفية اختيار الاصدقاء وعن بدائل جيدة لقضاء أوقات الفراغ.
٣- برامج صيفية وأنشطة:
إقامة أنشطة لممارسة الهوايات والرياضة في المدارس والجامعات تعتبر من أهم الطرق للقضاء على أوقات الفراغ وبالتالي الوقاية من المخدرات.
٤- الترابط بين الطالب والمدرس:
يجب أن تكون العلاقة بين الطالب والمدرس مبنية على الحب والمشاركة وليس الترهيب والتخويف ويجب أن يكون قدوة للتلاميذ، ولابد من وجود أخصائي اجتماعي بالمدرسة كي يجد حلول للمشاكل النفسية التي يمر بها الطلاب ويقدم النصائح لتجنب المخدرات.
دور الدولة في الوقاية من المخدرات:
يقع على الدولة ومؤسساتها المختلفة مسؤولية كبيرة من خلال عدة طرق ومنها :
١- وضع القوانين الرادعة:
لابد من وضع قوانين صارمة لمنع تداول المخدرات وهذا له دور فعال في الوقاية من المخدرات بسبب صعوبة الحصول على المخدر وأيضا الخوف من العقوبة، ولابد من الرقابة على الأماكن التي يحتمل وجود المتعاطين أو المروجين فيها خصوصا المناطق الشعبية.
٢- وسائل الإعلام:
يعد للإعلام دور مهم في الوقاية، وهذا من خلال إطلاق حملات إعلامية وبرامج للتوعية بأضرار المخدرات وكيفية تجنبها.
٣- التوعية بالأمراض النفسية التي تؤدي إلى الإدمان:
– يجب التوعية بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب لأنها مدخل جيد الى المخدرات
– ايضا يجب نبذ التنمر المدرسي وعلاج مثل هذه التصرفات يكون فعال في الوقاية من المخدرات
٤- توفير وظائف مناسبة للشباب:
قد لوحظ أنه عدد كبير من المتعاطين وخصوصا صغار السن قد أقلعوا عن المخدرات من خلال حصولهم على وظائف تناسب قدراتهم ، وأدى هذا إلى رفع معنوياتهم وإحساسهم بأنهم مقبولين في المجتمع مما جعلهم يقلعون عن التعاطي.
الخاتمة
إن المُخدِّرات من أخطر الخبائث التي انتشرت في المُجتمع في الآونة الأخيرة، لما تُسببه هذه الآفة من أضرار وكوارث على الفرد والمجتمع، لذا يجب على الدولة والحكومة مُحاربتها بقوة وبكل الوسائل المتاحة، وإيقاع أقصى عقوبة ممكنة على المُروجين لهذه الآفة الخطيرة، كما ويجب على السلطة التشريعية سن القوانين الرادعة لمتعاطي المخدرات ومروجيها للمحافظة على النسيج الاجتماعي والترابط الأسري داخل المجتمع.

والآن أقدم أهم النتائج والتوصيات التي من شأنها أن تحد من هذه الظاهرة ومنها :
١) لا بد من تعزيز الوازع الديني لدى الأبناء والآباء، ونشر القيم الدينية الصحيحة، وبيان أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بهذه الآفة الخطيرة.
٢) يجب احترام رأي الأبناء وتشجيعهم على التعبير، واستخدام أسلوب الحوار الهادف.
٣) يجب إعطاء الأبناء الثقة بالبوح بمشكلاتهم والتقرب منهم.
٤) يجب التركيز على المبادئ والثوابت الثقافية.
٥) تنمية اهتمامات الأبناء بأنشطة إيجابية كالرياضة والرسم والبرمجة وغيرها.
٦) تعليم الأبناء كيفية التعامل مع الضغط النفسي والإحباط ومواجهة العقبات والصعوبات.
٧) المحافظة على الترابط الأسري وتجنب المشاكل العائلية.
٨) تجنب الإساءة والقسوة والعنف تجاه الأبناء.
٩) لا بد للآباء من مراقبة نوعية الأصدقاء المحيطة بأبنائهم.
١٠) لا بد من ملء وقت الفراغ بما هو مفيد.
١١) إقامة ندوات ومؤتمرات للتعريف بهذه الآفة الخطيرة، وتوعية الطلاب والطالبات وتثقيفهم بمخاطر المخدرات وآثارها.
١٢) يجب على الدولة اتخاذ كافة القوانين الرادعة للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها.
١٣) يجب على وسائل الإعلام التعريف الدوري والمتكرر بهذه الظاهرة الخطيرة.

"ونسأل الله أن يَحفظ بلادنا وأمننا ووطنا تحت ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المُعظَّم من كل سوء ومكروه، وأن يُديم علينا الأمن والأمان."


إعداد : محمود عواد محمد الفواعير.








طباعة
  • المشاهدات: 22753
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-02-2023 08:41 AM

سرايا

2 -
13-02-2023 07:17 PM

محمود عواد الفواعير

التبليغ عن إساءة
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم